أورام فكرية يجب إستئصالها ،،،، ما يسمى بالثأر

بقلم: براء المحسيري


لقد تابعنا في رام الله ظهيرة الامس وفي وضح النهار امام مسجد البيرة الكبير المشهد الذي ادمى قلوبنا ، اذ اقدم شخص يشهر مسدسه من بين المارة ويوجه نحو آخر وبحركة غادرة يطرحه ارضاً ويفرغ مسدسه في صدره و رأسه ليغرق بدمائه ويفارق الحياه على الفور، في هذه اللحظات تواجد ضابط من الامن يتدخل للسيطرة على الجاني ولكن ما كاد يواجه هذا الجاني إلا وفاجئته رصاصة استقرت في عنقه وتم نقله الى المشفى بحالة خطرة ، ويفرّ القاتل عبر جموع المواطنين ناشراً الرعب والذعر ليس بمن حضر وحسب بل بمن سمع ايضاً بين جميع ابناء شعبنا . والنتيجة قتيل مدرج بدمائه ذنبه الوحيد انه ينتمي لعائلة شخص ارتكب فيما مضى جريمة وقاتل نفذ فعلته الشنيعه ببرود اعصاب يصفق له بعضهم ويمدحونه كالابطال وبعضهم الاخر يتحسر على شاب اصبح في لحظات قاتل يقضي حياته خلف القضبان ، ورجل أمن يرقد على سرير الشفاء ويتحلق احبته حوله داعين له بأن تستقر حالته وتتحسن ، اما على الطرف الاخر اسرة فقدت سندها وعمود بيتها ، وعائلة اخرى مهددة الآن باحراق منازلها وطردها من منطقة سكناها في ظل حالة العيش بخطر دائم يتهددها من ثأر قادم.

ظاهرة سلبية بالغة الخطورة تهدد حياة افراد مجتمعنا شيوخاً وشباباً اطفالاً ونساء يلقون حتفهم بسبب حوادث الثأر، التي يأبى مرتكبوها إلاّ أن تكون الأسواق العامة في المدن الرئيسية مسرحاً لجرائمهم البشعة التي يذهب ضحيتها أناس أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في تلك الثارات هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة - المسماة بالثأر - تلحق أشد الضرر بحياة الفرد والأسرة والمجتمع من خلال ما ينتج عنها من آثار ومآس وآلام تؤثر على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار والسكينة العامة للناس إن هذه المشكلة " أصبحت من أسوأ المشاكل التي يعاني منها الوطن المواطن على حد سواء- لانتشارها بين أوساط المجتمع بشكل مخيف وكانتشار النار في الهشيم - بسبب تزايد أعداد ضحاياها بين أفراد المجتمع جراء تزايد حوادث الثارات والاقتتال بين الناس والتي تطال فئة الرجال منهم وما يترتب عن ذلك من ترميل للنساء وفقدان الأبناء لآبائهم وحرمانهم من الرعاية والعطف والحنان .

إن ظاهرة الثأر من اعقد القضايا والمشاكل التي أورثها لنا الماضي البغيض لأنها تزهق الكثير من الأرواح دون ذنب ارتكبوه على الإطلاق في الواقع لهذه الظاهرة نتائج خطيرة يدفع ثمنها الأسرة والمجتمع والوطن لا بد من وضع المعالجات الجادة للحد من تأثيراتها والقضاء عليها تدريجياً ليعيش الناس في أمن وأمان وسعادة ووئام وقبل الحديث عن نتائجها ومضاعفاتها ووضع الحلول لها دعونا نستقرئ أبرز أسبابها التي تتمثل في قلة الوعي بأضرار ومخاطر هذه الكارثة الخطيرة التي تحصد الأرواح دون رحمة وانتشار مظاهر حمل السلاح في دون ترخيص ولا سيما في مناطق القرى بمختلف المحافظات .

ومن الأسباب أيضاً عدم البت في قضايا المواطنين من قبل أجهزة القضاء أولاً بأول وصدور أحكام غير عادلة من قبل المحاكم وتعثر تنفيذ الاحكام الصادرة بحق القتلة في غالب الأحيان .

وبعد ما تقدمنا به الا يجب على المشايخ والشخصيات الاجتماعية والأعيان بالتعاون لتسليم اي شخص يتسبب بمثل هذه الحوادث للجهات الأمنية والقضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية لا أن يقوم المشايخ والوجاهات بحماية القاتل وإجارته من أن يلقى عقابه على ما اقترفه من ذنب في قتل النفس البريئة ومن المعالجات أيضاً أن تقوم المؤسسات التعليمية والدينية والتربوية والنوادي والمساجد والمنتديات والجمعيات بدورها في توعية الناس بخطورة آفة الثأر وأضرارها كما يجب على وسائل الإعلام بمختلف أنواعها أن تقوم بدورها التنويري من خلال نشر مواد تناقش ظاهرة الثأر ونتائجها وكيفية معالجتها من أجل نشر ثقافة إيجابية في الرأي العام حول هذه الظاهرة ومخاطرها .


بقلم: براء المحسيري
YMCAمنسق برنامج تحسين قدرات المجتمع

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت