رفح- وكالة قدس نت للأنباء
لم يشعر الأسير المحرر أكرم الريخاوي من محافظة رفح جنوب قطاع غزة بنشوة الحرية التي تمناها، على مدار حوالي "9 سنوات" قضاها متنقلاً بين السجون وأسرة المشافي الإسرائيلية، بسبب الحالة الصحية السيئة التي يعاني منها، جراء الإهمال الطبي خاصة بالأيام التي خاض بها الإضراب عن الطعام.
فما إنّ وصل قطاع غزة عبر معبر بيت حانون/ إيرز الخميٍس، حتى إدخل لمستشفى الشفاء ومكث بها حوالي 3 ساعات، وكان من المفترض أن يبيت ليلته الأولى خارج الأسر بداخل المشفى قبل أن يتراجع الأطباء، بعد أن تبين بان وضعه الصحي مستقر.
ووصل الريخاوي لمسقط رأسه محافظة رفح مساء الخميس وسط استقبال جماهير حاشد، بعد غيابٍ دام حوالي 8سنوات ونصف، قضى منها 104 أيام مضربًا عن الطعام لرفض الاحتلال الإفراج عنه بعد انتهاء محكوميته.
واعتقل في يونيو 2004، ويقضي حكمًا بالسجن 9 سنوات، والذي كان من المقرر أن ينتهي في 6 يونيو المقبل، لكن الريخاوي خاض إضرابًا عن الطعام طيلة المدة المذكورة، لرفض الاحتلال الإفراج عنه بمحكمة ثلثي المدة "الشليش".
وقرر الاحتلال لاحقًا تقديم موعد الإفراج عنه لستة أشهر ليكون في تاريخ ٢٤/١/٢٠١٣، قبل أن يتراجع ويبلغه ضابط المخابرات في مستشفى سجن الرملة، ولأسباب قانونية تتعلق بحكمه لن يتم الإفراج عنه في التاريخ المتفق، ويتوجب عليه استئناف حكمه كاملاً.
فرحة منقوصة ..
وقال الريخاوي والذي بدا عليه علامات التعب والإرهاق وعاد لأهله بلا صحة وعافية لـ "وكالة قدس نت للأنباء" : "شعوري اليوم لا يوصف بهذه اللحظات، التي أعود بها لوطني وأهلي وأحبابي ولأبناء شعبي طليقًا حرًا دون قيدًا أو شرط، لكنها تبقى منقوصة لتركي الآلاف خلف القضبان يعانون خاصة المضربين عن الطعام".
ودعا الريخاوي لمزيد من التحركات من قبل كافة الجهات مع قضية الأسرى خاصة المضربين عن الطعام كـ سامر العيسوي وأيمن الشراونة وجعفر عز الدين وطارق قعدان وغيرهم..، من خلال زيادة الفعاليات والأنشطة وتكثيف البرامج الإعلامية حول قضيتهم من أجل تجيش العالم تجاهها.
وبشأن أوضع الأسرى المضربين، أكد أن خطوة الإضراب عن الطعام والتي بدأ بها الشيخ خضر عدنان، تحدث إرباك كبير بصفوف إدارة السجون وتؤتي إوكلها، فعند حدوث أي إضراب تستنفر كافة إدارات السجون وتحدث إضرابات بصفوهم.
أوضاع الأسرى المضربين ..
ولفت الريخاوي الذي غادر مستشفى سجن الرملة وهو يعاني من أمراض عده بالقلب والتهابات رئوية..، إلى أن أوضع الأسرى المضربين عن الطعام سيئة للغاية، خاصة الأسير سامر العيساوي والذي تم تحويله لمستشفى أساف هاورفيه قبل أيام لخطورة وضعه الصحي.
وبين أن الحالة الصحية للأسير جعفر عز الدين وطارق قعدان سيئة ومتدهورة ولا تقل خطورة عن الأسير العيساوي، مشيرًا إلى أن الأسير يوسف ياسين والذي خاض إضرابًا عن الطعام لمدة تزيد عن 40 يومًا، ضغنا عليه ليعلق إضرابه خشية على حياته الصحية خاصة أنه يعاني من أمراض بالكلى.
ولفت إلى أن رسالة الأسرى فيه أنهم يريدون تحرك أوسع مع قضيتهم، وتحقيق الوحدة الوطنية التي أصبحت مزعجة لكثبر منهم، لأنهم أيقنوا بأنه لا نصر على الكيان ولا عودة للاجئين ولا تحرير للأسرى سوى بالوحدة التي تعتبر الأساس لكل شيء".
ورد الريخاوي باستئناف الإضراب في 26 يناير بعد تنصل الاحتلال من الإفراج عنه، ثم فك إضرابه مجددًا الأربعاء الماضي، بعد أن قررت محكمة الاحتلال الإفراج عنه الخميس، ويعاني من عدد من الأمراض كـ االسكري وضغط الدم بالإضافة إلى وجود مياه بيضاء في العينين وهشاشة في العظام، والالتهابات الرئوية..
فرحة ممزوجة بخوف وحزن ..
من جانبها عبرت زوجة المحرر الريخاوي عن فرحتها للإفراج زوجها من داخل سجون الاحتلال بعد غيابه عنهم سنوات طويلة، تجرعوا خلالها أصناف العذاب المختلفة، لكنها لم تخفي حزنها وخوفها على حياته الصحية، بعد أن أدخل لمستشفى الشفاء.
وطالبت كافة المؤسسات للعمل من أجل إنقاذ حياة الأسرى والتدخل الفور والعاجل لإنهاء معاناتهم، لا سيما وأن زوجها عايش هكذا تجربة، والنتيجة أن صحته متدهورة ويحتاج لعلاج"، متمنية الفرج القريب لكافة الأسرى، وأن تنتهي معاناتهم ومعاناة ذويهم بأقرب وقت.
ونفس الشعور، ابنته ياسمين التي كانت المتحدث لوسائل الإعلام عن وضع والدها باستمرار، فهي الأخرى تشعر بالسعادة لعودة والدها لهم سالمًا شكليًا ومريض من الداخل بأمراض مختلفة، وتخشى على صحته، بعدما كان سيقضي أول يوم لتحرره بالمستشفى، قبل أن يخبرهم الأطباء بان حالتهم مستقرة.