رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
تتصاعد الازمة الاقتصادية في فلسطين بسبب الحصار المالي الذي تعاني منه السلطة عقب انضمامها الى الامم المتحدة في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، لتحول حياة الموظفين الى جحيم .
الاف الموظفين الذين لم يتلقوا رواتبهم يعيشون تحت الصفر بعد ان اصبحت الحكومة مدينة لهم براتب ونصف حيث لم يتلقوا الى نصف راتب عن شهرين نوفمبر وديسمبر.
ويقول المواطن رياض الاسعد وهو موظف حكومي:" إن لديه خمسة ابناء منهم في الجامعة واخرين في المدارس واصبح غير قادر على العيش في ظل متطلبات لا تنتهي وهي ضرورية وليست كمالية كما يقول ".
ويضيف في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" في رام الله:" انه اصبح خجولا من اصحاب المحال التجارية التي يستدين منها بعض اغراضه ولكنه يتابع بأنه لن يستمر الدائنون بعد فترة باعطاء مزيد من الدين للموظفين فلا افق واضحة فيما يتعلق برواتب الموظفين".
ويؤكد الاسعد :"انه يعلم ما تعانيه دولة فلسطين من حصار مالي وحتى سياسي ولكن يجب ان تتحمل الحكومة مسؤولية تامين الرواتب ويجب عليها ان تاخذ بالحسبان قوت مواطنيها في كل خطوة تخطوها ".
ويشير الى ان الدول العربية تخلت عن القيادة الفلسطينية بعد حصولها على عضوية الامم المتحدة ولم تفي بالتزاماتها ضمن شبكة الامان المالية التي اقرت في قمة بغداد.
وقد استمرت اسرائيل بقرصنتها للاموال الفلسطينية التي تجبيها بناء على اتفاقية باريس الاقتصادية وامتنعت عن تحويل اموال الضرائب الفلسطينية للشهر الثاني الامر الذي زاد من تدهور الوضع المالي للدولة الفلسطينية .
ولجأت نقابة العاملين في الوطيفة العمومية الى برنامج صمود يقوم على الشراكة مع الوزرات الفلسطينية لتعكيل الدوام في عدد معين من ايام الاسبوع وذلك لتخفيف العبء الاقتصادي على الموظفين والمواصلات .
وقال اسامة النجار نقيب العاملين في المهن الصحية:" ان نقابته اقرت برنامج صمود لموظفيها بحيث يتم تعطيل الدوام يومي الاربعاء والاثنين القادمين على مدار اسبوعين للتخفيف عن الموظف وكذلك ابقاء الخدمة المقدة للمواطنين".
وأضاف النجار، بأن المشافي تعمل على نظام الطوارئ كذلك هذا بالاضافة الى اجراءات اخرى اقرتها النقابة وهي لا تندرج في اطار الاضرابات وانما برنامج صمود.
واوضح :"بعض المراكز الصحية التي تحتاج الى دوام الموظفين حسب الحاجة وخصوصا نفلونزا الخنازير فلمدراء الصحة الحرية باستدعاء الطواقم الطبية في اي وقت وذلك خدمة للمواطنين".
واشار النجار الى أن النقابة استخدمت نظام الشفتات المكثفة بحيث يستطيع الموظف ان يعمل دوامين في يوم واحد ويأخذ عطلة ليومين مقابلها بالاضافة الى التنسيق مع مركبات الوزارة لنقل الموظفين من مكان سكنهم الى عملهم.
وبين النجار ان هذا الاضراب يستثني قطاع العاملين في بعض الاقسام مثل الولادة وغسيل الكلى والسرطان والطوارئ والثلاسيميا والامراض المزمنة.
هذا وتقرر قابة العاملين في الوظفية العمومية اليوم برنامج الصمود لموظفيها في كافة الوزرات كما جرى خلال الشهر الماضي بحيث يتم تعطيل الدوام لبعض الايام .
وتأتي هذه الازمة في وقت اصيب به الشعب الفلسطيني بالاحباط عندما زار الامين العام لجامعة الدول العربية رام الله دون ان يرافه اي من وزراء الخارجية العرب باستثناء وزير الخارجية المصري رغم توجيه دعوة لهم بينما لم يقدم العربي اية ايضاحات عن عدم وفاء العرب بشبكة الامان المالية .