كثير من المآساى التي لا يتجرعا اعتي البشر مرت هنا ، في غزة في مخيماتها الحزينة ، في أزقتها الضيقة في بيوتها المتهاوية ، وحجراتها المظلمة التي تتصارع مع الموت والفقر المدقع ..
وتعددت الأسماء وتشابهت الحالات ، مأساة عائلة برغوث بدير البلح وعائلة الحداد في خان يونس وعائلة البغدادي في البريج ،وبالأمس القريب عائلة ظهير في الشجاعة ..
من مات من الأطفال في غزة معظمهم يبلغون من العمر عامين، أو اقل ، ماتوا حرقا من شمعة، حاولت أسرتهم أن تستضيء بنورها لمقاومة العتمة ، والظلام ، ونزع الخوف المتلاحق على أطفالنا ، ربما تصبح أحلامهم غير مزعجة ، كتلك الأحلام المصاحبة لانقطاع التيار الكهربائي..
والنتيجة دوما وحتما تكون كارثية، الأطفال إلى القبر، وباقي الأسرة إلى المستشفى ، والمشهد يتكرر !!
أصبحت تلك المشاهد الدراماتيكية كالمقررات المنهجية ، لانقدر على الهروب منها ، ونبات لا نهرب من من السيئ والأسوأ ، وكأن الحال أصبح قدرا جبريا ...
باعتقادي أن تلك المشاكل ، لن تكون الأخيرة ، ولن تكون مأساة عائلة ظهير هي النهاية للسيناريو ، وستتكرر نفس الدراما الغزيه في ظل انعدام البدائل ، من ناحية وجشع المساهمين المستثمرين المتاجرين بدماء الأطفال بشكل خاص ..
لمن نحمل المسؤولية ؟ للعالم العربي الصامت والعاجز عن مد يد المساعدة، واقصد حكومات الربيع والخريف والصيف والشتاء ، أم المسئول دولة قطر وابنها الأمير( جوعان) ابن الحجة موزه ، الذي تفاخر بالأمس انه اشترى أغلى سيارة في العالم ، لما لا فهو أمير النفط والغاز والكهرباء معا ، أم أمراء بني كرشان في دول الخليج الأمريكي ..
ام نحمل مسئولية الموت ، لدهاقنة الانقسام المفترشين بحرير و مخادع مدفئة الكترونيا ، ام لقادة الفصائل ، الذين طابت لهم السفريات من المغرب إلى تطوان ، أم ما تسمى باللجان الشعبية لشئون اللاجئين الممتدة من رفح حتى بيت حانون ، وتنفق عليها أموال ونثريات لا ندري أين تذهب ، ولمن ،ولماذا، وما النتيجة ( مع استثناء بعض رجالاتها من المخلصين)
ارحموا أطفال غزة يا هؤلاء ، لئلا يطاردونكم بلعنة موتهم ، كما يلعنوا لظلام ، ارحموا طفولة تغتصب وتسرق وتستباح، ارحموا عروبتهم إن كنت عربا ، ارحموا إسلامهم إن كنتم مسلمين ،ارحموا فلسطينيتهم إن كنتم فلسطينيين ، ارحموا بوذيتهم إن كنتم كذلك ، وان كنتم عكس ذلك فاعتبروهم من البشر ، لأنكم ستدخلون موسوعة عجائب الحيوانات ..
عذرا أيها التاريخ ، استحى أن أسجل بصفحاتك هذه الكلمات ، لأنها سوداء ظالمة كظلمة ليالي انقطاع الكهرباء ،ولا زلت أتجول في عتمة مخيمات غزة أبحث عن المسئول ، فدلوني عليه ياقوم ، لأقدمه بمحكمة قضاتها من المنكوبين وجمهورها من الأطفال والمحرومين ..
ناصر إسماعيل اليافاوي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت