القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو:" ان اعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية لا يكفي للموافقة على اقامة دولة فلسطينية مؤكدا ان عليهم تغيير طريقة تربية اطفالهم ووقف الدعاية ضد اسرائيل والشعب اليهودي".
وانتقد نتنياهو خلال مقابلة مع صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية الصادرة باللغة الإنجليزية مواقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الفلسطيني محمود عباس زاعما ان هناك حاجة ملحة لدولة إسرائيل لأن يكون هو على رأس الحكومة القادمة.
هذه مقتطفات من أهم النقاط التي تطرقت إليها المقابلة:
س: ما هي ردة فعلك لما قاله كاتب الأعمدة جيفري غولدبيرغ على لسان الرئيس أوباما بأن إسرائيل لا تعرف مصالحها؟
ج: أنا متأكد أن الرئيس أوباما يدرك أنه ما من أحد يستطيع أن يقرر مصالح إسرائيل الحيوية والقومية سوى الحكومة الإسرائيلية المنتخبة صاحبة السيادة.
س: ماذا تعطي هذه الملاحظات من مؤشرات حول طبيعة العلاقات بينك وبين أوباما في السنوات الأربع القادمة؟
ج: حسنا، إننا نتعاون في كثير من الأمور، وخصوصا على الصعيد الأمني والاستخباراتي، وأنا على يقين بأن هذا التعاون سيستمر بين أمريكا وإسرائيل، وخصوصا وأن بيننا هدف مشترك هو الحيلولة دون امتلاك إيران للسلاح النووي. كما أنني أثمن الدعم المؤثر الذي قدمه لنا الرئيس أوباما خلال العملية العسكرية ضد قطاع غزة، وكذلك الدعم الذي قدمه الرئيس والكونغرس الأمريكي من خلال منحنا منظومة القبة الحديدية.
"غير أن بيننا خلافات وخصوصا حول تقديرنا لأفضل الطرق لتحقيق سلام مع الفلسطينيين يمكن الدفاع عنه. أنا أقدر الرئيس أوباما وأعلم أن كلينا نود أن نرى السلام يتحقق في هذه المنطقة رغم أنننا نختلف احيانا حول أفضل الطرق لتحقيق ذلك السلام. وبالمناسبة مثل هذه الخلافات بين الرؤساء الأمريكيين وبين رؤساء وزراء إسرائيل ليست بالشيء الجديد، فقد كانت هناك خلافات منذ قيام دولة إسرائيل فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل عام 1948 رغم المعارضة الشديدة من وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك جورج مارشال. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي إشكول اختلف مع الرئيس الأمريكي ليندون جونسون حين قرر إشكول كسر الحصار الذي فرضته الجيوش العربية على إسرائيل وكان ذلك من خلال حرب الأيام الستة".
ومضى نتانياهو في التذكير بخلافات وقعت بين إسرائيل والولايات المتحدة على مر السنين.
س: هل تشعر أن الفكرة السائدة في أمريكا عن مساندتك للمرشح الرئاسي ميت روني قد تفسد علاقاتك مع أوباما؟
ج: لقد تلقي المرشح رومني المعاملة ذاتها التي تلقاها أوباما حين جاء لزيارة إسرائيل. حين زار أوباما إسرائيلي دعاه رئيس الوزراء أولمرت للعشاء وأنا بصفتي زعيم المعارضة وقتئذ تحدثت معه مطولا حول المنطقة، وهذا تماما ما حدث مع رومني، وبالتالي ليس هناك مفاضلة في المعاملة.
س: حين تنظر إلى المنطقة - وطالما أوضحت كم هو الوضع خطير فيها - هل ترى بصيص أمل أو شعاع نور؟
ج: أعتقد أنه من منظور تاريخي سيكون من الصعب على هذه الحكومات الدينية الإسلامية المنغلقة والرجعية أن تستمر، فهي ببساطة ستعجز عن توفير ما تحتاجه الشعوب من تطور اقتصادي والذي لا يمكن تحقيقه إلاّ من خلال الحرية والمبادرة. أعتقد أن هذه النزعة للعودة إلى القرون الوسطى ستخلي الطريق للنزعة التقدمية. غير أن هذا قد يستغرق طويلا. أستطيع أن أرى قمة الجبل، غير أنه ثمة منحدرات وأودية عميقة بين قمم الجبال ومن الأفضل لنا أن لا نسقط في تلك المنحدرات.
س: لكن في المستقبل القريب هل ترى أي شعاع من النور؟
ج: ستكون هناك سنوات عصيبة، غير أنني متأكد أنه سيكون باستطاعتنا التغلب على التحديات، وقد سبق لنا أن تغلبنا على تحديات غير عادية، فدولة إسرائيل الآن أقوى مما كانت عليه في بداياتها.
س: تحدث الملك عبد الله بالأمس عن مبادرة جديدة سيعرضها الأوروبيون، هل تعرف شيئا عن تلك المبادرة؟ وهل تنوي تقديم مبادرات على طاولة المفاوضات؟
ج: سيكون هناك مبادرات عديدة، ونحن بالتأكيد تنتظرنا مهمة غاية في الأهمية ألا وهي محاولة إقناع العالم بحقيقة أن القضية الفلسطينية هي جوهر الصراع وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط (كما كان متعارف عليه قبل الربيع العربي). كما علينا أن نقنع العالم بأن قضية المستوطنات ليست قضية جوهرية في إطار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. حقيقة جوهر الصراع هو إصرار الفلسطينيين على رفض الاعتراف بالدولة اليهودية أيا كانت حدودها.
س: الرئيس شمعون بيرس يقول إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس شريك حقيقي في السلام، في الوقت الذي كان يقول وزير الخارجية السابق ليبرمان إن عباس ليس بشريك، ما هو موقفك أنت؟
ج: حتى الآن لم يكن عباس شريكا لأنه رفض التفاوض، وتهرب من المفاوضات خلال السنوات الأربع الماضية من خلال وضع الشروط المسبقة واحدا تلو الآخر. كما توجه إلى الأمم المتحدة بصورة أحادية وهذا خرق كبير لاتفاقية أوسلو. كما أن عباس يتقرب إلى حركة حماس. بالتالي فإذا غير هذا النهج وعاد إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة فسيجدني بانتظاره، في حال انتخابي رئيسا للوزراء لولاية جديدة.
س: هل من الممكن أن تفكر في بدائل لحل الدولتين؟
ج:"لا أعتقد أن انخراط الفلسطينيين كمواطنين في دولة إسرائيل سيكون فكرة مناسبة للدولة اليهودية. وفي المقابل أنا لست ممن يغمضون أعينهم كما يقترح البعض ويقولون لنخرج ببساطة ونوقع معاهدة من شأنها أن تؤمن لنا الحماية. لا، فمعاهدات السلام لا تحمينا، وما يحمينا هو الأمن، وما يحمينا هو مقدرتنا على أن ندرك أننا بحاجة إلى أمرين: الأمر الأول هو تغيير نظرة الفلسطينيين للدولة اليهودية وبالتالي اعترافهم بضرورة أن يتقبلوا فكرة دولة يهودية قومية للشعب اليهودي، إذا أرادوا الحصول على دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع معنا مرة واحدة وإلى الأبد. أما الأمر الآخر فهو أن نعترف أنه حتى لو تقبلت القيادة الفلسطينية دولة يهودية ونهاية للصراع، فهذا لا يكفي لأن تتجذر تلك الفكرة لدى الجمهور الفلسطيني. بالتالي عليهم أن يغيروا من طريقة تربيتهم لأطفالهم، ويوقفوا الدعاية الإعلامية التي يبثونها عبر إعلامهم الرسمي".
"وحتى لو تحقق ذلك، فلا بد لنا من ضمانات تحمينا من أي تغيير ممكن في الفئة الحاكمة والذي قد يترتب عليه تغيير في الخط السياسي في المنطقة الفلسطينية، وهذا ما يجعلنا بحاجة إلى ترتيبات أمنية متينة جدا جدا لحماية إسرائيل".