غزة- وكالة قدس نت للأنباء
اجمع محللان سياسيين أن الإرادة السياسية لحركتي "فتح وحماس" لم تنضج بعد لإتمام المصالحة، وأن العقد التي تحول دون تطبيقها مازالت موجودة ولم تفك، وما يحدث من خطوات هنا أو هناك للاستهلاك فقط .
وقد رأى المحللان في أحاديث لـ "وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون, أن الخطوات التي يتبادلها الطرفين في تطبيق المصالحة خطوات مترددة، محذرين من ضياع هذه الفرصة التي إذا لم تطبق فيها المصالحة سوف تكون فلسطين علي هامش التاريخ وينتظر كل فلسطيني مستقبل أسود .
أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم , يعتبر أن البيئة التي تجري فيها المصالحة الفلسطينية غير صالحة , وأن الأسباب التي أدت إلي الاقتتال مازالت موجودة , وحتى هذه اللحظة لا يوجد حديث فصائلي فلسطيني يتحدث بصورة حقيقية لمعالجة الانقسام من الجذور.
ويضيف "أن المصالحة تسير في بطء لأننا لم نعالج الأسباب التي أدت إلي الاقتتال ومازلنا نخدع أنفسنا , مؤكداً أن أتفاق أسلوا وما نتج عنه هو السبب الرئيسي في حدوث الانقسام واقتتال الفلسطينيين فيما بينهم قائلاً " عندما وقع هذا الاتفاق قلت بأن الدم الفلسطينيين سوف ينزف ".
وبين أنه إذا ما تم تشكل حكومة الوحدة الوطنية " حكومة المصالحة " فهي تعني محاصصة فصائلية بين طرفي الانقسام , وأن فلسطين ليست للفلسطينيين , ومازالت الفصائل تتعامل مع فلسطين وكأنها قطعة حلوي وتتقاسمها .
وتطرق إلي فاعلية الدور المصري في ملف المصالحة حيث رأي بان هذا الدور لا ضرورة له , وهو يعمل علي إقامة انطباعات وليس صناعة مصالحة حقيقية بين الفرقاء الفلسطينيين ,مؤكداً أنه إذا ما توفرت الإرادة السياسية الفلسطينية فإننا ليس بحاجة لأي دور لتطبيق المصالحة .
وقال أن " حضور لجنة الانتخابات المركزية وممارسة عملها , وضمان الحريات لوسائل الإعلام وغيرها , ليست هي المصالحة فجميعها قضايا هامشية ".
والمصالحة الفلسطينية في وجهة نظر عبد القاسم , تبدأ من كتابة ميثاق وطني جديد يصيغه خبراء ويعرض على الفصائل , ويعاد صياغة منظمة التحرير , وإنشاء محكمة دستورية لمحاكمة الفصائل التي تشذ عن هذا الميثاق .
وأضاف أنه إذا لم نفعل ذلك سوف نبقي ننتظر تغيرات إقليمية وسنبقي متأثرين بالحدث ولا مؤثرين وعلى هامش التاريخ .
من جانبه يقول المحلل السياسي أكرم عطا الله , :" إن الأطراف الفلسطينية يبدوا أنها جرت إلي المصالحة مرغمة , والإرادة السياسية لم تنضج بعد , وعجلة المصالحة تسير بحجم الضغط المصري علي طرفي الانقسام حركتي " فتح وحماس ".مضيفاً أن "الأحداث التي تدور في مصر تعطي فرصة للتهرب والمماطلة في تنفيذ المصالحة لدي الحركتين " .
ويوضح ، أن إحدى العوائق التي تقف في وجه تنفذ المصالحة هي الخسائر الحزبية الضيقة التي يحسبها هذا الطرف أو ذاك نتيجة تطبيق المصالحة , مشيراً إلي أن حركة حماس قد تنظر للمصالحة بأنها خطوة إلي الوراء بعدما قامت في بناء وزارات ومؤسسات تحكمها في غزة ".
أما حركة فتح فقد تنظر أن المصالحة الداخلية سوف تدخل شركاء أقوياء لمنظمة التحرير , وهذا لا يجعلها تنفرد بالقرار الفلسطيني , وهذا ما يجعلهم متلكئين في إنهاء الانقسام .
وبين أن وثيقة الوفاق الوطني التي تم صياغتها أجابت على العديد من الأسئلة والخلافات التي تتباين أراء الفصائل الفلسطينية فيها , وشكلت قاسم مشترك للجميع حول برنامج وطني .
وأوضح أنه هذه أخر فرصة أمل ربما لتنفيذ المصالحة والوحدة وهي مهمة وضرورية جداً ,وإذا لم ننفذها سوف نذهب إلي الهاوية وإلي مرحلة سوداء وصعبة في تاريخ الشعب الفلسطيني وستطال الجميع .