غزة - وكالة قدس نت للأنباء
كباقي الأقسام و المستشفيات في قطاع غزة التي قامت بتنفيذ آليات خطة الطوارئ التي أعدتها وزارة الصحة مسبقا لمواجهة العدوان الصهيوني،حيث قام قسم العناية المركزة في مجمع الشفاء الطبي بتوزيع الأطباء فيها إلى قسمين كل فريق يضم سبعة أطباء إضافة إلى التمريض ، حيث وصلت السعة السريرية فيها إلى 22 سرير منها أربعة 4أسرة احتياط بالإضافة إلى تجهيز10 أسرة في قسم العظام .
و في هذا السياق،قال د.فوزي النابلسية رئيس قسم العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي خلال لقاء المكتب الاعلامى لوزارة الصحة بأن خطة الطوارئ التي كانت معدة مسبقا نجحت بشكل كبير في انتظام العمل و أداء الطواقم الطبية لم نشعر خلالها بأي نقص في الطاقم الطبي أو السعة السريرية.
أجساد محترقة
وتابع قائلا:"خلال الثمانية أيام للحرب تم علاج 43 حالة حرجة عناية مركزة نتيجة قصف صاروخي منهم 11 طفل و 8 سيدات ،لافتا إلى أن معظم الإصابات مركزة في الرأس و الصدر و البطن ،و كل مصاب به أكثر من إصابة ،حيث أن ما ميز هذه الإصابات هي الحروق المنتشرة في جميع أجزاء الجسم ،بخلاف الإصابات التي شاهدنا أيام حرب الفرقان حيث كانت إصابة واحدة و في منطقة معينة في الجسم و يتم التعامل معها"
واستهجن د.النابلسية مدى فظاعة مناظر أجساد الوفيات التي كانت تجسد وحشية العدو الصهيوني في استخدام مواد متفجرة و حارقة جديدة التي خلفت أشلاء متقطعة و محترقة ،علاوة على أجساد الشهداء التي لم يظهر عليها أي أثار خدش أو شظايا ،تبين بعدها أنها استشهدت بفعل تهتك و تلف الأعضاء الداخلية و النزيف الداخلي من شدة قوة الصاروخ واصفا هذه
الحالات بالوفاة غير الظاهرة.
الشهداء من المدنيين العزل
و أضاف:بأن معظم الشهداء كانوا من المدنيين العزل الآمنين في بيوتهم من النساء و الأطفال ،حيث كانت الأسباب الأخرى للوفاة نتيجة رضوض و كدمات و كسور في أعضائهم نتيجة تحطم المنازل عليهم و بقائهم تحت الركام حتى انتشالهم من شدة القصف الصاروخي"
نوه إلى أن بعض حالات العناية المركزة تم تحويلهم إلى مصر لاستكمال العلاج و لإفساح الأسرة لغيرهم من المصابين ،حيث تم تحويل 11 حالة من مجمع الشفاء الطبي و بقيت حالة لازالت تتلقى العلاج ،و التي كتب الله لها النجاة من الموت بمعجزة ربانية و بجود الأطباء المخلصين"
تهتك المخ الجمجمة
وقال بأنه أصيبت بشظية في الرأس سببت نزيف داخلي في الدماغ و كسر في الجمجمة حيث كانت مادة المخ خارجة من الرأس فى منظر تقشعر له الأبدان ،و تم التدخل الطبي السريع له ،واستمر في غيبوبة تامة لمدة أسبوعين و على التنفس الصناعي و يحاول الآن استعادة وعيه مع مرور الأيام.
و قال د.النابلسية بأن بعض الأطباء انهاروا من هول المشاهد و المناظر لصور الأشلاء و الجثث المحترقة و المقطعة رؤوسهم عدا عن مشاهد استشهاد عائلات بأكملها ،كعائلة الدلو و أبو كميل و حجازي و أبو زور حيث كان بينهم طفلا عمره 4 سنوات كانت جمجمته بالكامل خارج رأسه جراء إصابته بشظية مباشرة في الرأس هتكت دماغه ،و تم إنقاذه بأعجوبة ربانية.
الطبيب الإنسان
هذا و عبر رئيس قسم العناية المركزة عن تقديره و شكره الكامل للطواقم الطبية التي تفانت بالعمل بإنسانية ووطنية و واصلت الليل بالنهار لخدمة أبناء شعبها لم تر أبنائها على مدار الثماني أيام ،ضغطت على جروحها و خوفها و عرضت حياتها للخطر لأداء رسالتهم الإنسانية،مشيرا بذلك إلى أن أحد الأطباء في القسم تم قصف شقته في إحدى الأبراج حيث كان
في المستشفى تاركا أبنائه و أطفاله في الشقة رغم محنته و كان بعيدا عنهم في تلك اللحظات العصيبة ليكون قريبا من إخوانه من الجرحى والمصابين و إنقاذ حياتهم وأثار البقاء على رأس عمله برغم محنته .