في حمله غير مسبوقة من قبل أي رئيس أمريكي أدلى اوباما بتصريحات في جلسه مغلقه تعد الأولى من نوعها وتوصيفها لحقيقة الصراع في المنطقة ، توصيف يستند لقراءة التاريخ ومعرفة في التاريخ ورؤيا لما سيسفر عنها الصراع المحكوم بالتعنت والصلف الذي عليه حكومات إسرائيل ، ان تصرفات حكومة نتنياهو تقود إسرائيل إلى عزله دوليه شديدة وقد نشرت صحيفة هارتس تصريحات الرئيس الأمريكي اوباما ، وبحسب مراسل الصحيفة للشؤون السياسية باراك رافييد انه استقى هذه المعلومات من الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ الذي قام بنشر التصريحات المذكورة على موقع الانترنت التابع لشبكة بلومبرغ ، وقد قال الصحفي الأمريكي المعروف بقربه للبيت الأبيض في اللحظة التي تم فيها إعلام الرئيس الأمريكي اوباما بقرار نتنياهو المضي قدما في إجراء تخطيط البناء في منطقه e1 المثيرة للجدل بين مستوطنة معاليه ادوميم والقدس لم يكلف نفسه حتى بإظهار الانزعاج وقال لبعض الأشخاص الذين وجدوا معه انه اعتاد هذا النوع من السلوك من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وبحسب الصحفي الأمريكي قوله ان الرئيس اوباما بات غير مبالي تجاه ما يعتبره سياسة تدمير ذاتي من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي معتبرا ان كل تصريح بناء جديد يقود ألدوله العبرية حسب توصيفه إلى عزله دوليه شبه كأمله ، وبحسب ما قام الصحفي غولدبرغ بنشره أضافت هارتس ان الرئيس الأمريكي يؤمن انه إذا تحولت ألدوله العبرية إلى دوله منبوذة تبعد عنها الولايات المتحدة فإنها لن تصمد ولن تستطيع البقاء وباعتقاد الرئيس الأمريكي ان الجمهورية الاسلاميه الايرانيه هي تهديد على المدى القصير على وجود إسرائيل لكن سلوك إسرائيل نفسها هو تهديد وجودي عليها في المدى الطويل على حد تعبير الرئيس الأمريكي اوباما ، أمام تلك التصريحات ان صحت لا بد للتوقف والتفكير مليا في ما تضمنته تلك التصريحات والأقوال لاستنباط العبر منها ومعرفة واقع الكيان الإسرائيلي ، هذا الكيان هو مولود غير شرعي زرع في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق غايات وأهداف استعماريه قصدت بريطانيا من زراعته تقسيم أواصل العالم العربي وتفريق دول الشرق الأوسط بعضها عن بعض وتقوية الكيان الإسرائيلي ليصبح القوة المهيمنة على المنطقة ، ما يجري في سوريا من صراع إلا ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني لكيفية إدامة هذا الكيان وبث الروح الوجودية فيه ليبقى كما هدف القائمون على إيجاده لتحقيق أهدافهم وغاياتهم ضمن سياسة الحفاظ على وجودهم ، لكن تصريحات اوباما أستاذ التاريخ قبل ان يكون رئيس للولايات المتحدة الامريكيه هو بلا شك على اطلاع بتاريخ الشرق الأوسط ، ملم برسالة بن خلدون بتاريخ الأمم على دراية وعلم ان للدول تاريخ ميلاد وشهادة وفاة وان أية دوله ولدت بشهادة ميلاد تنتهي بشهادة وفاة وان إسرائيل بتركيبتها ألتنوعيه وبما عليه من تفرقه عنصريه وباغتصابها لحقوق غيرها ورفضها للانصياع للسلام والإقرار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني صاحب الحق في الوجود على الأرض الفلسطينية هي مصيرها للتدمير الذاتي الوجودي ، وبتعبير اوباما فان سياسة نتنياهو تقود فعلا لعزلة الكيان الإسرائيلي وتقود على المدى البعيد تدمير الكيان الإسرائيلي بفعل تلك السياسات التدميريه ، ان النظام العربي هو من ساهم بالوجود لهذا الكيان الإسرائيلي وان هذا النظام العربي هو من يدفع بالمولود الغير شرعي للبقاء لأسباب عده أولها ان انعدام ألحكمه في إدارة الصراع مع إسرائيل يقود لتفوق الكيان الإسرائيلي على تلك الانظمه العربية التي قبلت بالحماية الغربية الامريكيه لوجودها المرتبط بوجود الكيان الإسرائيلي ، ان تقوية ودعم الكيان الإسرائيلي ماديا وسياسيا من قبل أمريكا والغرب هو بالمال العربي الذي تستغله أمريكا ضد العرب ومصالحهم وعليه فان النظام العربي المستسلم والخانع من أدى ويؤدي إلى ما عليه السياسة الاسرائيليه من احتلال وتوسع استيطاني ورفض لكل محاولات القبول بالحل السياسي مع الفلسطينيين ، المعاناة الفلسطينية هي بنتيجة سياسة النظام العربي الخاضعة بالأساس للهيمنة الصهيونية الامريكيه ، الرئيس الأمريكي اوباما بتوصيفه لحقيقة الصراع وتعرضه للقضية الفلسطينية فان اوباما يعتقد ان نتنياهو زعيم سياسي جبان لأنه وبحسب تعبير الرئيس الأمريكي اوباما لا احد يهدد نتنياهو سياسيا وهو ما يزال غير مستعد لقيادة حل وسط مع الفلسطينيين ، وبحسب الصحفي الأميركي ان جون كيري الذي تخوفت منه إسرائيل سيقود تحركا سياسيا يفضي لخطة مع الاتحاد الأوروبي لأجل العودة إلى طاولة المفاوضات ضمن سقف زمني يؤدي إلى قيام دوله فلسطينيه بحدود عام 67 وهذا ما تتخوف منه أية حكومة إسرائيليه مقبله ، تتخوف من أية مبادرة سياسيه تقود للحل السياسي تتخوف من رفضها مما يؤدي لفرض عزله دوليه عليها في حال عدم موافقتها على تلك ألخطه ، ان رؤية اوباما في مستقبل إسرائيل هي رؤية نابعة من قراءة للتاريخ ، وحقيقة الصراع الذي عليه الشرق الأوسط ، على إسرائيل ان لا تمر مر الكرام على تصريحات اوباما وأقواله وعلى الاسرائليين ان يتمعنوا جيدا ويعيدوا قراءتهم للتاريخ لكي يعيدوا النظر في سياسة حكوماتهم وان يختاروا العيش بسلام وامن مع الفلسطينيين أو ان يعيشوا الصراع والحروب والتي نتيجتها على شعب إسرائيل بما لا تحمد عقباه ، النظام العربي الذي عمل لقرون للحفاظ على امن إسرائيل لن يدوم طويلا لان التغيرات التي تسير مسارعة ستقود إلى ثورات حقيقية نهايتها انقلاب على كل ما هو قائم وتغيير بأيدلوجيه متغيره تقود للتغيير في المفاهيم والأفكار لتنعكس على إسرائيل ووجودها وعليه لا بد من معاودة التفكير الذي يقول ان الخطر الوجودي على إسرائيل هو من ساستها وقيادييها الذين يقودون الكيان الإسرائيلي للتدمير الذاتي فهل من صحوة تقود للتغير والتفاهم والسلام والأمن الذي يضمن كافة الحقوق للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده بما يضمن حقه بالعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت