تزايدت في الآونة الأخيرة وبشكل ملحوظ ولافت صفحات التواصل الفتحاوي وبأسماء مختلفة وعناوين متباينة عبر الشبكة الإلكترونية العنكبوتية والذي يقوم على انشائها وإدارتها كادرا فاعلا ومميزا من أبناء حركة فتح ، ولعله من المفيد انشاء مثل هذه الصفحات والتي من الممكن أن تخلق حراكا تنظيميا فاعلا بين الكل الفتحاوي الكبير في ظل عدم قدرة قيادة الحركة على تجميع هذا الكم الهائل من أبناء حركة فتح ولا سيما على مستوى القواعد التنظيمية الغائبة عن المشهد في المستويات الحركية العليا ، غير أن هذا الحراك الإلكتروني له ما له وعليه ما عليه إذ أنه ينضوي على محاذير خطيرة تترتب على حجم هذا الكم الكبير من هذه الصفحات وأولى دواعيها أن تصبح مدعاة للتكتل والتمحور داخل صفوف الحركة والذي من الممكن أن يقع كوادر وأعضاء الحركة في حبائله في ظل غياب الناظم المرجعي لها على مستوى قيادة الحركة ، كما وإن انتشارها بهذه السرعة وهذا الكم قد يؤدي إلى تشتيت الجهد الفتحاوي والذي يجب أن يوظف لتحشيد كافة الطاقات في إطار حركي فتحاوي جامع ، وهذا لا يعني بالمطلق أننا نشكك في نوايا أو نقلل من شأن وأهمية وجهد أبناء الحركة الذين انبرت أقلامهم وبادروا لإنشاء هذه الصفحات الإلكترونية من أجل تفعيل وتنشيط هذا الكم الفتحاوي ليراكم بالكم والنوع على حركة فتح بما قدمت خلال تاريخها الطويل بمختلف المستويات والمحطات من أجل مواجهة جل التحديات التي تحدق بها ، إضافة إلى ذلك فإنهم ربما قد وجدوا متنفسا من خلال هذا الفضاء الإلكتروني المفتوح وأصبح بالنسبة لهم منبرا هاما للتعبير عن آرائهم في مختلف القضايا الحركية والوطنية والمجتمعية للمساهمة في اثراء هذه القضايا المختلفة خدمة لحركة فتح وشعبهم وقضيتهم العادلة ، وذلك بعد سياسة تكميم الأفواه ومنع ممارسة العمل الحركي وخصوصا في قطاع غزة ، ناهيك عن سياسة الإقصاء والتهميش والذي نال من كادرا تنظيميا هاما في حركة فتح وما جرى من استقطاب واستزلام وتجاذب حاد لأبناء الحركة من قبل أقطابها المختلفة سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد ، اضافة إلى عدم قدرة قيادة الحركة من اشراك وادماج كافة كوادرها وأعضاءها وقواعدها العريضة ضمن أطرها وهياكلها التنظيمية المختلفة ، الأمر الذي أدى إلى تسرب هذا الكادر وبالتالي تفشي ظاهرة التكتلات من خلال الإلتفاف حول صفحات التواصل الفتحاوي ، إن هذه المؤشرات والإنزلاقات الخطيرة في هذا الفضاء الإلكتروني يستدعي قيادة حركة فتح لأن تقف أمام هذه الظاهرة وأن تغوص في عمق الأسباب التي تداعت لذلك الأمر وأن تعود لتقييم أدائها تجاه قواعدها التنظيمية وكادرها الحركي واستيعابه ضمن أطر الحركة على اختلاف مستوياتها وكذلك توسيع دائرة المشاركة الإعلامية والثقافية على مختلف وسائل الإعلام والإلتفات إلى شبكة التواصل الإجتماعي وهذا الفضاء الإفتراضي المفتوح والكبير ومحاولة تغطية هذه المساحة الهامة والتي تطال من كافة أبناء حركة فتح ، كما وأنه على من ينشئ هذه الصفحات والتي أشرنا لها أعلاه من كوادر وأبناء الحركة توخي الحيطة والحذر من المحاذير التي من الممكن الإنزلاق نحوها كما أتينا على ذكرها في متن النص ، والعمل على الحد من انتشارها بالشكل والمنحى التي باتت تتجه نحوه بل ومن الممكن توحيد هذه الصفحات في اطار صفحة واحدة ان كان لابد من هذه المبادرات الهادفة واذا لم تقوم قيادة الحركة بأخذ زمام المبادرة كما أسلفنا سابقا ، وإلا ستختلط علينا الأمور في صفحات التواصل الفتحاوي مابين الغياب القيادى والإنفلاش القاعدي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت