خرج المؤتمر السادس لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " بأربعة توصيلات وشكلت استيراتيجية الحركة حتى اليوم ، واليوم تشهد الحركة تفاعل هذه الاستراتيجيات مجتمعة ، فنحن نتابع اللقاءات التي تتم الآن في القاهرة والتي وصفت بأنها " الساعات الحاسمة " بخصوص انجاز ملف المصالحة واستيراتيجية تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام .. وفي المقابل لازال ملف الحراك الدولي نشط جدا وشهد الأسابيع الماضية انتصارا بان حصلت فلسطين على صفة الدولة المراقب غير العضو في المنظمة الدولية في 29 نوفمبر من العام الماضي. في الطريق الى تحقيق العضو الدولة في الأمم المتحدة .. وبخصوص بناء المؤسسات فبالرغم من الحصار الاقتصادي والتضييق على الحياة المؤسساتية الفلسطينية إلا أن المؤسسات الفلسطينية وبشهادة الخبراء الدوليين مؤهلة لتصبح مؤسسات دولة .. وأما الاستيراتيجية الرابعة فهي المقاومة الشعبية السلمية والتي تشمل مقاومة الاستيطان والتعدي على أرضنا الفلسطينية وان شهدنا في السابق كيف ان هذه المقاومة فاعلة ونشطة جدا في نعلين وبعلين وكثير من القرى الفلسطينية المهددة بالمصادرة او الضم ضمن جدار الفصل العنصري الاحتلالي ، فإننا اليوم نشاهد ونتابع ما يجري في قرية باب الشمس الفلسطينية لمقاومة "الغول والسرطان" الاستيطاني الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية ، وبالتالي أصبحت بابا للمقاومة الشعبية وفضح السياسات الاحتلالية والتي تعتمد الاستيطان بدلا من الاعتراف بالحق الفلسطيني في الحياة الكريمة فوق أرضه وإقامة دولته المستقلة وتضرب بعرض الحائط بكافة المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية وكل ما نص عليه اتفاق حقوق الإنسان في كل أجزاءه ..
باب الشمس القرية الفلسطينية تقع بين مدينة القدس وبين المستوطنة الإسرائيلية معاليه أدوميم وهذه المستوطنة الأخيرة هي شاهدة على التعنت والعنجهية الإسرائيلية في كل الجهود التي بذلت نحو " لجم شراسة الاستيطان " .. اليوم الصورة مختلفة وللفلسطينيين الحق في مقاضاة إسرائيل ومطالبة العالم بمحاكمتهم دوليا وهذا ثمرة من ثمرات الحراك الدولي .. وهنا يبرز الحضور الفلسطيني من خلال النشطاء الذين قد عقدوا العزم على أن يبقوا في أرض قرية باب الشمس حتى لو حاولت إسرائيل أن تخليهم بالقوة المتواجدة .. والبقاء فوق الأرض المهددة بالمصادرة والاستيطان تحمل تحدي وإصرار فلسطيني نحو استعادة الأرض والحفاظ عليها ومنع إسرائيل من التغول فيها أو تحويلها الى ملاحق استيطانية أو مستوطنات احتلالية جديدة تخنق الوجود الفلسطيني فوق أرضه المقدسة .
وإسرائيل تعلم ان القوة الفلسطينية هي قوة الإرادة التي تهزم دائما إسرائيل ، لهذا سارع نتنياهو بالإيعاز لجنوده بإغلاق الطرق المؤدية الى قرية باب الشمس من اجل منع احتشاد الفلسطينيين بشكل كبير، و تم الإعلان عنها منطقة عسكرية مغلقة ، تمهيدا لاقتحامها وممارسة القوة العسكرية الاحتلالية على نشطاء المقاومة الشعبية وقرية باب الشمس وإخلاءها بالكامل تمهيدا لضمها تحت السيطرة الاستيطانية السرطانية ، وتنفيذ المخطط الاحتلالي الذي يقضي ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية لهدف عزل مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني وفصل شمال الضفة عن جنوبها ولإفشال حل الدولتين على أساس حدود 1967.
ولهذا توجهت حركة فتح لكافة كوادرها وجماهيرها باعتبار قرية باب الشمس سيادة فلسطينية كاملة وإحدى صور المقاومة الشعبية المشرقة ضد الاحتلال الإسرائيلي وشاهدا على عنصرية الاحتلال وعنجهيته .. ودعت الحركة إلى التحرك الجماهيري الشامل للدفاع عن القرية وفتح باب المقاومة الشعبية ضد الاستيطان ودعم هذه المقاومة بقوة والتصدي لإجراءات الحكومة الاحتلالية الإسرائيلية .. وهنا يجب على كافة وسائل الإعلام وبكافة الأدوات أن تتقدم لفضح السياسة الإسرائيلية ونقل الصورة واضحة للعالم بأن الفلسطيني لن يبقى الضحية وان إسرائيل لن تبقى صاحبة القوة التي تقضي على الضحية وتستولي عليه وتحوله إلى ركام .. بل ان المقاومة الشعبية تدعو إلى تحويل صورة الفلسطيني إلى الإنسان الذي يصمد في وجه الظلم ويحصد الانتصار على المحتل الظالم .. وان قوة الحق الفلسطيني أقوى من قوة السلاح الإسرائيلي وبان الإرادة الفلسطينية لن تنكسر مهما كانت التحديات و الصعوبات وبان شعبنا سيواصل نضاله حتى التحرر من الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشريف وكما قال الشهيد القائد أبو عمار والذي اعترفت إسرائيل قبل أيام باغتياله : " رضي من رضي وغضب من غضب ، ويا جبل ما يهزك ريح " ..
وكما يقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس : "أننا ما زلنا في البداية، ويبقى أمامنا طريق طويل نسلكه، لكننا نتقدم على الطريق الصحيح، الذي سيقودنا إلى دولة فلسطينية مستقلة تمامًا". .. إذن إن باب الشمس هو البداية نحو بوابات الحرية نحو الدولة والاستقلال وحق العودة وزوال الاحتلال .
ملاحظة : يجب أن تمتد صور التضامن مع قرية باب الشمس ومقاومة الاستيطان لتشمل فعاليات في كل أرجاء الوطن كرسالة واضحة للعالم بأنه لم يعد مسموحا بأن يستمر الاستيطان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت