الذكرى الثانية عشرة لاغتيال القائد الوطني د. ثابت ثابت

بقلم: فدوى البرغوثي


في اليوم الأخير من عام 2001 اغتالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي القائد الوطني الكبير د. ثابت ثابت، عضو اللجنة الحركية العليا لفتح، وأمين سر الحركة في محافظة طولكرم.
لقد كان وقع الخبر كالصاعقة حينها على صديقه ورفيق دربه القائد مروان البرغوثي الذي انفجر غاضباً على هذا الإغتيال الجبان، وأوفى العهد لصديقه د. ثابت ثابت بالطريقة المناسبة.
منذ مطلع الثمانينات عندما كان مروان رئيسا لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت كانت علاقته و د.ثابت قد توطدت، وأذكر أن د. ثابت شارك في المؤتمر الشعبي الذي انعقد في نوفمبر 1984 في جامعة بيرزيت دعماً لانعقاد المجلس الوطني وللرئيس الراحل ياسر عرفات، وألقى يومها د. ثابت كلمة مهمة في هذا المؤتمر بإسم مجمع النقابات المهنية في الضفة والقدس وكان أيامها يشغل منصب نقيب أطباء الأسنان. ولقد عرفت القائد الشهيد من خلال مروان البرغوثي وحديثه الدائم عنه وعلاقته القوية به و تأثره بشدة على اغتيال د. ثابت والذي كان يعتبره واحداً من أوفى وأعز أصدقائه ورفاق دربه، وكان التواصل بينهما دائم على مدار سنوات طويلة جمعتهم فيها رحلة النضال والكفاح والسجون والإنتفاضتين وحركة فتح والتنظيم.
يعرف كل الفتحاويون أن د. ثابت كان نشيطاً في مرحلة مبكرة من حياته وخاصة في المرحلة الثانوية من دراسته وتواصل وتعمق هذا النشاط أثناء دراسته للطب في العراق وعاد للوطن ليباشر نشاطاً وطنياً وسياسياً وجماهيرياً ونقابياً لافتاً ومميزاً وبارزاً، وشارك بفعالية في بناء أكبر منظمة جماهيرية عرفتها حركة فتح في تاريخها وهي حركة الشبيبة، كما أنه كان من القيادات البارزة في أطر الشبيبة في الإنتفاضة الشعبية الأولى وتعرض للإعتقال والسجن عدة مرات، وخضع للتحقيق والإعتقال الإداري كذلك، كما كان عضواً قيادياً بارزاً منذ عام 1991 في قيادة حركة فتح في الضفة، وأمين سر الحركة في طولكرم، وعندما شكلت اللجنة الحركية العليا من جديد عام 1994 وتسلم أمانة سرها المناضل القائد مروان البرغوثي كان د. ثابت أحد أبرز قيادات هذه اللجنة، ولعب دوراً مهماً في الحركة ولجانها ومناطقها وأطرها ومؤسساتها وأسهم في إعادة بناء أطر الحركة بعد إقامة السلطة الوطنية، وحظي د. ثابت بتقدير خاص من قبل اخوته ورفاق دربه في كافة اللجان التي عمل فيها، وعندما إندلعت الإنتفاضة المباركة، انتفاضة الأقصى، كان د. ثابت في المقدمة ولم يتردد لحظة واحدة في الإنخراط في صفوفها والمساهمة في قيادتها وتقدم أبو أحمد الصفوف وساند المناضلين وقدم الدعم والتوجيه والقيادة، وحظي بتقدير شديد من أوساط ونشطاء ومقاتلي الإنتفاضة، ولم يتسامح هؤلاء مع قتلة د. ثابت الذي كان لإغتياله أثراً بالغاً على قرار تصعيد الإنتفاضة واستخدام المقاومة المسلحة للرد على هذا الإغتيال الذي كان الأول من نوعه الذي يطال قيادي فتحاوي ونقابي معروف بهذا المستوى في الضفة الغربية.
إن الحكومة الإسرائيلية التي قررت اغتال د. ثابت أمام منزله وبين أفراد عائلته وأبناءه كانت تغتال برصاصاتها وصواريخها عملية السلام التي كان د. ثابت من داعميها، بل وساهم في الحوار مع ما كان يسمى نشطاء السلام الرافض للإحتلال والاستيطان، غير أن حكومة اسرائيل لا تبحث عن شركاء للسلام ولهذا اغتالته واغتالت الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات والقادة الشهداء أبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين وغيرهم، كما حاولت اغتيال القائد مروان البرغوثي وعندما فشلت بالصواريخ اغتالته بالأحكام المؤبدة وبالزنزانة الإنفرادية.
إن ذكرى د. ثابت ( أبو أحمد) ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال وفي ذاكرة فلسطين بأسرها وذاكرة كل المناضلين والأوفياء لدماء الشهداء ولأرواحهم الطاهرة، وإن الوفاء لهم وتكريمهم يعني أولاً السير على خطاهم ومواصلة حمل الراية التي حملوها حتى الرمق الأخير، إن الوفاء للدكتور ثابت ولكل الشهداء في هذا الوقت يتجسد كذلك بتحقيق المصالحة الوطنية والوحدة على طريق مواصلة النضال نحو الحرية والعودة والإستقلال، ونقول لكل الشهداء الذين ساروا على هذا الطريق، طريق العزة والشرف والخلود، إن هناك الكثير من أبناء شعبكم لا زال يحمل راية المقاومة ونهج الكفاح وفاءاً لكم ووفاءاً لفلسطين.
وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية إلى أسرة الشهيد القائد د. ثابت ثابت، إلى زوجته الأخت المناضلة سهام ثابت عضو المجلس الثوري لحركة فتح ولأبنائه وأحفاده، لأصدقائه وأخوته ورفاقه.

بقلم المحامية فدوى البرغوثي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت