تفعيل دور الشباب من اجل الوطن

بقلم: عزام الحملاوى


فلسطين وطن الجميع ولكل من ارتبط اسمه بهذه الأرض الطاهرة, فهي ارض الرباط والجهاد, ارض الانتفاضة والمقاومة, وارض الإسراء والمعراج , فمتى سيعرف الجميع قيمة هذا الوطن ويعرف حقوقه وواجباته علينا, ويعمل على إنقاذه من أزماته المتتالية التي أصابت آثارها الجميع باستثناء فئة التجار والمنافقين باسم المواطن الفلسطيني, والقضية الوطنية, والشباب الذي ضاعت حقوقه, وأصبح يعانى من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية, والبطالة والعزلة والتهميش, وأصبحت قضاياهم ومطالبهم تجارة تستغل عند الحاجة, ورغم ذلك لم يتحرك الشباب داخل المجتمع الفلسطيني نتيجة للسيطرة والهيمنة التي تفرض عليهم من قبل القوى والفصائل السياسية, وعدم العمل معهم من خلال عنواين نضالية مشتركة وفق برامج واليات عمل واضحة, وكذلك محاولات التعبئة الخاطئة من قبل بعض الفصائل حتى لا يتم استغلال أي تحرك شبابي ناجح لصالح فريق على فريق آخر, إضافة إلى موانع أخرى تتمثل بالعادات والتقاليد, والاحتلال, وعدم اكتمال أو وجود بعض مواد القانون فيما يتعلق بحقوق الشباب مثل سن الترشح والانتخاب ، وغياب الديمقراطية سواء في العلاقات الفصائلية الفلسطينية, أو كممارسة في مؤسسات المجتمع المدني الأمر الذي يمكن أن يعيق من إمكانية مشاركة الشباب, وتفجير طاقاتهم وإظهار إبداعاتهم, وتثبيتهم في ادوار القاعدة التي لاتصل إلى دور القيادة, وكذلك انتشار البطالة والفقر مما جعل الشباب تنهمك في البحث عن فرص عمل لتامين حاجاتهم الأساسية والمعيشية ، ويجب أن لاننسى تراجع دور الجامعات حيث أصبحت مكان للتعليم فقط،, وغير قادرة على تأهيل وصقل الطلاب للمشاركة السياسية وإكسابهم الخبرات بذلك0
لذلك فان تفعيل دور الشباب في المجتمع الفلسطيني أصبح اليوم ضرورة وطنية ملحة لأنه سيلعب دورا مهما في القضية الوطنية, خاصة وأن العمل الوطني كان مشهود له وذو صخب كبير وتأثير سياسي واسع عندما قاده الشباب في الماضي, أما الآن وفي غياب الشباب فلم يعد له ذلك الصدى والتأثير كما كان سابقا لعدم تمكنهم من المشاركة في وضع السياسات, وتفعيل دورهم الرقابي على المؤسسات الحكومية, وكذلك لعدم وجود قيادة مهتمة بنقل الشباب من دور المشاركة إلى دور صناعة القرار ,إضافة إلى عدم وجود نظام سياسي قادر على نقل الشباب من الدور السلبي إلى الدور الايجابي 0
إن ضرورة إشراك الشباب في صناعة القرار وتولى المسؤولية, وتفعيل مشاركتهم السياسية, وتعزيز مشاركتهم في المجتمع المدني, له أهمية كبيرة باعتبارهم النواة الحقيقية للمرحلة الحالية والمراحل القادمة التي ستمر بها القضية الفلسطينية, وهم بناة الوطن والمدافعين عنه0
لقد جاء وقت مبادرة الشباب وتحركهم ومواجهة أصحاب القرار, وعدم السكوت على ضياع حقوقهم, وإشراكهم في كافة البرامج والمشاريع التي تعتني بالشباب وتساند حقوقهم, وتعمل على إكسابهم المهارات القيادية, وإخراجهم من البطالة والفقر, وعليهم أن يتحركوا بجهد موحد, وبشكل جماعي للعمل على مواجهة مشاكلهم بصورة جماعية, وبشكل ديمقراطي وسلمى, لانتزاع حقهم السياسي, والوظيفي, والديمقراطي, وعليهم تشكيل أطر شبابية وطلابية تفسح المجال أمام تعدد الأدوار, وتستوعب كل الطاقات والشباب, وتساند ظهور الشباب بشكل قوى ، وإعادة النظر في دور الأطر الطلابية لإعادتها إلى دورها الوطني, حيث لعبت دورا هاما في تعزيز الانقسام الفلسطيني.
لقد آن الأوان للشباب لإعادة النظر في الوضع الراهن, ويجب أن تكون لهم قراءة واضحة لواقع الأزمة الراهنة والوضع الحالي, وما نتج عن الانقسام البغيض من بطالة, وركود اقتصادي, ومشاكل اجتماعية,وسياسية , وارتفاع الأسعار, ومشكلة الكهرباء, والاهم من ذلك تعطل المجلس التشريعي, إن ماحدث وما يحدث كان ضحيته الشباب والمواطن البسيط , وهو الذي يدفع ضريبة تعنت البعض ورفضهم لكافة الحلول السلمية, وإنهاء الانقسام خوفا على مصالحهم ومكاسبهم التي حققوها كونهم سيكونوا الخاسرين0
إن إنهاء حالة الانقسام واستعادة اللحمة السياسية والوحدة الوطنية لجناحي الوطن ,أصبح ضرورة لإعادة بناء المؤسسات على أسس الشراكة والديمقراطية بمشاركة الشباب من كافة أطياف الشعب الفلسطيني, والتصدي للثقافة الحزبية الضيقة, واستبدالها بالثقافة الوطنية والولاء للوطن والشعب والهوية, والاهتمام بنشر الثقافة السياسية ولغة التسامح بين الشباب0
ياشباب فلسطين, الوطن يحتاج منكم التفكير بالعقل وبالمصلحة الوطنية والمشروع الوطني, وهذا يتطلب من الجميع العمل الجاد على إنهاء الانقسام لكي نتمكن من معالجة كافة المشاكل ومواجهة الاحتلال الاسرائيلى ومشروعه المدمر لقضيتنا الوطنية, فهل سيظل الشباب ضحية وصامتا على كل هذه المشاكل التي تواجهه والانقسام الذي تسبب في كل هذه الإحداث والمشاكل , أم سيكون لهم كلمة أخرى, وسيتصدى لكل من يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن, ويعمل على عدم لملمة الصفوف, وإعادة الوحدة لشطري الوطن, وعدم أيجاد الحلول لمشاكل الشباب 0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت