آفة المزاجية في العمل التنظيمي الفتحاوي

بقلم: رمزي النجار


لم يخفى على أحد واقع الحال الفتحاوي في قطاع غزة وعلى وجه الخصوص بروز ظاهرة المزاجية في العمل التنظيمي من قبل الهيئة القيادية التي تجعل الحياة التنظيمية رهينة لحالتهم النفسية ومزاجهم المتقلب، فتراهم يسلمون ويرهنون مستقبل فتح بيد غيرهم دون الالتفات إلى المصلحة الفتحاوية العامة، وكثيرا ما تراهم بعيدين عن استقبال الحياة التنظيمية بما يسر القاعدة الفتحاوية وغياب العمل المشترك والخطط لبناء التنظيم على أمل وتفاءل، وإن لم تجر الرياح بما تشتهيه سفنهم استدبروا حياة التنظيم وأهملوا مبدأ تكافؤ الفرص ومستقبل مئات الآلاف من الفتحاويين، وهذه آفة خطيرة، وسلوك العاجزين، وهروب إلى الوراء، وإهمال قاتل لنعمة المحبة والأخوة التي أنعم الله بها على الإنسان.
لقد باتت مزاجية قيادة هيئة غزة تسيطر على العمل التنظيمي بكل حيثياته في كل الأوقات، وكل فتحاوي ينخرط بالعمل التنظيمي ولو بفترة وجيزة سوف يؤيد هذا المصطلح "المزاجية" التي هي مع الأسف بازدياد بشكل ملحوظ، هذه المزاجية تبدأ بالظهور عندما لا يوجد للعمل التنظيمي نظام وسياسة واضحة ولوائح تنظيمية، والتفرد في اتخاذ القرار من قبل شخصية قيادية مشرفة على فتح غزة مغرر بها وبعيدة كل البعض عن الواقع مستندا في قراراته الى التقارير الكاذبة والكيدية وأحيانا سماع كلام كاذب من أشخاص كاذبين هوايتهم الكذب من أجل البقاء في الموقع وفي ظل صمت أعضاء اللجنة المركزية، ومن البديهي أن تكون الفرصة سانحة لمتقلبي المزاج من قيادة غزة للتعامل مع الأمور وفقا لتلك المزاجية ومن يقدم الولاء والطاعة لهم باي ثمن يستطيع ان يكون في موقع قيادي متقدم, فالمزاجية لا تبني تنظيما وجميع مخرجاتها لا تكون إيجابية وإنما تخدم أشخاص محددين بذاتهم دون العامة.
لو أن قيادة فتح في غزة أيقنت باعتقاد جازم ونية صادقة وهمة جارفة وعزم على تعزيز مبدأ المشاركة للجميع دون احتكار التنظيم وبعيدا عن الاستزلام والاستحواذ والاحتواء والاستفادة من قدرات المئات من القيادات الفتحاوية أصحاب الكفاءة لما كانوا رهنا لحالاتهم النفسية وموجهين من قبل مزاجهم المتقلب، لاستطاعوا أن يتطوروا ويستفيدوا من تجربة الآخرين لا أن تحركهم الأهواء ولا تتحكم بهم الأمزجة والحالات.
وفي اعتقادي أن البناء التنظيمي لحركة فتح في غزة بعيدا عن المزاجية له تأثيره البالغ في القاعدة الجماهيرية لحركة فتح بعد المليونية الأمر الذي يؤدي إلى الحفاظ على نشوة الجماهير الفتحاوية, والتوقع من القادة قدرا كبيرا من المبادرة , وتحمل المسؤولية وأن يكونوا إيجابيين وليس سلبيين، والإنسان في حياته الشخصية يستطيع أن يغير موضوعات حبه وكرهه كما يشاء، ولكن لا يستطيع أن يرهن حركة جماهيرية لمزاجه الشخصي لان إرادة الجماهير تعلو فوق إرادة الفرد.

بقلم: رمزي النجار

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت