غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تزايدت حجم الانتهاكات الصحفية ضد حرية الأعلام في فلسطين حيث ظهر ارتفاع غير مسبوق في حجم الانتهاكات ضد الصحفيين خاصة في ظل الحرب الإسرائيلية التي استمرت ثمانية أيام على قطاع غزة مؤخراً، في نوفمبر تشرين الثاني 2012م, في مقابل ذلك ظهر عجز المجتمع الدولي عن توفير بيئة مناسبة للصحفيين في أداء رسالتهم وضمان لهم حرية الإعلام .

وقد أصدر مركز الدوحة لحرية الأعلام في فلسطين , تقريره السنوي الأول حول الانتهاكات ضد الصحفيين في فلسطين لعام 2012م , خلال مؤتمرا صحفيا عقد , اليوم الاثنين , في مقر المركز بمدينة غزة , وجاء فيه ارتفاع مؤشر الانتهاكات الصحفية بصورة غير مسبوقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أولا , حيث رصد المركز "202" انتهاكاً على مدار العام الماضي منذ 1يناير 2012م , وحتى 31 ديسمبر 2012م , كان من بينها استهداف ثلاث صحفيين واستشهادهم فيما أصيب "87 " صحفيا, في ظل تعرض مكاتب صحفية للتدمير بصورايخ الطائرات الحربية الإسرائيلية .

وبينت منسقة وحدة رصد الانتهاكات في المركز حنين عثمان , أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين , جاءت بين الاستهداف المباشر سواء بالصواريخ والرصاص الحي , وبين إطلاق قنابل الغاز المسيل لدموع والرصاص المطاطي , واعتقال واحتجاز العديد منهم , ومنع الصحفيين من دخول مناطق معينة , وتحطيم معداتهم , وعمليات تهديد واختراق مواقع إعلامية .

وإضافة أن هناك انتهاكات إضافية من قبل السلطات الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية , وكان الفاعل الرئيس في ذلك حالة الانقسام السياسي , حيث نتج عن ذلك إصابة "24" صحفيا , منهم "17" في الضفة , و"7" في قطاع غزة . واعتقال وحجز "65" صحفيا, " منهم " 43" في الضفة ,و "22" في القطاع.

وقام مركز الدوحة في توثيق "16" حالة منع للصحفيين منها "9" في الضفة ,و"7" حالات منع في غزة , بينهم حالات منع من السفر للخارج , في حين تم منع توزيع صحيفتان يومية , بجانب حالات مصادرة وتحطيم لمعدات صحفية .

وفي حين عرض التقرير تفاصيل الانتهاكات على مدار عام 2012م , موضحا مكان الحادث وتاريخه وأسماء الصحفيين الذي طالهم الانتهاك .

وقد عقد المؤتمر بمشاركة الصحفي الإعلامي احمد الشيخ مستشار رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة وممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى جانب مدير مركز الدوحة الصحفي عادل الزعنون مدير المركز وعشرات من الصحفيين والإعلاميين والأكاديميين والحقوقيين.

حيث اعتبر الزعنون , أن الانتهاكات الصحفية تمثل تهديدا خطيرا لحرية الأعلام في فلسطين , وتعرقل من أداء عمل الصحفيين في تغطية الحقيقة ونقلها للعالم .

وطالب بضرورة توفير بيئة مناسبة للصحفيين لأداء رسالتهم وضمان حرية الإعلام , طبقاً للمادة "19" من الإعلام العالمي لحقوق الإنسان , التي تنص أن " لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير واستقصاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون قيود ".

وجدد التزام مركز الدوحة في الوقوف بجانب الصحفيين الفلسطينيين , وتقديم لهم الوعي القانوني لحمايتهم ,والدفاع عن حقوقهم , دعيا لإعادة اعتبار السلطة الرابعة وتقديم كل ما يلزم لتنمية المؤسسات الصحفية , والارتقاء في المستوي المهني للصحفيين عبر مساعدتهم المباشرة , وحث الاتحاد الدولي للصحفيين العرب بتقديم المساعدة والمساندة للصحفيين الفلسطينيين .

من ناحيته أوضح ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر احمد الشيخ، أن استهداف الصحفيين ممارسة قد تكون عالمية وليست مقصورة على العالم الثالث , وان بدأت بالدول الغربية وانه يتوجب عدم التراجع عن الاستمرار في العمل المهني الصحفي من اجل إيصال الرسالة السامية معتبرا انه لولا الصحفيين لكان العالم في عتمه .

وأشاد في الدور المهني الذي يقوم به الصحفيين في فلسطين مديناً كل الانتهاكات التي تمارس بحقهم وطالب في ضمان حرية الرأي والتعبير .

ويعتبر هذا التقرير حصاد جهد وعمل لطاقم الباحثين في المركز على مدى العام 2012م حيث كان ابرز ما فيه وصف هذا العام "بالعام الاسود" على الصحافة الفلسطينية بسبب الاستهداف المباشر للصحفيين كأفراد وكمؤسسات بالصواريخ من المقاتلات الحربية الإسرائيلية .