مولد الحبيب ... ذكرى لكل عبد منيب

بقلم: د.عبد الحميد جمال الفراني


يقف الكاتب حائرا في كثير من الأحيان عند اختياره لموضوع المقال الذي ينوى الكتابة فيه، فتتزاحم المواضيع والمستجدات والأفكار، والأخبار والحوادث، ولكن هناك من المواضيع ما يفرض نفسه فترى القلم ينساب ليكتب وحده، وتبدأ الأفكار بالتدافع دون أن تعطيه المجال ليتريث فيما ينطق من كلمات، ومن تلك المواضيع ذكرى ميلاد النور المحمدي عليه افضل الصلاة وأتم التسليم، فمن منا له الخيرة في أن يختار بين موضوعين مهمين واحد منهما حول ذكرى النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، من المؤكد أنه سيختار الكتابة عنه صلى الله عليه وسلم.

إن الكتابة في هذه الذكرى العطرة تبعث في النفس راحة لا توصف، فإن لم نكتب عن ميلاد الحبيب فعن ماذا نكتب؟ لكن ما يحزننا هو أننا لا نملك الجرأة للكتابة عن تلك المناسبة العطرة، فالخجل ينتابنا، والحزن يتملكنا ونحن نكتب في ذكري ميلاده صلى الله عليه وسلم، في خضم ما تحياه الأمة من أزمات متلاحقة، ونكسات متتابعة، وفي ظل ما تعانيه الشعوب الإسلامية من ابتعاد بين وواضح عن النهج الذي رسمه لنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نعيش الذكرى تلو الأخرى وحال مسرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في خطر، وأمة الحبيب لا تدري ما الخبر، نعيش الذكرى والمسلمون يقتلون ليل نهار في كل البقاع وشتى الأصقاع، نعيش الذكرى وحرب صليبية جديدة تشن على مالي والأمة تقول: " وأنا مالي "، نعيش الذكرى والحرب على الإسلام تزداد يوما بعد يوم، وحتى صاحب الذكرى لم يسلم من هذه الحرب أفلام ورسوم مسيئة لا حصر لها.

إن مولد الحبيب يجب أن يكون باعث حثيث للأمة كي تولد من جديد، فمن المفترض ومع كل ذكرى نحياها أن تتجدد العزائم لا أن تقام الاحتفالات والموالد والعزائم، من المفترض أن يولد في داخل كل مسلم مع كل ذكرى لمولده صلى الله عليه وسلم استشعار بضرورة العودة إلى نهجه، والتمسك بسنته وهديه المنير.
د. عبد الحميد جمال الفراني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت