القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
نُشرت في القدس المحتلة،يوم الاثنين، نتائج دراسة علمية مقارنة بين كتب التدريس الفلسطينية والإسرائيلية ، والتي فحصت بوجه خاص السؤال الآتي: كيف تصوّر الكتب المدرسية في الطرفين "الجانب الآخر"؟ ومن أبرز ما جاء في نتائج الدراسة هو أن كل طرف متمسك بروايته الوطنية، مقللا من أهمية رواية الآخر. وقام بإجراء البحث باحثون فلسطينيون وإسرائيليون وأمريكيون، برعاية مجلس المؤسسات الدينية في الأراضي المقدسة، وبتمويل من الخارجية الأمريكية.
وجاء في البحث أن كتب التدريس في الجانب الفلسطيني تشتمل على مواد تصوّر إسرائيل بمنظار سلبي للغاية، مما أثار نقدا لاذعا من قبل الباحثين. أما بالنسبة للجانب الإسرائيلي، أفاد البحث أن الكتب الإسرائيلية متزنة أكثر من ناحية المضامين، ولكنها لا تخلو من طرح سلبي للفلسطينيين، خاصة في الكتب التدريسية التابعة للمسار الديني في إسرائيل. وأفادت نتائج الدراسة أن كل طرف يصف ذاته بعبارات إيجابية، بينما ينعت الآخر بالعدو.
وكشفت المقارنة بين النصوص التدريسية، أن الجانب الإسرائيلي يركز في روايته التاريخية على الجانب العدواني للعرب إبّان قيام الدولة، في حين تركز الرواية الفلسطينية على الاعتقاد بأن إسرائيل وليدة طموحات إمبريالية في المنطقة. ويثير البحث التشاؤم من أن كتب التدريس ترسخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني في أذهان الأجيال القادمة، بدلا من ترسيخ ثقافة التسامح والسلام.
وفيما يتعلق بعرض الخرائط في النصوص التعليمية، لوحظ من خلال البحث أن الجانب الإسرائيلي لا يهتم برسم الخط الأخضر، وهو الخط الفاصل المتعارف عليه دوليا بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية منذ عام 1949، بينما تعتبر الكتب الفلسطينية الأراضي بين نهر الأردن والبحر منطقة واحدة من دون حدود، غير معترفة بإسرائيل دولة للشعب اليهودي.
وقد أثار البحث حفيظة المؤسسة الإسرائيلية، حيث رفضت وزارة المعارف في إسرائيل، والتي يترأسها في الوقت الراهن وزير التربية والتعليم جدعون ساعر من حزب "ليكود"، التعاون مع طاقم البحث. وبرّرت الوزارة موقفها قائلة، نصا: "وجدنا أن الدراسة منحازة، ولا تتسم بالموضوعية"، وأن " نتائج البحث كانت معروفة مسبقا".
يذكر أن الدراسة انطلقت في أعقاب مؤتمر أنابوليس عام 2008، والذي جمع بين حكومة أيهود أولمرت والسلطة الفلسطينية، وهي نتيجة لإحدى اللجان التي ساهمت في المؤتمر، وركزت على قضية مناهضة التحريض ونشر التسامح والسلام بين الطرفين.
وترأس الدراسة المذكورة البروفسور بروس فكسلر من جامعة "يل" الأمريكية، والباحث البروفسور دانيل بار- تال من جامعة تل أبيب، والبروفسور سامي عدوان من جامعة بيت لحم. وجاء في صحيفة "هآرتس" أن 20 باحثا، معظمهم معروفين دوليا، رافقوا البحث.
وفي حين سعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بالمجال التدريسي والثقافي، وجدت نفسها تثير جدلا في الساحتين، الإسرائيلية والفلسطينية. وباتت الدراسة قضية خلافية إضافية بين الطرفين بدلا من أن تكون موضع اتفاق، مما جعل الوزارة الأمريكية تقلل من نتائج الدراسة قائلة إنها لا تعدها توصيات يُعمل بموجبها.
وردّ الباحث الإسرائيلي على الاتهامات الإسرائيلية الموجهة ضد طاقم البحث، أنه لم يظهر موضوعية خلال إجراء الدراسة، قائلا: " لم نتخذ موقفا ضد أحد أو مع أحد، إنما حاولنا وصف مضامين كتب التدريس". وحذّر البروفسور بار- تال من توجّه المؤسسات الحكومية في إسرائيل نحو نتائج الدراسة قائلا إنه توجّه لا يليق بدولة ديموقراطية، وأن حرية البحث والتعبير هي من أهم أركان المؤسسة الأكاديمية في إسرائيل.