منظمة التحرير الفلسطينية إلى أين ؟

بقلم: محمد ناصر نصار

منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1964 لتمثيل الفلسطينين في المحافل الدولية والعربية والتي تمثل عددا من الأحزاب الفلسطينية بغض النظر عن خلافية مسألة الكفاح المسلح من عدمه ،و رغم ان البعض يقول أن المنظمة أنشئت لرفع الحرج عن الدول العربية والإسلامية وإختزال الصراع العربي الإسرائيلي ليتقلص إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، ورفع تلك التركة المحرجة والتي تمثلاً عبئاً على الانظمة العربية آنذاك ، وعلى أي حال اليوم بعد تسعة وأربعون عاماً والأطروحات الجديدة المتمثلة في إنضمام حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي إلى جسم المنظمة ، بإعتبار المنظمة هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده حول العالم ، ورغم ان المنظمة على مدار هذه الأعوام التي قاربت على نصف قرن لم تكن ذو حالة تنظيمية مثالية فلقد كانت تعصف بالخلافات بين الأحزاب المنطوية فيها ففي فترة الثمانينات كانت المنظمة تنقسم لقطبين الاول التحالف الديموقراطي الفلسطيني والذي يشمل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة تحرير فلسطين والحزب الضشيوعي الفلسطيني والقطب الىخر والذي هو بقيادة ياسر عرفات ويمثل بحركة فتح ومنظمة الصاعقة وجبهة النضال الوطني الفلسطيني والقيادة العامة ، فالخلافات موجودة واليوم بعد سبع سنوات من الإنقسام يطرح ملف المنظمة كجزء من حل ملف المصالحة ملف تطوير المنظمة التحرير الفلسطينية وعليه يجب أن يتم عقد إنتخابات للمجلس الوطني والذي يعتبر هو مصدر الشرعية للمنظمة حيث من خلال اجتماع المجلس الوطني كما يجب وضع برنامج سياسي موحد ومشترك لجميع الفصائل والأحزاب الممثلة للشعب الفلسطيني والعمل على إدارة المنظمة جماعياً والعمل على إيجاد نظام رقابي أكثر وضوحاً لأن المنظمة تستمد الشرعية من المجلس الوطني ،و المجلس الوطني الفلسطيني هو الذي أقر الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يعتبر البرنامج الإستراتيجي والشرعي الوحيد لنضال الشعب الفلسطيني لتحرير كل فلسطين، وهذا يعني أن أي تعديل أو إلغاء لأية مادة يحتاج إلى إجماع الشعب الفلسطيني وهو صاحب الحق في ذلك فلذلك للوصول إلى منظمة قوية وفاعلة يجب العمل على إختيار مجلس وطني فاعل ويمثل جيدا ً الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات ، وأن يتم إختيارهم ديموقراطياً أو على حسب الشخصيات الإعتبارية أو الترشح لكن المهم أن يمثل المجلس الوطني جميع أماكن تواجد الشعب الفلسطيني في العالم ، وعند توصل الأحزاب والفصائل الفلسطينية لهيكلية جديدة للمنظمة لكي تصبح المنظمة تمثل جميع ألوان العمل السياسي الفلسطيني في الداخل والخارج ، يجب أيضاً ان يتم توسيع اللجنة المركزية للمنظمة لتشمل جميع ممثيلي الأحزاب الوطنية والإسلامية ، والوصول لصيغة توافقية للتأكيد على معاداة الصهيونية ومشروعاتها التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني ، وإختيار طريقة للنضال لتحرير الأرض والإنسان سواء عسكرية كانت أم سلمية ، كذلك يجب وضع تصور واضح بالنسبة لمشروع التسوية والمفاوضات ولنجاح عمل المنظمة يجب تقليص دور رئيس المنظمة والعمل على مبدأ جماعية القيادة فهذا من شأنه أن يكون صفقة رابحة للأحزاب والفصائل حيث يصبح لها دوراً مميزاً في المنظمة ، كما يجب تفعيل مؤسسات المنظمة وتعزيزها .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت