حينما قرأت قبل أيام في أحدى الصحف قرار جامعة الأقصى بإلزام الطالبات الدارسات بها بالزي الشرعي ، صدمت بل استأت كثيرا وحزنت على غزة أكثر فأكثر ، وكأننا لا ينقصنا من المشاكل سوى العبث مع الوطن والشريعة ، ودخول الفكر الأخواني مؤسسات الوطن ، بل أننا نتحرك ضد التيار المجتمعي والسياسي وما نراه من حرية في الفكر و الفعل لدى الغزيين ، بل نُخضع الآخرون من أبناء المجتمع الفلسطيني الغير متدينين وأبناء الطائفة المسيحية بالخروج من المجال التعليمي بتلك المؤسسة التي فرضت هذا الأمر ، ونخضعهم للباس زي موحد قد يجعلهم أكثر استياء على الأوضاع الصامتون عليها مما يحدث على الأرض .
أكتب أليكم مقالي هذا متحدثا أليكم عن أمر يعتقد البعض صوابه و البعض يعتبره لا يمس للصواب بشيء ، حين صدر بيان من جامعة الأقصى بغزة يلزم الفتيات بارتداء الزي الشرعي في باطن الحرم الجامعي بحجة التذكير بالزي الإسلامي أو ربما حجب ما يبان من الجسد للآخرين من ارتداء ملابس ضيقه أو عارية وكأن مجتمع غزة مليء بالعري ومليء بالأجساد العارية بالطرقات ، هكذا سيقول البعض من العالم الخارجي وهكذا سيفكر الآخرون من الناس خارج فلسطين .
إن هذا القرار الظالم سيفتح باب الهجرة العلمية والثقافية أكبر مما هو مفتوح ، وهذا جانب أتحدث عنه بقوة أن الحرية في الخارج موجودة وأن غزة أصبحت تهوى بتلك القرارات الغريبة السياسية والاجتماعية ، و بمثل هذا القرار سيكون خروج بعض العقول من غزة أمر سهل وسنأتي بعد سنين نندم لتلك القرارات .
من الأولى لنا بدل أن نتحدث عن زي شرعي وطمس حرية الفكر والفعل لدى أبناء فلسطين ، أن ننظر لفساد التعليم ودرجة العلم التي تعمل عليها الجامعة والفساد الإداري داخل الحرم الجامعي وعلاقات الأساتذة بالطالبات و .... الخ . كان علينا أن نناقش فقر الطلاب اجتماعيا واقتصاديا ، كان علينا أن نبحث عن التطور العلمي ، وأسباب الهجرة التعليمية للخارج ، وألا نضيف باب هجرة جديد للطلبة .
حين نناقش مثل هذا القرار الذي تمت مناقشته و الموافقة عليه وإقراره في اقل من يومين ، ونناقش قرارات غلاء ساعات الدراسة و غلاء الكتب وغلاء المقعد الدراسي ، نجد أن القرار الأخير يأخذ سنوات ، إذا ليس الفساد في الطالبات سادتي ثم إن جامعة الأقصى ليست مختلطة فما فائدة قرارك الذي اتخذته أيها السيد ، لا قيمة له داخل الحرم الجامعي . أنا أجد أن هناك شرط ما لمناقصة ما وهذا ما ستثبته الأيام والاشهر القادمة .
سادتي القراء الكرام أنا لست ضد الزي الشرعي ولكنني ضد العبث بعقولنا ضد العبث بقواعد مجتمعنا ضد تناول قضايا فارغة وترك القضايا المهمة التي من شأنها رفع ورقي وطننا .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت