مخابرات تل أبيب تنشط بسورية لجمع أدلة عن أسلحة كيماوية

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
قالت مصادر غربية وإسرائيلية إن الدولة العبرية تقوم بشن عملية سرية حدودية ضد الحكومة السورية، بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي الناتو ووزارة الدفاع الأمريكية، لافتةً إلى أنه بعد البحث عن أدلة قوية (دليل دامغ) في إيران في وقت سابق من هذا العام، وتتتبع القوات الخاصة الإسرائيلية الآن احتياطي الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، مشيرةً إلى أنه بحسب صحيفة "صنداي تايمز" فإن العملية الحدودية هي جزء من حرب سرية، تهدف إلى تتبع الأسلحة غير التقليدية السورية وعرقلة تطويرها.

ونقلت عن مصدر إسرائيلي، مستندًا إلى معطيات الأقمار التجسسية والطائرات دون طيار في البلد، قوله: إننا نعرف منذ سنوات مكان الذخائر الكيميائية والبيولوجية في سورية بالتحديد، ولكن هناك دلائل هذا الأسبوع تشير لنا إلى أن الذخائر قد نقلت إلى مكان آخر. وأشارت إلى أن الجميع يتذكر التعبئة الإعلامية عن أسلحة الدمار الشامل، قبل شن الحرب على العراق، وقد ثبت أن تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية ليست سوى محض افتراء.

وقالت الصحافية الفرنسية، جولي ليفيسك: أولئك الذين كانوا وراء هذه الأكذوبة يطبقون الآن مهاراتهم في تلفيق براهين تتضمن فكرة أسلحة الدمار الشامل من اجل التدخل في سورية. فحسب تقرير من مركز يافا للدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب، فإن الإسرائيليين أساءوا فهم التهديد العراقي.

ونشرت الـBBC عن نتائج هذا التقرير: أساءت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية فهم التهديد الذي شكله صدام حسين، وقد ساهم هذا في رسم صورة مغلوطة لدى المخابرات الأمريكية والبريطانية. أما معد التقرير، الضابط شلومو بروم، الذي يعمل باحثًا في مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب فقد قال: كانت المخابرات الإسرائيلية بشكل كامل شريكا لأمريكا وبريطانيا في المساهمة في تصوير إمكانات أسلحة الدمار الشامل لدى صدام حسين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن وزير المعارف الإسرائيلي الأسبق، يوسي ساريد قوله: جديا، أساءت الاستخبارات التهديد العراقي لإسرائيل وعززت اعتقاد الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى بوجود هذه الأسلحة، بعد الآن، إذا قدمنا بيانات هامة عن بلدان أخرى، مثل إيران، على سبيل المثال، من سيأخذها على محمل الجد؟، تساءل ساريد.

كما أنه من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن صحيفة "صاندي تايمز" قالت إن إسرائيل تستخدم قاعدة في كردستان العراق بشكل دائم لإطلاق بعثات مخابراتية عبر الحدود، على أمل التوصل غالى أدلة دامغة تؤكد أن إيران تعمل على تطوير رأس نووي، مؤكدةً على أنه لا يوجد أي دليل على أن لإيران أسلحة نووية، وحتى وكالات الاستخبارات الأمريكية تعترف بذلك.

وقالت الصحافية أيضًا إن ما يحدث الآن مع سورية هو استئناف المحاولات السابقة لتمرير أدلة ملفقة في شبكة وسائل الإعلام مشيرةً إلى أن مصادر غربية للتايمز إن إسرائيل تراقب النشاط الإشعاعي ومقدرات اختبارات التفجير وأن قوات خاصة استخدمت مروحيات (بلاك هوك) لنقل رجال كوماندوز متنكرين في زي أفراد الجيش الإيراني واستخدمت سيارات عسكرية إيرانية في ارض الميدان.

وتعتقد المصادر أن الإيرانيين يحاولون إخفاء أدلة من شأنها أن تشي باختبارات رؤوس نووية، احتياطا لزيارة محتملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال موقع (YNET) التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: تزايد عدد البعثات المخابراتية الإسرائيلية إلى القاعدة العسكرية بارشين في إيران في الأشهر الأخيرة. وحسب المصادر الأجنبية فإن عملية إسرائيل السرية في سورية هي جزء من برنامج مخابراتي طويل ضد حكومة دمشق، لافتةً إلى أن نشاطات تل أبيب السرية ضد الترسانة الكيميائية والبيولوجية لدى الحكومة السورية انطلقت قبل 30 عاما تقريبًا، ويسود الاعتقاد أن بعض هذه الأنشطة الحديثة قد تستهدف العلماء الروس، وحسب تقارير ظهرت في الصحف الإسرائيلية، فإن الممثل السابق للاستخبارات الروسية كان في طريقه للقاء وكلاء المخابرات السورية عندما فـُقد، وتل أبيب لم تعترف بأنها لعبت دورا في موت إيفانوف، لكنهم كثيرون هؤلاء الذين يشكـون في أن تل أبيب تربصت بالروسيَيْن منذ مدة طويلة جدًا.

ولفت التقرير إلى أنه من المعقول أن عملية إسرائيل السرية في سورية تستهدف العلماء الروس، ولكن الهدف النهائي هو تكثيف الحملة الدعائية على الترسانة الكيميائية السورية. كما جاء في التقرير، الذي تمت ترجمته من قبل موقع "عرين" للمعلومات، أنه منذ بداية التمرد المسلح في آذار (مارس) 2011، اتهمت أمريكا وحلفاؤها، وكذلك وسائل الإعلام الغربية المهيمنة، الحكومة السورية بارتكاب فظائع ضد المدنيين، وحسب تقارير وسائل الإعلام المستقلة وشهادات حية من مكان الحدث، فإن قوات المعارضة هي التي ارتكبت هذه الأعمال الوحشية.

وتم تشويه صورة الحكومة السورية في الكثير من وسائل الإعلام المركزية إلى حد أن الرأي العام كان سينقاد بسهولة إلى الاعتقاد، بدون أدلة داعمة، بأن الحكومة السورية مسؤولة عن ارتكاب جرائم ضد شعبها. هذه الذريعة مثالية من أجل عملية مزيفة حيث تتضمن الدعاية المكثفة مسألة الأسلحة الكيميائية.

هذه الادعاءات المبنية على أدلة كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل ضد الحكومة السورية يمكن أن تستخدم مرة أخرى للضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كي يمنح حلف شمال الأطلسي، تفويضا قانونيًا للتدخل في سورية تحت مبدأ مسؤولية الحماية.