كتب شاب من سكان أحد المخيمات على صفحــة التواصل الأجتماعي أن هناك بعض القنّاصين الساديين المجانين مجــهولي الهوية يقتلون حبّ الحياة فينا ، يستهدفون القطط المارّة ، حتى أكياس القمامة باتت هدفا لهؤلاء على ســبيل اللهو والتســلية ، فضلا عن كل مغـامر يتجرأ الخروج من سجنة المنزلي الطوعي بحثا عن رغــيف خبز أو ماتيسـرّ له من غذاء يســدّ به جوع اطفاله ربما يعود الى بيته ان حالفه الحظ أو لا يعود، كأنه كابوس أخـرق يقضّ مضاجع النيام ، ثم يســتدّرك ويقول أعلم أن نهاية الظلم قاب قوسين أو أدنى تبشّـــر بنهاية هؤلاء الملعونين المحتومة ، أما انا يقول الشاب صدقا لا أدري ما أكتب فيه ، حالة اشبه ماتكون بمسرح اللا معقول ، هل هي مفهومة للأخرين أم قدر الفلسطيني أن يدفع ثمن كل شيء يحدث في هذا العالم لمادا لا أعرف؟ ..
بات في حكم المؤكد أن اطراف الصراع المتعددة على الساحة السورية لم تستجب للنداءالفلسطيني المتكررالعاقل الذي ينأى بالنفس عن التدّخل بالشؤون الداخلية السورية لاعتبارات جوهرية يمليها واجب الضيافة من جهة وعدم نكران الجميل الذي ســاوى بين المواطن السوري وشقيقه الفلسطيني حيث يتمتع بكامل الحقوق وعليه كافة الواجبات ما عدا حق الترشــحّ و الأنتخاب التي تقتصر على المواطن وفق القانون السوري من جهة أخرى.الأمر الذي شكّل رأيا عاما جماعيا بأن الفلسطيني حيثما تواجد ليس من مصلحته الوطنية دعم طرف على حساب طرف أخر ،كما يذكّر على الدوام أن البوصلة الفلسطينية ثابتة لا تتجه الا لفلسطين القضية العادلة التي ستتيح له حقّ العودة الى أرضه ودياره التي شــرّد منها عاجلا أم أجلا .
لايعيب على الفلسطيني أسوة بالمواطن العربي أن يبدي تعاطفه مع حقوق الشعوب واحترام ارادتها بالحرية والديمقراطية ضدّ القهر والأستبداد بكونها مشاعر فطرية تولد مع الأنسان اضافة الى انعكاس سيكيولوجية الواقع الجغرافي على الوعي الأجتماعي ومع ذلك ظلّت المشاعر مكبوتة حتى لايقع الفلسطيني تحت وطأة الأتهام بالتأمر تكون عواقبه وخيمة تصل حد القتل والتشريد الى عالم المجهول الذي ينتظره كما حصل ويحصل كل يوم ، صحيح ان جهات عديدة حاولت زجّ المخيمات الفلسطينية في اتون الصراع لأسباب ايدلوجية أو عقائدية ولكنها تبقى محـدودة لاتمثل الأتجاه الفلسطيني العام على المستوى الرســمي والشعبي ، وفي كل الأحوال لايستطيع أحد ايقاف من أراد الاصطفاف الى جانب اي جهة كانت ولكن ينبغي التخندق خارج مراكز المخيمات التي تأوي العائلات الأمنة ، الا اذا كان هناك غايات أخرى يراد منها تدمير المخيمات فوق رؤوس ساكنيها وبالتالي دفع من تبقّى للتهجير واستيعابهم في عدة دول تمهيدا لطمس قضية حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم الأصلية في اطار مخطط تحركه أياد خفية لها مصلحة حقيقيةبنشر الفوضى غير الأخلاقية ، وليست الخلاقّة لأعادة رسم المنطقة من جديـــد وفق رؤيتها للعالم ماتعانيه مخيمات اللجوء والشتات شيء يفوق الوصف الأنساني ، حيث توزعت على عدة دول محيطة بفلسطين أثر النكبة املا بالعودة القريبة غير أن الأنتظار طال أمده وبالتالي أدّى بالأنسان الفلسطيني الذي يشكّل غالبيته من الطبقات الفقيرة بل المسحوقة العيش دون أبسط مقومات الحدّ الأدنى للحياة البشرية الذي تقدمة وكالة الغوث الدولية المسؤولة عن اللاجئين ، لأسباب شـتّى تتعلق بالقوانين الصارمة لبعض الدول منها مايتعلق بالتركيبة السكانية وطبيعة معادلة التوازن الطائفي حيث حرمت المخيمات من حقّ العمل والمســكّن والتوسع العمراني ضمن حدود المخيمات لأسباب سياسية مبالغ فيها ، بل أظهرت الحقائق أن المكوّنات السياسية المتعددة في لبنان على سبيل المثال تخلتف فيما بينها على كل شيء تقريبا ولكنها تتفق على مسألة التواجد الفلسطيني بكونه عامل خطر تهديدي حاضر في كل مناسبة ، بعضها متطرف ينحى باتجاه العنصرية المقيتة كما حدث من قبل التيار العوني ازاء استقبال اللاجئين السوريين الذين فتحوا بيوتهم ومنشأتهم للشعب اللبناني أبّان العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 م . وكذا الأمر بالنسبة لبضعة ألاف من الفلسطينيين المجبرين على مغادرة أماكنهم مؤقتا تحت وطأة القصف التدميري ، بالرغم من التطمينات المتكررة بأن الوجود الفلسطيني في لبنا ن مؤقت وأن التوطين مرفوض لايمكن القبول به بأي شكل من الأشكال أن تدمير مخيم نهر البارد المنهجي شمال لبنان يوضّـح الصورة الحيّة لمستقبل الوجود الفلسطيني حيث بدا جليّا أن اعادة اعمار المخيم تصطدم بعقبات سياسية متعددة الأطراف ليس الا ، اذ تكررت محاولات توريط المخيمات بالصراعات الجانبية مصدرها ليس فلسطيني بالرغم من استخدام تنظيمات متطرفة ذلك الغطاء وهي من صناعة أجهزة مخابرات تقوم بتصفية حسابات قديمة على الأراضي اللبنانية لأهداف أضحت معلومة للجميع ، لذلك يتطلب من منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد أن ترتق مواقفها تجاه استهداف المخيمات الفلسطينية الى مستوى التحديات الخطيرة التي تواجهها خلال الأيام القادمة الصعبة التي تنذر بكارثة كبرى مالم يتم لجم القوى المتصارعة الألتزام بتحييد المخيمات ويلات الدمار مع انتشار العصابات المسلحة التي تعتقل وتخطف وتنهب ممتلكات المواطنين مقابل فدية مالية ، حيث ذهب مايقارب تسعمائة فلسطيني ضحايا ذلك الصراع الدموي اضافة الى مئات الجرحى والمفقودين ، كما أن الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية في الوطن والشتات مطالب بالتحرك الفاعل لدعم ومؤازرة اشقائة في المخيمات المذبوحة على سكين الأنتماء الوطني من خلال الفعاليات النشطة المستمرة هؤلاء الذين كانوا ولا زالوا وقود انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ورافدها الرئيس عنوان ثوابتها وصمّام امانها، لعلّ المطالبة بوضع الأمين العام للأمم المتحدة أمام مسؤولياته المباشرة عن وضع اللاجئين الفلسطينيين يشكّل المهمة المركزية للتحرك المطلوب اذ لايكفي التصريحات المندّدة والبيانات الجوفاء التي لا طائل منها ،كما ينبغي على الجامعة العربية التي ستنعقد قريبا طلب دعوة عاجلة لمجلس الامن الدولي لتأمين الحماية اللازمة للمخيمات الفلسطينية والزام الأطراف المتصارعة اخلاء المخيم من المسلحين كما فعل بعضها لأطلاق سراح المعتقلين الأجانب ، خاصة الدول الاقليمية والأوروبية التي لها تأثير على مجريات الأمور هناك ، ان ذلك يمثل الحد الأدنى المطلوب في هذه الظروف الدقيقة التي تواجه جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، فهل يستطيع الفلسطيني مواجهة هذه الحرب المفتوحة على مصراعيها الهادفة الى تقويض أسس المشروع الوطني ؟ يقيني أن التحديات كلما كبرت يكبرحجم التحدي فينا ولكن علينا أولا قبل كل شيء اعا دة الوحدة واللحمة لشعبنا ، وتجمع كافة الطاقات لاستنهاض الوطنية الفلسطينية في مواجهة المخططات الاستعمارية الاستيطانية من أجل عودة اللاجئين الى ارضهم وديارهم لأن حق العودة هو العنوان الجوهري لقضية الصراع .....................
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت