رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
خالد سميح حامد دراغمة (أبو جمال)، مواطن فلسطيني من قرية اللبن الشرقية قضاء رام الله، رب لأسرة تتكون من سبعة أفراد، يسكن خاناً قديما يقع على الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس في قرية اللبن الشرقية، تبلغ مساحة الخان والأراضي المحيطة به ما يزيد عن 22 كيلو متر مربع ويتوسط تجمع استيطاني يضم كل من مستوطنة "معاليه لبونة"، مستوطنة "شيلو" ومستوطنة "عيلي"، ويحول موقع الخان دون ربط مستوطنة "معاليه لبونة" بباقي المستوطنات التي تمتد من الاغوار وحتى الخط الأخضر.
بداية الحكاية للاستيلاء على الخان..
بدأت الأطماع الاسرائيلية تجاه منطقة الخان بالظهور والتبلور في عام 2003، حيث بدأ المستوطنون بشن هجوم مباشر عليه، حتى تمكنوا في العام 2007 من احتلاله والمكوث فيه لمدة 3 أشهر، مما دفع أبو جمال للتوجه للحكومة وللمؤسسات الاهلية والقانونية الفلسطينية ولكن دون جدوى.
وبناءً على طلب الادارة المدنية الاسرائيلية، قدم خالد أوراق اثبات ملكيته للأرض لمحكمة الاحتلال، إلا أن ذلك لم يفضي الى إخلاء المستوطنين من أرضه، والذين بدورهم كانوا قد بنوا مطبخاً وغرفة واحضروا حماماً متحركاً، ورفعوا علم إسرائيل فوق البيت إعلاما للكل أن المنطقة تحت السيطرة الإسرائيلية، وباشروا بإقامة الفعاليات والشعائر الدينية في البيت والمنطقة.
يقول أبو جمال: "ملكيتي لأوراق طابو تثبت ملكيتي للأرض، لم تردع المستوطنين عن الاقامة في المكان ولكن الذي دفعهم لإخلائه في نهاية الامر هي مقاومتنا المتواصلة وردود الفعل التي قمنا بممارستها ضدهم لتخويفهم، فرحلوا خوفاً على حياتهم ولأنهم رأوا ان هنالك مقاومة من قبل ملاك الارض الحقيقيين المتمسكين بها، وبعد ان أخلو البيت انتقلت انا وعائلتي من منزلنا قي القرية لنقيم في الخان ".
بعد إخلاء المستوطنين لأرض أبو جمال، توجه وأسرته للاقامة في الخان، فبدأ المستوطنون ولمدة 3 سنوات بمحاولات اقناعه لإخلاء المكان، فمرة يعرضون عليه إقامة مشاريع مشتركة مع المستوطنين، ومرة أخرى يبعثون له رجال المخابرات او حاخامات لإقناعه بالتخلي عن الأرض أو بيعها لهم وعرضوا عليه مبالغ طائلة، في محاولات لإغرائه بالتخلي عن أرضه الا أن الرفض كان الإجابة الوحيدة لكل عروضهم.
7 سنوات من الصمود..
بعد فشل الاغراءات والضغوطات المباشرة وغير المباشرة على أبو جمال للتخلي عن الخان والأرض المحيطة به، لجأ المستوطنون لسياسة الاعتداءات والتخريب والتهديد المباشر، فبدأوا بهدم الجدران الاستنادية التي بناها في أرضه، واقتلعوا الاشجار التي زرعها وقتلوا حصانه الذي كان يستخدمه لحراثة الارض، ومن ثم قاموا باعتقاله لأكثر من 6 مرات اضافة الى التنكيل به وبعائلته ويضيف: " في احدى المرات، الساعة الواحدة ظهراً، تفاجأنا بحضور ما يزيد عن 35 مستوطن يحملون في أيديهم السلاح الأبيض وعصي ومواسير، لإخراجي وعائلتي من البيت بالقوة، وقاموا بالهجوم على أسرتي بشكل وحشي، هم لم يأتوا لتخويفنا فقط بل جاؤوا بهدف قتلنا، فقاموا بالاعتداء على زوجتي وأطفالي وقمنا في المقابل بالدفاع عن أنفسنا وحقنا وتصدينا للمعتدين. في ذلك اليوم نقلت زوجتي وأبنائي الى المستشفى نتيجة للضرب الذي تعرضوا له من قبل المستوطنين المتوحشين".
وتلقى أبو جمال إخطارات من جيش الاحتلال الاسرائيلي في الاعوام 2004 و 2006 و 2009 و2010 تطلب منه مغادرة الخان، رغم انه يملك أوراق ثبوتية ملكيته للخان والأرض المحيطة به.
"هذه حياتنا وهذا هو نضالنا، ونحن لن نستسلم لليأس ولن نخرج من الخان، وأنا لن اترك بيتي وأرضي."..
يعتبر خالد دراغمة أن صموده في الخان، هو حماية لتلك المنطقة من التوسع الاستيطاني المستمر للمنطقة، والذي يسعى الاسرائيليون من وراء السيطرة عليه الى ربط المستوطنات ببعضها ضمن سياسة التوسع الاستيطاني الممنهجة التي تتبعها حكومة الاحتلال، للسيطرة على الاراضي الفلسطينية وتقطيع أوصال الضفة مابين جنوبها، وسطها وشمالها، وربط مستعمراتها المقامة على أراضي الفلسطينيين المصادرة استمراراً لعملية التطهير العرقي التي تتعرض له المناطق "ج" في الضفة الغربية.
صمود أبو جمال وأسرته، جعله عرضة لاعتداءات المستوطنين المستمرة في محاولة لتهجيره وطرده من أرضه للسيطرة على المنطقة هناك، الا أن هذا المواطن الذي يعتبر أن استهدافه هو جزء لا يتجزأ من استهداف الاحتلال لأي بقعة من أرض فلسطين، يفخر بكونه وأسرته يحاربون لتثبيت حقهم في "الخان" بمواجهة اعتداءات قطعان المستوطنين وبشكل يومي ومستمر ليشكل شوكة في حلق توسعاتهم وعائق أمام مخططاتهم الاحتلالية في المنطقة، ولسان حاله يقول : "هذه حياتنا وهذا هو نضالنا، ونحن لن نستسلم لليأس ولن نخرج من الخان، وأنا لن اترك بيتي وأرضي."