رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
كلامه طيب، يدعوا بالخير لكل من تحدث معه، راض بقضاء الله وقدره على فقدان نعمة جليلة، وهي نعمة البصر، لكنه ابتلي باللذين "لا يخافون الله "كما يقول وهم "اليهود الذين يعتقلوه في كل عام ، ورغم ذلك صبر وصمد واحتسب أمره لله".
الشيخ والأسير المحرر، علي مصطفى أحمد حنون،(أبو الحسن)، 48 عاماً، من مدينة رام الله، والمفرج عنه من سجن مجدو بتاريخ 13/12/2012، بعد قضاء 14 شهراً إدارياً، متنقلاً بين سجون: عوفر، النقب ومجدو ، لم يكن هذا هو الإعتقال الأول له بل سبقه إعتقالات وإعتقالات .
في مقابلة لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، مع الشيخ حنون، والذي تحدث بصلابة ونقل أخبار إخوانه وأبنائه الأسرى الذين تركهم خلفه، يروي مسيرة الاعتقال وحكاياته داخل السجن، ويقول :" سأبدأ من لحظة اعتقالي والتي كانت من المنزل بتاريخ 15/8/2011، وكان اعتقالاً قاسياً وبطريقة شرسة يمارسها الاحتلال الاسرائيلي دوماً في اعتداءاته المستمرة ضد كافة فئات الشعب الفلسطيني.
ويروي الشيخ حنون، وهو من أبرز وجوه الإصلاح في مدينة رام الله، ظروف الاعتقال والسجن التي عاشها طيلة الفترة السابقة، بدءاً من عدم مراعاة ظرفه المرضي، كونه يعاني من فقدان البصر، بل كان التعامل معه لا يختلف عن بقية الأسرى، وكان جنود الاحتلال يمارسون معه كافة طقوسهم الاعتقالية، فمارسوا التحقيق القاسي، والحرمان من النوم، وغيرها من أساليبهم العدوانية تجاه الأسرى الفلسطينيين.
ومن أهم ما ذكره الشيخ والأسير المحرر علي حنون، هو الاعتقال الإداري، الذي جدد له أربع مرات، مما يعلق الأسير وأهله، ففي كل مرة كان ينتهي فيها الحكم، كانت العائلة تتهيأ بالإفراج عنه، فيفاجؤون بالتمديد مرة أخرى.
حرمان من مشاركة عائلته الفرحة..
ويضيف:" من أكثر المواقف المؤلمة خلال وجودي داخل الأسر، كانت نجاح ابنتي في الثانوية العامة، والتي أنهت الثانوية، ونجحت، وكلها أمل بأنني سأكون في ذلك اليوم لأشاركها الفرحة، لكن الاحتلال حرمنا ذلك".
كما يتحدث الشيخ حنون عن المعاناة القاسية جداً، وهي التنقل في البوسطات للذهاب للمحكمة، ويقول:" تستغرق الرحلة من سجن مجدو أو النقب، مروراً بسجن الرملة، وصولاً إلى عوفر حيث المحاكمة، إلى ثلاثة أو خمسة أيام، يبقى فيها الأسير مكبلاً، ولا يقدم له الطعام، كما أن الأسرى عند الوصول إلى سجن الرملة، يتم تجميعهم، ويوضع كل أسيرين في غرفة واحدة ضيقة جداً، وهناك وكما يصف الشيخ حنون، الرطوبة العالية، ولا يوجد حمامات، ولا حتى مراوح، وأن الوضع في الرملة يكون شديد الصعوبة".
وعن معاناة الشيخ حنون الشخصية، وكونه فاقداً للبصر، فيقول:" إنه ومنذ أن دخل الأسر، كان جميع الشباب في عونه ولم يقصروا أبداً، لكن تعامل جنود الاحتلال هو الأمر بالغ القساوة، كما أن الأسرى معه في القسم رفضوا له الإضراب عن الطعام، خشية منهم على صحته، لكنه التزم بالصيام في تلك الفترة".
ونوه حنون في حديثه، إلى أوضاع الأسرى المرضى، وطالب الإعلام بتسليط الضوء عليها، ويذكر أن الأسير المريض عليه انتظار دوره حتى يذهب للعيادة ويأخذ العلاج، وأن هناك الكثير من الأسرى والذين يعانون أمراضاً مختلفة، وبحاجة إلى علاج، لكن إدارة السجن تماطل تقديم العلاج اللازم لهم، كطريقة عقاب أخرى من طرقهم التي لا تنفذ ولا تنتهي".
وطالب الأسير المحرر وشيخ الإصلاح، علي حنون جميع الجهات المعنية بشؤون الأسرى، وجميع وسائل الإعلام الفلسطينية، بمتابعة الأسرى داخل السجون، ورصد الانتهاكات التي يتعرضون لها، ونشر معاناتهم، والتركيز أشد التركيز على بعض القضايا الغاية في الأهمية داخل الأسر، وهي قضية الأسرى القدامى، والاعتقال الإداري السيف المسلط على رقاب الجميع، والذي عاد من جديد، وأهمية التطرق للمعاملة القاسية مع الأسرى من قبل السجانين، لا سيما بعد الإضرابات الأخيرة والتضامن، فكان الاحتلال يحاول ثنيهم عن ذلك ومحاولة إقناعهم بأن إضرابهم ليس نصرا وأنه لن يجدي أي نفعاً.
وفي ختام حديثه، أكد الشيخ علي حنون، أنه ترك وراءه رجالاً أقوياء، عزيمتهم كالحديد، وإرادتهم وأملهم بالتحرر كبير، وأن الأسرى يقوون في كل يوم ويتعلقون بأمل الإفراج أكثر فأكثر.
وعن الشيخ المحرر، علي حنون يقول فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن الشيخ اعتقل أكثر من خمسة مرات في حياته، وقضى خمس سنوات داخل الأسر، منها 34 شهرً إدارياً ، فهذا الاحتلال لا يراعي إطلاقا ذوي الحاجات الخاصة بل على العكس يعاملهم بشكل قاسي .
وذكر الخفش أن الشيخ حنون محط إحترام وتقدير جميع الأسرى من جميع الفصائل والجميع ينظر له بإحترام وحب وتقدير .