القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد حنا عيسى أستاذ القانون الدولي، أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، اليوم الأحد، أن أقوال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والتي جاء فيها "ان اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية لا يكفي للموافقة على إقامة دولة فلسطينية، بل عليهم تغيير طريقة تربية أطفالهم ووقف الدعاية ضد إسرائيل والشعب اليهودي"، تأتي في إطار مطالبة "الكيان الاسرائيلي بالاعتراف به كدولة يهودية تتناقض كلياً مع مبدأ حق العودة، مثلما تعني إسقاطاً ونسفاً لأية مطالبة فلسطينية عربية".
وقال عيسى في تصريح صحفي إن "هذه التصريحات وقبلها تصريحات وزيرخارجية اسرائيل السابق ليبرمان لم تعد تكتفي بالاعتراف باسرائيل كدولة ذات سيادة وكأمر واقع، وإنما كدولة يهودية بما يعطيها ذلك من مشروعية تاريخية ودينية مزعومة. وهي بتلك المطالبة تهدف الى تنازل الفلسطينيين عن المطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم واراضيهم في الاراضي المحتلة عام 1948م، وحرمان فلسطينيي 1948م من حق الاقامة في وطنهم، وشرعنة القوانين العنصرية الاسرائيلية ضدهم، بما يشكل خطراً على القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي".
ويقول عيسى إن "سلطات الاحتلال تشترط الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية أثناء المفاوضات مع الفلسطينيين وشرطاً لها، وهي مطالبة محمومة يعود تشريعها الى سنة 2000م، بغرض تأكيد يهودية الدولة وطابعها اليهودي واغلبيتها اليهودية بالقانون، مقابل اسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم واراضيهم التي هجروا منها قسراً بفعل العدوان الصهيوني سنة 1948م، وحرمان المواطنين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948م من حق الاقامة في وطنهم، واضفاء الشرعية على القوانين العنصرية الاسرائيلية ضدهم، وتسعى الدبلوماسية الاسرائيلية الى تدويل موضوع يهودية الدولة من خلال مطلب الاعتراف الفلسطيني بها شرطاً لاستئناف المفاوضات واكساب العبارة شرعية دولية بالاتفاقات والاعتراف الدولي السائد في القانون الدولي".
وأكد على ان طرح شعار يهودية الدولة هو الشعار الأنجع لإنهاء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم، وتصفية وإزاحة الأساس القانوني لهذا الحق والحلم والأمل من أجندة الأمم المتحدة بداية، لشطب الحق الفلسطيني والمقصد هنا شطب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في 11/12/1848 والداعي إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين في اقرب فرصة ممكنة والتعويض عن الإضرار التي لحقت بهم جراء اللجوء القسري .
ويضيف عيسى قائلاً: "ان الجانب الفلسطيني يرفض الاعتراف بالدولة اليهودية لانه يرى فيه تخلياً علنياً عن حق العودة حتى قبيل المفاوضات، اذ ان مطالبة الكيان الاسرائيلي بالاعتراف به كدولة يهودية تتناقض كلياً مع مبدأ حق العودة، مثلما تعني إسقاطاً له ونسفاً لاية مطالبة فلسطينية عربية به".
واختتم عيسى: "ان هدف نتنياهو يكمن باضعاف فلسطينيي عام 1948م ديمغرافياً وسياسياً وتقوية الطابع اليهودي لاسرائيل من جهة، وسعي المؤسسة الاسرائيلية الى تسويق فكرة تبادل الاراضي عربياً واقليمياً ودولياً مدفوعة بالهاجس الديمغرافي الذي يؤرقها لا سيما ان اسرائيل تتعامل مع عرب الداخل على انهم خطر على مفهوم يهودية الدولة يجب التخلص منه من جهة اخرى.