الـراتـب يـفـسـد العـلاقـات العـائـليـة ويـعـمــق الـخـلافــات

نابلس – وكالة قدس نت للأنباء
أغلق حاسوبه بعد تصفح المواقع الإخبارية عدة مرات... غلبه النعاس بعد يوم طويل... فيذهب مع همه الى وسادته ... يبقى يتقلب على جنبيه الأيمن والأيسر طوال ساعات الليل فيكون الإرهاق من نصيبه.. يأتي النهارينهض ويذهب مسرعا الى المذياع عله يجد الخبر الذي ينتظره على أحر من الجمر... يخونه الأمل الذي ينتظره... فتداهمه الكآبة ويذوب في بوتقة همه..انه يوم جديد للديون ..لم يعد يشعر بما يدور حوله .. يخرج متجها الى وظيفته وعلامات وجهه الغاضبة الحادة المتجاهلة الصامته وما بيده حيلة، فلا بد من الصبر، والتريث ،عله يسمع خبراعاجلا بأن الراتب في البنوك.. لكن لم يحن موعد الفرج فيعود الموظف الى بيته لتبدأ مسيرة صراع جديدة مع أفراد أسرته ..

"حياتي أصبحت جحيم في جحيم" بهذه الكلمات بدأ الموظف عمر حديثه قائلا":لم يعد بإستطاعتي التحمل أكثر من ذلك , ديون كثيرة أصبحت تتراكم علي، لم اترك بابا الا وطرقته، ،ولم أترك قريبا ولا صديقا لي الا وأستدنت منه "، ويضيف بنبرة صوته الحزينه "لم أصل بيوم من الأيام الى هذا الوضع الاقتصادي السيء ، أسرتي تتكون من 7 افراد والدخل الوحيد لنا الراتب ، و يبلغ2700 شيقل شهريا ، وبالأساس لا يكفي لسد إحتياجاتنا ، فكيف بنا الآن ولا يوجد دخل آخر الينا".

صمت لدقائق ثم يعود لمواصلة حديثه للزميلة عهود الخفش متمتما، "ما يزيد من الطين بلة وما يزيد من همي الخلافات التي تحدث يوميا بيني وبين زوجتي لعدم توفر إحتياجات الأسرة ، لدرجة إنها تقضي معظم أيام الأسبوع عند أهلها،وكأنني أصبحت أشعر بأنني عالة على أسرتي لأنه ليس بمقدوري توفير ما يحتاجونه" ،وينهي حديثه قائلا": على المسؤولين إيجاد حل للأزمة المالية وتوفير رواتب الموظفين، عل حياتي تعود الى الأستقرار."


اسامة موظف آخر أخذ يحدث الزميلة عهود الخفش بلهجة الإستياء من الواقع المادي المرير الذي يعيشه قائلا":وضعي الاقتصادي أصبح في الحضيض ولا أدري ما الذي سأفعله وكيف سأواصل حياتنا لعدم وجود دخل لأن الإعتماد فقط على الدخل الوظيفي"،ويضيف "علاوة على ذلك الديون المتراكمة بسبب قروض للبنك والتي تبلغ 18400 شيقل ،راتبي 3784 يتم خصم 2484 سداد للبنك ويبقى منه 1300 شيكل،والي شهرين لم أقبض الا البسيط ، وهذا الوضع لم تكن أثاره فقط عدم قدرتي على توفير احتياجات أسرتي بل تعداه الى التأثير في العلاقة الأسرية ، منذ شهر وزوجتي خارج المنزل...ويكمل بنبرة صوت مخنوقه قائلا":في احد الأيام عدت الى المنزل ولم أجدها وقمت بالإتصال بها واذا بوالدتها تقول لي "زوجتك ما حترجع الك الى حين
الإنتهاء من سداد الديون التي عليك وتوفير إحتياجاتها" .

حاولت معها ولكن مصممة على عدم العودة الى البيت لدرجة تهديدي برفع قضيه من أجل الطلاق، يصمت لثواني وبنبرة صوت ضعيفة يواصل ": بشعر بالذل والاهانة،ومن يتحمل إهانتي ؟ ومن يتحمل خراب بيتي ؟ويتساءل الى متى سنبقى بهذا الوضع ؟


ما بيكفي الوضع المادي السيء لتتحول حياتي انا وزوجتي الى "ناكر ونكير" بدأ الموظف سميح ذو الوجه الشاحب وبشفتاه المتشققة حديثه للزميلة عهود الخفش ليكمل"إذلال وقهر نفسي أصبحت أعيش ،لا أعرف شيئا الا وجود راتبي في البنك، ما عاد يهمني شيء غير توفير الراتب للخروج من الازمة التي تعيشها أسرتي " ويحدثنا سميح الذي يتقاضى 2800 شيقل شهريا عن حادثة حصلت بينه وبين زوجته قائلا": في أحد الأيام طلبت زوجتي أن أوفر للبيت إحتياجات من سكر وطحين ... الخ فقلت لها لا أملك المال وصاحب السوبرماركت الذي نشتري منه أخبرني بأن الديون أصبحت كثيرة ويجب سدادها ، ويتساءل من أين أوفر كل هذه الإحتياجات وأنا لا أملك شيقلا؟ فكان جوابها .سأذهب الي بيت أهلي الى حين توفير كل إحتياجتنا أنا وأبنائنا الثلاثة، نعود الى البيت ، وأخذت ملابسها وبقيت "حردانه" الى حين تدخل أختي وهي من قامت بتوفير كل ما يلزم البيت وإعطائي مبلغا بسيطا لأسلك أموري ، وسؤالي من سيوفر إحتياجتنا خلال الأشهر القادمة اذا بقي الوضع كما هو...؟

وما بين إنقطاع الراتب وعدم إنتظامه يبقى الموظف الحكومي في فلسطين يعيش هما لن يستطيع التخلص منه الا بوجود مسند يستند عليه ...فإذا وجد هذا المسند ستكون الراحة

تقرير / عهود الخفش