يبقي الحال الفتحاوي في غزة سيد نفسه في كل المواقع ويبقي الوضع على ما هو عليه وتستمر محاولات قيادات اليوم سباق الزمن لفرض أمر الواقع لتحقيق مصالحهم الشخصية دون أدني تفهم للمصلحة العليا الفتحاوية وإصرار مسئول ملف غزة على مسايرة مزاجه الرايق وإصدارة قرارات حول تشكيل الهيئة القيادية في غزة التي كانت مفاجئة للأعضاء المجلس الثوري خلافا لما اتفق عليه في جلسات المجلس الثوري دون مراعاة لمبدأ حسن النية في الالتزام التنظيمي وان دل ذلك إنما يدل على سوء النية المبيتة لإشباع غروره في التفرد بالقرارات التي تتعارض مع قرارات المجلس الثوري جملة وتفصيلا في خطوة تعد تجسيدا لحالة التهميش والإقصاء وضربا للنظام الأساسي والعرف التنظيمي عرض الحائط.
وليس بالصدفة كما يصور البعض أن حركة فتح بدون قيادة بل العنتريات الممنهجة أساءت لسمعة حركة فتح على المستوى السياسي والأمني والسلوكي مما يؤدي إلى إقحام حركة فتح في مواجهة وتناقض مع الشعارات والمبادئ والأهداف السامية التي ناضلت من اجلها وقدمت الشهداء في سبيل البناء والتطوير والحفاظ على القرار المستقل في إطار وحدة الحال الفتحاوي، وليس مقبولا أن لا تستطيع القاعدة الفتحاوية أن تحدد أين تتجه مواقف قيادتها التنظيمية على الصعيد البناء التنظيمي تتوه فيها البوصلة الفتحاوية وتبرز التناقضات، هل فتح قيادة واحدة أم فتح في قيادات عنترية؟.. والمزيج بين الاثنين يؤدي ومن خلال الالتزامات التنظيمية إلى خلط المفاهيم وإبراز التناقضات وإعطاء الصراعات الثانوية أهمية وفي مرتبته المهم جدا على المهم.
في كل الأحوال لا أريد أن أكون متشائما وأزيد المتشائم تشائماً آخر ولكن يجب أن توضع الحقيقة بكل ألمها لأن وضع غزة له خصوصية بعد السيل الجارف من البشر الذي شارك بإحياء ذكري انطلاقة حركة فتح في غزة لتخرج الجماهير عن بكرة أبيها لتقول كلمتها لقيادتها أننا استمعنا لكم كثيرا وأنكم تحدثتم كثيرا بلا جدوي والآن عليكم أن تصمتوا لصوتنا وتستمعوا لنداءاتنا، فالجميع كان ينتظر تطبيق قرارات المجلس الثوري الأخيرة وليس قرارات مؤقتة، ومتعارضة مع قرارات المجلس الثوري لأنها لا تتعاطى بجدية مع أقاليم فتح في قطاع غزة، وحيث كانت توصيات المجلس الثوري تقضي بعدم تكليف عضو مركزية فتح لأكثر من مهمة تنظيمية، كما هو الحال مع السيد نبيل شعث الذي يشغل مفوض عام التعبئة والتنظيم للمحافظات الجنوبية، ومفوض عام العلاقات الدولية، كما أن قرارات الثوري قضت بأن يتم تكليف عضو من مركزية الحركة على أن يكون مقيم في القطاع لمفوضية التعبئة والتنظيم، كما نصت القرارات على أن يدخل الهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع غزة من ثلاثة إلى سبعة أعضاء من المجلس الثوري.
مطلوب تكاتف جميع أعضاء المجلس الثوري الأوفياء من اجل وقفة جادة أمام هذه العنتريات الهادفة للنيل من شموخ فتح وجماهيرها الأصيلة، والوقوف أمام مسئولياتكم وحماية فتح من المتسلقين والانتصار لقراراتكم لتدخل حيز التنفيذ في مواجهة ضاربيها بعرض الحائط.
بقلم: رمزي النجار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت