ساعات ساعات أشتري دماغي وأعشـــــــق الحاجات

بقلم: هشام أبو يونس


إنني أشعرُ هذه الأيام بزيادةِ نسبة التفاؤل في نفوسِ أبناءِ الشعبِ الفلسطيني، أينما كان، وأي مكان نجده أفضل من قطاع غزة لكي يزداد به هذا التفاؤل، والنسبة نلاحظها سكر زيادة وأكثر!!.. خاصة وأن أجواء المصالحة اتخذت خطوات ملموسة علي الأرض، وهذه اللقاءات استغرقت آلاف الساعات ودفع عليها ملايين الدولارات علماً أن المصالحة الفلسطينية لا تحتاج لكل هذه الساعات والزمن واللقاءات والحوارات فهي بحاجه لإرادة وطنية وعلى أرض الوطن وبدون وسطاء ومشاورات وتقديم الوطن على المصالح والمفاهيم الفئوية الضيقه فأصبحنا ننظر إليها كنشرة الأخبار الجوية ساعات سماء صافية وجو جميل وساعات رياح عاتية!!
فساعات نسمع كلامات ومصطلحات تجعل من معنوياتنا فوق قمم الجبال وساعات يخرج علينا احدهم فيلقينا من أعلي سفح الجبل، وساعات نجد أنفسنا تعبنا من كثرة الطلوع علي قمة الجبل والرمي من سفح هذا الجبل، وساعات نجد الإعلامَ له ميدانه الخاص به والمحكوم بسياسات مسئوله ومستمدة من نوازعه الشخصية ومفروض عليه أن تتماشي برغبة مديرها العام .
فساعات نسمع المصطلحات "الإخوة والشركاء والأهل والأقرباء والمجاهدين والمناضلين والمرابطين والمقاتلين والمقاومين والثابتين والصامدين " هذا عندما يتم رفعنا إلى قمةِ الجبلِ وعند إلقاءنا من سفحِ الجبلِ نسمعُ المصطلحات "الهاربين والخائفين والتائبين والمستنكفين والمعتكفين والمفرطين والفاسدين والكافرين "!!..
غريبة هي دقة الزمن ....وغريبة غريبة لعبة الساعات ...ساعات نشعر بأننا غرباء عن من هم حولنا وساعات نشعر بأننا نحن من صنع في أنفسنا تلك الغربة, نحمد الله أنها لساعات فقط ... وفي مواقف كثيرة نشعر بأننا نعيش مواقف مذلة, منا من يطيب له الحال فيكون دوامه على الذلة، ومنا من يخاف في تلك الساعة فيعيش الذلة لساعات ويأكل ويشرب ويسرح مع الأشياء السارحة علي الأرض, ومنا من يشعر بالألم ويتمنى أن يعيش باقي ساعاته عزيزاً مرفوعاً للهامة حتى وإن استمرت معه ندوب تلك الساعة لساعات.
تعلمنا في طفولتنا أشياء كثيرة لساعات وساعات, فمن المضحك أن كل ذلك من السهل أن ينهار لساعة فمن المسئول عن ضياع ساعات طفولتنا؟!
فأصعب الساعات هي ساعات الانتظار ليتحقق الأمل فيها ويكون الشخص راسماً للمستقبل وهو يعلم أنه في الغالبِ حلم ساعة لا أكثر, آه من تلك الساعة ولكن ما أصعبها عندما تجد أحلامك ومصيرك أصبح مرهون بكل الساعات..
فلا يوجد بؤس وألم أكثر من ساعة تمضي.. ونحن باقون في نفس النقطة لقاءات وحوارات وملايين الدولارات وتستغرق آلاف الساعات , فكم هي ساعاتنا البائسة؟؟! فساعات العبث في مصير ومشاعر وأحاسيس الناس لـيـس لـهـا عـقـارب!! ومـع ذلـك تـلـدغك فـي كـل ثـانية تـعـيشـهـا فساعات وساعات نضطر لشراء دماغك وتشطب كل الساعات وتعشق وتبحث عن الحاجات التي تسعدك من نكت وفرفشة حتي لا تقضي الساعات مغموم، ولكن إذا فتحت نشرة الأخبار وسمعت حالنا لساعات تتذكر الساعات المريرة فهناك بشر يحتاجون إلى ساعات وساعات من عمليات تجميل داخلية مثل: تكبير قلب، شفط الحقد، شد ارتخائهم الفكري، تكسير خلايا الشر من نفوسهم و ...الخ وتستمر وتبقي العملية لساعات وساعات.
فساعات تفكر في أسوأ نظام أو عملية سياسية والتي تكافئ الغباء والكسل والفساد.. ويصبح من لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى، أصلح الناس. وعكسه، خطر على النظام.. فتقوم بالسخط على الزمن والساعات. وأحياناً تشعر أن عمرك فـــــــــــــــــــــــــــــات ولم تعد فيه الساعات ساعات .
ياااااااااااه !!!!!! هل تأتي ساعات وتكون المصطلحات التي ترفعنا إلى قمة الجبل هي دائماً السائدة.. وتشطب المصطلحات التي تلقينا من أعلاه بل من سفحه إلى قاعه!!!!
متي تأتي هذه الساعات؟؟!!. أم نشتري أدمغتنا لساعات وندور على الحاجات..فساعات الجرح بيريح وساعات الدمع بيهدى وليه وعلى إيه نتألم مهو كله بيمشي ويعدى.. وحوارات ولقاء وملايين الدولارات تنفق علي الساعات ومستمر الزمن هو هو لساعات وتبقي الساعات هي هيا الساعات، وفي النهاية أقول لكم بأسف علي هيك نهفات.

د. هشام صدقي أبو يونس
كاتب وباحث في الاقتصاد والفكر السياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت