كيسنجر وستة عشر مؤسسة أبحاث أمريكية العالم بدون إسرائيل

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج

كيسنجر وستة عشر مؤسسة أبحاث أمريكية
"العالم بدون اسرائيل"
ترجمة أحمد ابراهيم الحاج
4/2/2013 م
...........................................
كاتب المقالة : Kevin Barrett
...........................................
لقد تعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للقدح والذم بالإعلام الغربي نظراً لجرأته في تخيل العالم بدون إسرائيل.
ولكن بالرجوع الى التقارير الإخبارية، فإن هنري كيسنجر وستة عشر مؤسسات أبحاث أمريكية Intelligence Agenciesأجمعت بالموافقة على أنه في المستقبل القريب لم تعد إسرائيل موجودة.
ونقلت النيويورك بوست قول كيسنجر حرفياً "لا وجود لإسرائيل في غضون عشر سنوات"
إن مقولة كيسنجر هذه غير قيّمة وغير مفيدة لأنه لم يقل الآتي:
• إن إسرائيل في خطر، وبالإمكان إنقاذها بمنحها بعض الترليونات الإضافية من الدولارات وتحجيم أعدائها بالقوة العسكرية الأمريكية.
• لو إنتخبنا صديق نتنياهو القديم "ميت رومني" لكان بإمكاننا إنقاذ اسرائيل من الزوال.
• لو أننا ضربنا إيران وحطمنا قواتها فإن اسرائيل ستبقى حية.
إنه وبكل بساطة قال حقيقة نصها " في عام 2022م لن تكون اسرائيل موجودة".
إن مجموعة مؤسسات الأبحاث الأمريكية وافقت على ذلك، ربما ليس بالتمام سيكون تاريخ انتهاء اسرائيل في عام 2022 م، ستة عشر مؤسسة بحث امريكية تبلغ ميزانيتها الإجمالية سبعين بليون دولار أصدرت بحثاً تحليلياً مشتركاً في 82 صفحة عنوانه
"Preparing for a Post-Israel Middle East"
في هذا التقرير لاحظت تلك المؤسسات أن سبعمائة ألف (700000( مستوطن اسرائيلي يقطنون بشكل غير قانوني على أرض مسروقة في عام 1967 م. تلك الأرض الذي يعترف ويتفق كل العالم على أنها تعود للفلسطينيين وليس للإسرائيليين، وترفض اسرائيل أن تخليها وتتركها بسلام. وعليه فإن العالم لن يقبل إطلاقاً استمرار وجودهم على أرض مسروقة. إن إسرائيل اليوم تشبه أفريقيا الجنوبية أواخر عام 1980 م.
إن حكومة اسرائيل الحالية بقيادة تحالف الليكود المتطرف تعتبر في نظر مؤسسات الفكر والبحث الأمريكية مشجعة وداعمة لشغب وعنف هؤلاء المستوطنين غير الشرعيين. وقال التقرير إن وحشية وإجرام هؤلاء المستوطين وممارسة سياسة التمييز العنصري المتصاعدة من قبل حكومة اسرائيل، بما فيها جدار العزل العنصري، ونظام الأمن الوحشي المتمثل في تزايد عدد الحواجز ونقاط التفتيش غير المقنعة وغير المبررة هي مضادة للتقاليد والقيم الأمريكية.
وأجمعت مؤسسات الفكر والبحث الستة عشر على أن اسرائيل لن تستطيع الصمود طويلاً أمام شعوب الربيع العربي المؤيدة للفلسطينيين، وأمام الصحوة الإسلامية، وظهور جمهورية ايران الإسلامية.
في الماضي كان حكام المنطقة الدكتاتوريون يشكلون غطاءً حاجزاً بين شعوب المنطقة وبين اسرائيل. ولكن بدأ هؤلاء الدكتاتوريون يتساقطون منذ سقوط شاه ايران المؤيد لإسرائيل عام 1979 م ونشوء جمهورية ايران الإسلامية الديمقراطية، لأن حكوماتها ليس أمامها الا خيار الإنحياز لمشاعر وتوجهات شعبها في معارضتها لإسرائيل. وعلى نفس المنوال فإن تساقط الدكتاتوريات التي عملت مع اسرائيل، أو على الأقل الحكومات التي كانت تتسامح مع اسرائيل بدأت بالزوال، والنتيجة هي نشوء حكومات اكثر ديمقراطية، وأكثر ميلاً للتوجهات الإسلامية، وأقل صداقة مع اسرائيل.
وقال التقرير في ضوء هذه الحقائق المستجدة، فإن الحكومة الأمريكية وبكل بساطة لن تكون قادرة على استمرار دعم اسرائيل عسكرياً ومالياً بنفس الزخم ضد رغبات وتوجهات البلايين في الدول المجاورة لإسرائيل. ولأجل انشاء علاقات طبيعية بين 57 دولة إسلامية اقترح التقرير أن تنصاع الحكومة الأمريكية لمصالح شعبها وتوقف الدعم السخي عن اسرائيل. والمثير للإنتباه الممتع في ذلك أنهلا هنري كيسنجر ولا الستة عشر من مؤسسات البحث والفكر المؤلفون لهذا التقرير لم يبدو أي إشارة الى أنهم سوف ينعون اسرائيل أو يندبون حظها أو يأسفون لمصيرها. وهذا ملفت للنظر على اعتبار أن هنري كيسنجر يهودي الأصل، وكان دائماً ينظر اليه على أنه صديقٌ لإسرائيل (وإن جاز القول صديق صارم في صداقته لإسرائيل) وأن جميع الأمريكيين ومنهم من عملوا بهذه المؤسسات وكتبوا هذا التقرير واقعون اليوم تحت تأثير الإعلام الأمريكي المؤيد بقوة لإسرائيل.
وماذا يفسر هذا الرضا التام لهؤلاء وعدم أسفهم:
إن الأمريكيين المهتمين بالسياسة الخارجية والدولية – ومنهم كيسنجر ومؤلفوا هذا التقرير تزداد قتاعتهم بصلف اسرائيل ويزداد تعجبهم من تعنتها وعنادها.كما أن تصرف نتنياهو الغريب في الأمم المتحدة والذي سُخِر منه على نطاق واسع وذلك عندما رسم كاريكاتير قنبلة نووية وشهرها واضعاً عليها خطافات وخطاً أحمراً بطريقة ساخرة تشبه تماماً منظره الساخر والذي بدا كمظهر "الصهيوني الأحمق" حيث كان يمثل آخر السلسلة من قادة اسرائيل الذين يخادعون العالم بالإنبطاح والتمويه بالضرب بالأيدي.
العامل الثاني هو شعور الأمريكيين بالإستياء من الدُّمل المقيِّح وهو اللوبي الإسرائيلي المتغطرس والمسيطرعلى الرأي العام الأمريكي. ففي أي وقت يتم إزاحة أي صحفي أمريكي يخرج عن وجهة النظر الإسرائيلية كما حدث ل Helen Thomas و Rick Sanchezوكأنه (أي اللوبي) يعمل بالخفاء متموجاً بين مد وجزر كأمواج البحر تندفع بقوة من تحت سطح المحيط وتتزايد في عنفها. وفي كل وقت يصفع اللوبي الصهيوني ويهين أي صحفي يخرج عن المنظور الإسرائيلي كما حدث ل Maureen Dowd الذي لاحظ أخيراً ولفت الإنتباه الى أن اللوبي الإسرائيلي هو الذي دفع الولايات المتحدة للتورط في حرب العراق، ويريد تكرار نفس السيناريو العراقي مع ايران.
لقد بدأ يتكاثر عدد الأمريكيين المتيقظين والمتيقنين من أن ما قاله Dowdو ,Thomas, و Sanchez حقيقة.
السبب الثالث الذي يجعل كيسنجر لا يندب حظ اسرائيل التي يتوعدها الزوال هو أن جماعات التعاون الأمريكي اليهودي لم تعد مجمعة على دعم اسرائيل وبشكل خاص في ظل هذه الحكومة المتطرفة بقيادة الليكود. الصحفيون اليهود المرموقون والمحللون مثل Phlip Weiss اعترف بحماقة هذه القيادة الحالية ومأزقها المحبط. واستناداً الى تقارير حديثة لم تعد هذه القيادة تلقى قبولاً في أوساط الشباب اليهودي الأمريكي ولم يعودوا يكترثوا بمصير إسرائيل. إذ بالرغم من محاولات نتنياهو المسعورة للتأثير على مزاج الناخب اليهودي الأمريكي ليصب في صالح المرشح الجمهوري (المورموني) Mormon ميت رومني الاّ أن صناديق االإقتراع أظهرت أن معظم أصوات اليهود ذهبت لصالح باراك اوباما الذي صرح يوماً ما أنه "يكره نتنياهو الكذاب".
وأخيراً هنالك سبب إضافي يبدو أقل وضوحاً ولكنه أكثر أهمية وقوة وفاعلية وهو السبب الرئيس الذي جعل كيسنجر وال CIA لا يندبونولا يأسفون على إنفجار اسرائيل في المستقبل، وهو المعلومات التي بدأت ترشح بالقطارة مفادها أن إسرائيل وحلفاؤها من المؤيدين لها هم وراء أحداث 11/9 التي حدثت بالولايات المتحدة وليس الراديكاليين الإسلاميين.
علاوة على ذلك فإن هذه المعلومة لا يوجد وراء إشاعتها مجموعات معادية للسامية، ولكنها تتردد على ألسنة مراقبين من مستويات مرموقة ومطلعة صرحوا بذلك ومنهم Alan Sabrosky مدير كلية الدراسات الإستراتيجية في الجيش الأمريكي حيث سمعته على الإذاعة المرئية يقول "أنه ناقش هذا مع طلابه وهو اقتناعه بنسبة 100% أن اسرائيل وحلفاؤها هم من فعلوا الأحداث في 11/9 .
وكذلك Alan Hartكبير مراسلي البي بي سي في الشرق الأوسط (الصديق الشخصي لغولدامئير وياسر عرفات) سمعته على إذاعتي المرئية يقول أن اسرائيل وحلفاؤها هم من نسقوا وخططوا لعملية 11/9.
اليوم لدينا المرشح الرئاسي Merlin Miller والذي قال بأن اسرائيل فعلت أحداث 11/9 وليس القاعدة.
السبب الرئيس وراء احداث 11/9 هو "ختم العلاقة الإسرائيلية الأمريكية بحبر الدم" لتكون علاقة ذات روابط ووشائج قوية عصية عن الكسر، ودعوة ملحة للعطف على اسرائيل لحفظ بقائها وسط هذه الغابة من الأعداء المحيطين بها. وذلك بجر الولايات المتحدة الى حروب طويلة المدى على الدول التي تشكل خطراً على اسرائيل. وعلى خلفية أحداث 11/9 اعتقل البوليس الأمريكي اسرائيليين كانوا يرقصون فرحاً بمناسبة الأحداث وحاولوا يومها إقناع البوليس بقولهم "إن أعداءنا هم أعداؤكم". إن أعداءكم هم الفلسطينيون.
ولكن المزيد والمزيد من الأمريكيين ومن ضمنهم مؤسسات البحث والفكر كلهم مقتنعون بأن أعداء اسرائيل (واحد ونصف بليون من الشعوب الإسلامية حول العالم ومعظم العالم غير الآوروبي) لا يمكن أن يكونوا أعداءً للولايات المتحدة . في الحقيقة فإن الولايات المتحدة قد تعرضت سمعتها للخدش والكسر وفقدت الآلاف من مواطنيها في الحروب من أجل اسرائيل علاوة على المساعدات الباهظة على حساب المواطن الأمريكي وعلى حساب المصالح القومية الأمريكية. ومن هذه المصالح بالطبع شراء النفط والغاز من أقطار تتمتع بالإستقرار وتديرها حكومات متعاونة).
وحيث أن القناعة في أن اسرائيل وراء أحداث 11/9 وليس الراديكاليين الإسلاميين أصبحت تتنامى يوماً بعد يوم، حيث يعتبر هذاعمل دموي جبان وغادر، وخيانة عظمى من قبل اسرائيل ومؤيديها، سيصبح الأمر أكثر سهولة على صانعي السياسة الأمريكية أن يتبعوا خطوات هنري كيسنجر وستة عشر مؤسسة بحث وفكر أمريكية بالتحقق بوضوح بأن "اسرائيل وصلت نهاية الخاتمة لحياتها".
كلمة قصيرة للمترجم
أحمد ابراهيم الحاج
.........................
علينا أن نعتبر أن هذه مجرد تنبؤات مبنية على حقائق ودلالات وأحداث، وأن نضعها هدفاً نسعى الى تحقيقه بعمل دؤوب، وحراك مستمر، وصبر وثبات وصمود ووحدة وطنية، لكي نحقق نبوءة كيسنجر. ولنجعله المرحلة النهائية من مشروعنا الوطني الذي نسعى كلنا الى تحقيقه.
أشكر زميلي الأمريكي المناصر للقضية الفلسطينية والذي مرر الي هذا المقال وطلب مني عدم ذكر إسمه خوفاً من اللوبي.

.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت