حمدان يدعو الرئيس أبو مازن لمراجعة مسار التسوية في غرف مغلقة

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
دعا أسامة حمدان مسئول العلاقات الدولية في حركة حماس, الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي مراجعة مسار التسوية الذي أنطلق منذ 20 عاماً, ولم يحقق شيء للقضية الفلسطينية, لاكتشاف الأخطاء التي تضمنها هذا المشروع, وذلك من خلال الغرف المغلقة وبعيداً عن الإعلام حتى لا يتحول إلي مزايدات سياسية وبمشاركة نخبة من السياسيين والخبراء والقيادات الفلسطينية.

وقال حمدان خلال مناقشة سياسية بعنوان "حماس في السياق الدولي" عقدت اليوم الأربعاء, في فندق الروتس بمدينة غزة, بالاشتراك مع معهد بال ثينك للدراسات الإستراتيجية, أن حركة حماس تم تصنيفها في الاتحادية الأوربية ضمن الحركات الإرهابية بناء على ضغط ورغبة أمريكية, لكن رغم ذلك حماس منفتحة على دول عديدة لأن العالم لا يقتصر على الدول الغربية, وقد قامت بثلاث اتصالات رسمية وغير رسمية مع أمريكا ولكن لا ترتقي لمستوي العلاقات.

وأوضح أنه يوجد مشكلة بين حركة حماس والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص قضية الإرهاب, وهنا لا بد من ان يقوم المجتمع الدولي في وضع تعريف محدد للإرهاب, حتى لا يتم استخدام هذا المصطلح في سياقات آخري, ويمارس من خلاله الضغط على الشعب الفلسطيني الذي يطالب في حقوقه.

وبين أن الانتخابات الفلسطينية التشريعية التي أجريت في عام 2006عام, مثلت نقلة نوعية في علاقة حماس بالمجتمع الدولي, بعد ان نتج عن هذه الانتخابات فوز حماس, ولكن عدة إطراف لجأت لفرض حصار دولي, واشترطت لرفعه على حماس شروط منها الاعتراف في إسرائيل, والدخول في التسوية السياسية, وأن تقوم في نبذ العنف.

وأردف قائلاً "أن حركته قالت للغرب يجب ألا يعاد تشكيل الواقع الفلسطيني كما ترغبون, لأنه يفقد حقيقته بل يجب التعامل مع القوي الفلسطينية كما هي علي أرض الواقع, كما ولا يمكن أن يطلب من الضحية أن يعترف في قاتله وهو يقتله كل يوم", مشيرا إلي أن الحوار يبدأ مع الدول الغربية من حيث الحقوق الفلسطينية وليس من حيث الاشتراطات التي يفرضها".

التمثيل الفلسطيني ..
قال أن حركة حماس اعتبرت منظمة التحرير أنجاز فلسطيني يجب المحافظة عليه , وهذا يتطلب إعادة تفعيل وبناء المنظمة بما يتلاءم مع القوي الفلسطينية الموجودة, بوضع ميثاق جديد, وألا يعاد تركيب هذا الكيان على نظام الحكم الواحد وان يستند ذلك على إجراء انتخابات وفق "القوائم النسبية".

وأضاف "المكانة الاعتبارية للمنظمة يجب أن تكون فوق كل اعتبارات آخري وفوق أي مؤسسة آخري, لأنها تمثل جميع الفلسطينيين في الداخل والخارج, وأن تخضع للاعتبارات الوطنية, وحركة حماس لا تتعامل بالمثل القائل "كل ما جاءت أمة لعنت أختها".

المفاوضات ..
قال "نحن بحاجة إلي مراجعة مسار التسوية بكاملة منذ أن بدأ واستمر أكثر من 20 عاماً ولم يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني, وهنا تجدر المراجعة لاكتشاف الخلل لأن مصلحة وطنية كبري تقتضي ذلك, وهذا يتطلب حوار في غرف مغلقة حتى لا يتحول لمزايدات سياسية, وندعوا أبو مازن لمراجعة ذلك ضمن خبراء وسياسيين فلسطينيين".

المصالحة الفلسطينية ..
جدد تمسك حماس في المصالحة حيث أنها تعتبرها خيار إستراتيجي ولا تقبل بأن يكون الشعب الفلسطيني منقسماً, ولا تعني المصالحة بأن تتبني حماس برنامج حركة فتح أو العكس, بل هي عبارة عن مسار فلسطيني يجمع كل القوي السياسية الفلسطينية.

مراجعة حماس..
بين أنه من حق أي أحد أن يراجع حركة حماس, وهي من الممكن أن تقع في الأخطاء مثلها مثل الآخرين, ولا يوجد حرج في ذلك.

حشد حركة فتح في الانطلاقة "48 "..
قال نظرت إلى هذه الحشد بشكل طبيعي لأنها حركة جزء من الشعب الفلسطيني, وكان هذا التجمع بعد تاريخ من الانقسام, وأنفض بدون مشاكل, وهذا يعطينا مؤشراً أنه يمكن أن نحقق المصالحة إذا صدقت النوايا.

الانتخابات الإسرائيلية..
أضاف أن الإسرائيليون متشابهون, وجميعهم يتشكلون ضمن مسار إستراتيجي هو استمرار الاحتلال وإفراغ الأراضي الفلسطينية من أهلها, وتهويد القدس, لافتاً إلى انه يوجد فوارق بين الأحزاب الإسرائيلية ومن الصعب التعرف إلي أين تذهب الأمور بعد الانتخابات الإسرائيلية, لكن عودة نتنياهو لا تبشر بخير.

وأوضح أنه إذا كان العالم يسأل حماس عن موقفها من الانتخابات الإسرائيلية فنحن نسألهُ ما موقفه من الانتخابات الفلسطينية التي جرت في عام2006م.

الوضع العربي ..
قال أن المعادلة العربية بدأت تتغير, حتى وصلت لحالة من العنف في سوريا وهذا ترك أثر سلبي علي قضيتنا, ونتجه عنه انشغال الواقع العربي في قضاياه, لكن على البعد المتوسط والإستراتيجي سيكون لصالح الشعب الفلسطيني.

وبين أن ذلك يتطلب وحدة فلسطينية ثم التقدم للواقع الإقليمي في رؤية محددة, ونحن نثق في الشعوب العربية إذا ما تحركت يمكن أن تصنع فارق وتغيراً لصالح القضية الفلسطينية.

وقال "رفضنا الدخول في الشأن السوري بسبب التجارب الماضية لشعبنا, واعتبرنا أن هذا الحراك حراك اجتماعي داخلي وليس لنا مصلحة فيه, ولكن في شهر آذار من العام الماضي أنزلق بعض الفلسطينيين في هذا الموضوع مما أثر على وضع الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين.

وأردف قائلاً "حركة حماس قامت في عقد 7 اتفاقيات لإخراج مخيم اليرموك من هذا النزاع ولكن بدون فائدة, والآن الصورة مأساوية وقاسية جداً هناك".

بعض أسئلة الصحفيين..
س/ هل يوجد علاقات مخفية بين حماس والإدارة الأمريكية من جهة والجانب الإسرائيلي ؟
قال أن حركة حماس قامت بثلاث اتصالات رسمية وغير رسمية مع الولايات المتحدة الأمريكية, ولم يتم الإعلان عنها, لكن هذه الاتصالات الثلاثة لا ترتقي لمستوي علاقات, مضيفاً "لا يوجد علاقات بين حماس وإسرائيل لأن العلاقات المعلنة التي يقوم فيها أطراف عدة فلسطينية مع إسرائيل لم تحقق شيء فلا يوجد فائدة من ذلك".

س/ هل حدث طلاق بين إيران وحماس وعلاقة الحركة في قطر؟
قال في السياسة لا يوجد شيء إسمه طلاق, حركة حماس نسجت علاقات مع دول في أفريقا وفي شرق أسيا, ودول عربية عديدة, وعلاقتها في قطر لا تأتي على حساب علاقتها في إيران بل الحركة تسعي إلى توسيع دائرة علاقتها.

س/ موقفك من اعتقال الأمن الداخلي 6 صحفيين من قطاع غزة قبل يومين؟
أجاب "لا اعرف لماذا تم اعتقالهم".

س/ مكاتب تمثيل حماس في الدول العربية تشكل تعارض مع وحدة التمثيل الفلسطيني وتعارض وجود السفرات الفلسطينية؟
أجاب لا يمكن اعتبار ذلك لأن مقر منظمة التحرير الفلسطينية التي ترأسها حركة فتح عندما كان في لبنان, كان بجانبها مكتب لحركة فتح ليس ضمن المنظمة.