اجتماعات القاهرة يبدوا أنها وصلت إلى طريق مسدود وأدت إلى فشل الوصول إلى قرار فعلي لإنهاء عملية الانقسام بين حركة فتح وحماس ، محاولات كل فريق لتحميل فشل الوصول لاتفاق للآخر هو ضمن محاولات البعض للتهرب من حقيقة وواقع الوصول لاتفاقية استراتجيه حقيقية تقود لإنهاء الصراع الذي تشهده الساحة الفلسطينية ، ان الاختلاف الحقيقي يكمن في ان منظمة التحرير الفلسطينية لها برنامج سياسي متوافق عليه بين كافة الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية اقر في مؤتمر المجلس الوطني الذي انعقد في الجزائر عام 1988 ، حيث اقر المجلس الوطني الفلسطيني في حينه إقامة دوله فلسطينيه بحدود الرابع من حزيران 1967 وان البرنامج السياسي لمنظمة التحرير معترف به من قبل المجتمع الدولي ومعظم دول العالم وان هناك اتفاقات معقودة بين منظمة التحرير وإسرائيل وان السلطة الوطنية الفلسطينية انبثقت عن برنامج منظمة التحرير الفلسطينية السياسي ، وان دخول حركة حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية يتطلب منها الاعتراف بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية والإقرار بكافة الاتفاقات المعقودة بين منظمة التحرير ودول العالم بما فيها الاتفاقات المعقودة مع إسرائيل ، ان المصالحة والإصلاح بين حماس وكافة فصائل منظمة التحرير بخصوص منظمة التحرير الفلسطينية أمر مطلوب للمرحلة التي عليها القضية الفلسطينية لكن الأمر يصطدم بعقبات تتمثل بالبرنامج السياسي لحركة حماس وتعارضه مع برنامج منظمة التحرير الفلسطينية وفيما لم يتم التوافق على برنامج سياسي ورؤى سياسيه موحده ضمن استراتجيه فلسطينيه بين كافة الفصائل بما فيها حركة حماس تقود لمرحله مستقبليه ضمن برنامج سياسي متوافق عليه ينال رضا وموافقة المجتمع الدولي ويتوافق والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية تبقى العقبة التي تحول دون دخول حركة حماس منظمة التحرير حيث محاولات التهرب من استحقاقات عملية المصالحة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة والدوحة ، أي تغيير في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير المعترف به من قبل المجتمع الدولي والذي على أساسه تم الاعتراف بالدولة الفلسطينية لمرتبة عضو غير مراقب وأي تراجع عن البرنامج الوطني الفلسطيني وتغيير في مضمونه السياسي قد يترتب عليه تغيير في وضعية منظمة التحرير الفلسطينية وتحديدا في قضية الاعتراف في منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني ، أي تغيير استراتيجي في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية يخرجها عن الموقف الذي عليه موقفها السياسي من قضية الاعتراف بإسرائيل هو إعادة النظر من قبل المجتمع الدولي بقضية الاعتراف في منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة القضية الفلسطينية إلى وضع لا يمكن توقع النتائج للموقف الدولي من القضية الفلسطينية خاصة في ظل الوضع العربي الراهن والوضع الإقليمي القائم ، ان محاولات التهرب من حقيقة وواقع ما عليه الانقسام يتجسد بهذا الخلاف في الرؤى لما عليه الوضع الدولي والإقليمي ولكيفية الحل للقضية الفلسطيني ضمن البرنامج المقر والمتوافق عليه بين كافة الفصائل الوطنية الفلسطينية ، ان محاولات الهيمنة ضمن محاولات الاستفراد الذي عليه واقع ما جسده الانفصال هو الذي يؤدي باستمرارية هذا الانقسام ، ما لم يتم تدارك الوضع وتدارسه بجديه ضمن محاولات الوصول لاتفاق يقود لاستراتجيه سياسيه موحده تقود العمل السياسي الفلسطيني للمرحلة ألراهنه ضمن الأخذ بتوازنات القوى الاقليميه والدولية تبقى عملية المصالحة تراوح مكانها ، ان حمى التصريحات التي تروج عن فشل الإطار القيادي المؤقت الذي عقد في القاهرة برئاسة الرئيس محمود عباس وضم في عضويته أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمناء العامين للفصائل في التوصل إلى اتفاقات جازمه حول موعد إجراء الانتخابات أو تشكيل حكومة التوافق أو الاتفاق على قانون الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني ، هذه المواضيع وغيرها ليست هي المعضلة التي يروج لها البعض في المصالحة الوطنية الفلسطينية بقدر عدم الاتفاق على إستراتجية فلسطينيه موحده لبرنامج سياسي يقود إلى التحرر الوطني من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ، كل الاتفاقات المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وانتخابات المجلس التشريعي والانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني تبقى معلقه بموافقة الاحتلال الإسرائيلي على إجرائها وهي رهن موافقته من عدمها وهي مرتبطة بالموقف الأمريكي والضغط الدولي على إسرائيل ، كما ان الوضع الذي عليه قطاع غزه وتحكم وسيطرة حماس على قطاع غزه يصبح من الصعب تخلي حركة حماس عن مكتسباتها على الأرض وان الوضع ضمن تعقيداته وما عليه هذا الواقع لجهة توحيد الاجهزه الامنيه وإعادة توحيد المؤسسات والوزارات ضمن العقبات التي قد تحول دون إتمام المصالحة الوطنية ضمن حسابات الربح والخسارة وفق الصراع الإقليمي والتغيرات في العالم العربي وتبقى المصالحة مؤجله لأجل غير مسمى لحين التوافق على رؤى واستراتجيه موحده تقود العمل السياسي الفلسطيني ضمن سياسة التوافق عليها من قبل الفصائل الفلسطينية وقبول المجتمع الدولي بهذا التوافق بما يجبر حكومة الاحتلال للقبول بها ، الوضع الفلسطيني بهذا الانقسام الحاصل وبهذه الواقع أصبح صعب المنال وأصبح الانفراج أمر غير قابل للتحقيق وكان الانقسام قدر الفلسطينيين ، ان لم تتوفر الاراده الحقيقية لإنهاء الانقسام ووضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق أي اعتبار يبقى الانقسام قائم ، ان الواقع العربي ومواقف البعض ممن يدعي دعمه للربيع العربي ويقف لجانب تيار على باقي التيارات ويحاول بكل ما أوتي من قوه لتغيير موازين القوى بين الفصائل الفلسطينية هو من يشجع فريق على آخر لعدم التجاوب والقبول بالمصالحة وان تحركات هذه القوى مرتبطة بمصالحها خاصة وان هذه المصالح تتفاوت بين الحين والآخر وهي مرتبطة بالوضع السوري وما ينعكس على هذا الواقع من نتائج تؤثر على هذه القوى العربية التي لها دور في عملية إنهاء الانقسام وهي تلعب دور المانع للاتفاق الفلسطيني وتحول دون التوافق على برنامج سياسي يجمع ولا يفرق ويقود لاستراتجيه سياسيه فلسطينيه تكون منطلق لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ضمن رؤيا سياسية متوافق عليها تقود للإصلاح في بنية منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة أهمية دورها في قيادة العمل السياسي الفلسطيني وفرض أجندة الإصلاح للقبول بها من قبل المجتمع الدولي والدول العربية دون وضع العقبات التي تحول دون ذلك ، تبقى المواقف والشعارات وحمى التصريحات جميعها شعارات لا تخدم العمل الفلسطيني السياسي ولن تقدم ولا تؤخر فيما عليه الوضع الفلسطيني ضمن شعار لا مصالحه ولا اتفاق لإنهاء الانقسام الذي تعد استمرار يته جريمة بحق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت