هل حقا ما يجري في سوريا ربيع عربي وليس مؤامرة

بقلم: علي ابوحبله


تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ان صح ما تداولته المواقع الالكترونية ووكالة الأنباء حول صحة هذه التصريحات عن ان ما تشهده سوريا ربيع وليس مؤامرة ، هذا التصريح يستحق التوقف والتفكير خاصة انه صادر عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي احتضنته سوريا وتواجد على أراضيها ، في وقت رفضت فيه العواصم العربية من احتضان المقاومة الفلسطينية معتبرة إياها منظمات إرهابيه بحسب تصنيف جورج بوش الابن للمنظمات الفلسطينية ، إلى وقت قريب تعد حركة حماس وجناحها العسكري جزء لا يتجزأ من قوى المقاومة والممانعة في المنطقة ، والسؤال هل من تغير في موقف حماس السياسي نتيجة تصريحات خالد مشعل ، خاصة وان قوى المقاومة الفلسطينية في عدوان إسرائيل على قطاع غزه وتمكن قوى المقاومة الفلسطينية من قصف عمق الكيان الإسرائيلي وان ما حققته من انتصار هو بفضل دعم دول وقوى المقاومة للمقاومة الفلسطينية ، ان ما يجري في سوريا وما يخطط ضد المنطقة وحزب الله ضمن حلقة التآمر على ما تبقى من قوى المقاومة في المنطقة العربية والاقليميه ، ليس حقا ما يجري في سوريا ثورة السوريين على سوريا الوطن والشعب لان ما يجري في سوريا هو ضمن حلقات التآمر الأمريكي الصهيوني الغربي بالحلفاء الأمريكيين من العرب والأتراك لإسقاط سوريا الوطن وفتنة السوريين بعضهم ببعض لينتهي المشروع المخطط ضد سوريا إلى تقسيم سوريا لدويلات ، ان انعكاس التغيرات التي يشهدها العديد من دول العالم العربي بفعل الربيع العربي على الفلسطينيين لن يكون في صالح القضية الفلسطينية ، تلك التغيرات التي تحدث في العالم العربي تضعنا نحن الفلسطينيون الضحية الأولى ضمن تلك الأولويات لهذا التغيير ، من صالح شعبنا الفلسطيني ان لا يكون طرفا في أي صراعات أو نزاعات تشهدها الدول العربية ، ان تصريحات الأخ خالد مشعل بشان سوريا يعتبرها السوريين تدخلا في الشأن الداخلي السوري والوقوف لطرف دون الآخر مما تنعكس تلك المواقف على أبناء شعبنا الفلسطيني المتواجد على الأراضي السورية ، ان الفلسطينيون المتواجدون على الأراضي السورية تتم معاملتهم معاملة المواطن السوري خلافا لغالبية الدول العربية التي يوجد فيها رعايا فلسطينيين ، جميعنا يعلم حالهم وما وصلوا إليه ، الموقف الرسمي الفلسطيني عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لأننا اكتوينا بما حصل لشعبنا الفلسطيني في الكويت الذي دفع ضريبة أقوال وتصريحات كانت نتيجتها ترحيل ما يقارب نصف مليون فلسطيني ما زال العديد منهم يكابد الشقاء ، علينا ان لا نبتعد قليلا عن تلك الاتهامات التي وجهت لشعبنا الفلسطيني من العديد من المصريين باتهامهم للفلسطينيون بالتدخل بالشأن الداخلي المصري وانعكاس تلك المواقف على معظم قطاعات شعبنا الفلسطيني ، ونعود للربيع العربي ......... وحقائق الربيع العربي وانعكاساته على القضية الفلسطينية ، ان المتغيرات التي تحصل في عالمنا العربي جميعها تدعوا للشك والريبة وتحمل رائحة التدخل الأمريكي وتحكمه في مقدرات ألامه العربية ، وجميعنا ليس ببعيد عن المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد وعن ما دعا لتحقيقه شمعون بيرس للمشروع الاقتصادي للشرق الأوسط الكبير والذي يعد الربيع العربي جزء لا يتجزأ من أحلام ما تسعى إسرائيل لتحقيقه ، إذا كان الربيع العربي بهذا الذي تعيشه ألامه العربية فنحن لسنا بحاجه لهذا الربيع العربي ، لأننا أحوج ما نكون لتغيير عربي شامل أي للتغيير في السياسة العربية والاقتصاد العربي والولاءات العربية ، ما يطلبه المواطن العربي التغيير بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، والتغيير بالمفهوم العربي هو بالتخلص من التبعية لأمريكا والولاء لأمريكا وان ما أنتجه الربيع العربي هو استمرارية الولاء والتبعية لأمريكا والسياسة الامريكيه ، فهل ما جرى في ليبيا يعد ربيعا عربيا وهل تدخل حلف الأطلسي لتحقيق أهداف الربيع العربي يخدم أهداف ما يسعى المواطن العربي لتحقيقه ، ما تعيشه ليبيا من تفسخ وحكم لأمراء الحرب لا يعد ربيعا عربيا ولا يمكن له لان يوصف بثورة عربيه قد حققت لليبيا ما قد سعى الشعب الليبي لتحقيقه بل حققت انقساما وتفسخا لم تشهده ليبيا من قبل كما ان الغرب قد تمكن من الاستحواذ على نفط ليبيا وثروات ليبيا وترك الليبيين يصفون حساباتهم وخلافاتهم مع بعضهم البعض ، وليس الحال في تونس بأفضل من ليبيا ، الوضع في مصر ليس بأحسن حال من ليبيا وتونس ما تعانيه مصر من انقسام في الرؤى والتوجهات بهذا الخلاف الذي يكاد يودي بالدولة المصرية ويؤدي بانهيار الاقتصاد المصري هو نتيجة هذا المشروع الأمريكي الصهيوني لما يعرف بالربيع العربي الهادف لإعادة ترسيم وتقسيم المنطقة العربية ، نعود لما أكده رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان ما تشهده سوريا هو " ربيع " وليس مؤامرة " وسؤالنا هل حقا ما يجري في سوريا ثورة الشعب السوري وإذا كان الأمر كذلك فهل السوريين معنيون بتدمير بنيتهم التحتية وهل السوريون معنيون بتدمير جيشهم العربي السوري وتدمير بنيته العسكرية ، ما تفسير استهداف المطارات العسكرية والرادارات العسكرية وتدمير الجسور والطرق واستهداف وقتل العلماء وصفوة الرأي في الشعب السوري ، وما هو تفسير تفكيك وسرقة المعامل والمصانع السورية وبيعها في تركيا ، وإذا كان الأمر ليس بمؤامرة ما علاقة قطر بما يجري في سوريا وما علاقة بعض دول الخليج العربي وتركيا بتسليح المجموعات المسلحة ودفع غير السوريين المسلحين لقتال الجيش العربي السوري ، وإذا كان ما يجري في سوريا ليس بالمؤامرة

لماذا الدعوة لتطبيق الفصل السابع ضد سوريا ولماذا تدفع قطر ودول الخليج العربي وتركيا من خلال أمريكا وفرنسا وبريطانيا للتدخل الخارجي في سوريا ، وما هو تفسير موقف ألجامعه العربية بما اتخذته من قرارات ضد سوريا ، ما يؤسف له هو هذا التدخل في الشأن السوري والعربي من قبل أمريكا والغرب، ما يجري من تغيير في عالمنا العربي قد يخدم فئة دون آخر لكن حقيقة ما يجري لن يكون في صالح القضية الفلسطينية وان كان يخدم أهداف ومشروع سياسي يقود لتصفية القضية الفلسطينية ، ما يجري في تلك الدول نتيجة ما أحدثه الربيع العربي ، هو لأجل ترسيخ العلاقات مع إسرائيل وإرسال السفراء وتقوية العلاقات ألاقتصاديه والإبقاء على اتفاقية بيع الغاز والنفط لإسرائيل فهل هذا يعد ربيعا عربيا ، ما تفسير هذا السكوت المطبق لتهويد القدس وهدم البيوت وبناء المستوطنات من قبل أنظمة الحكم للربيع العربي وما تفسير ما تعرض له قطاع غزه من عدوان إسرائيلي بصمت عربي ألا يعد ذلك ضمن المشروع المرسوم للمنطقة العربية ضمن ما يسعى الربيع العربي لترسيخه ، ان التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية لا يمكن ان يخدم المصالح العربية والقضية الفلسطينية وان استهداف سوريا ومنظومة قوى المقاومة إنما هو استهداف لتصفية القضية الفلسطينية ، ان الدول التي تدعي بدعمها للمجموعات المسلحة في سوريا معظمها مرتبط باتفاقات ومعاهدات أمنيه مع أمريكا واسرائل وحلف الأطلسي وتربط هذه الدول علاقات اقتصاديه مع إسرائيل ،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت