القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
نقلت صحيفة هآرتس عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" أنه وبعد إجراء تحقيق تفصيلي بشأن الغارات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة خلال عملية "عامود السحاب" في شهر نوفمبر من العام الماضي، أن الجيش الإسرائيلي انتهك قوانين الحرب الدولية خلال عمليته العسكرية.
وأشارت المنظمة إلى تحقيقاتها الميدانية خلصت تحقيقات إلى اكتشاف أن 14 غارة نفذها الجيش الإسرائيلي خلال العملية بواسطة طائرات بدون طيار وطائرات أخرى، لم يكن في أي منها ما يشير إلى وجود هدف عسكري مشروع.
وفي أربع حالات أخرى، "ربما استهدفت الهجمات مقاتلين فلسطينيين، لكن من الواضح أن هذه الهجمات نُفذت بسبل عشوائية لا تميز بين المقاتلين والمدنيين أو ألحقت أضراراً غير متناسبة بالمدنيين"، بحسب ما ذكرته المنظمة
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "كثيراً ما نفذت القوات الإسرائيلية غارات جوية قتلت مدنيين فلسطينيين ودمرت بنايات سكنية في غزة دون مبرر قانوني واضح".
وأوضحت هيومن رايتس ووتش إن هناك عدة صواريخ وقنابل إسرائيلية ضربت مدنيين فلسطينيين وأهداف مدنية، مثل البنايات السكنية ومزارع، دون وجود هدف عسكري واضح، بموجب قوانين الحرب فإن الأهداف العسكرية فقط هي المسموح باستهدافها.
توصلت تحقيقات هيومن رايتس ووتش إلى أن غارات لطائرات إسرائيلية بدون طيار أسفرت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عن مقتل ثلاثة رجال داخل شاحنة مُحملة بالطماطم في دير البلح، ومدرس علوم كان يجلس أمام بيته وابنه البالغ من العمر 3 سنوات على حجره، وكان يتحدث إلى أحد معارفه، ولم ينج من الهجوم غير الطفل الصغير وإن كان قد أصيب إصابات خطيرة.
كما أن هناك هجمات أخرى بصواريخ أطلقتها طائرات بدون طيار أسفرت عن مقتل رجل يبلغ من العمر 79 عاماً وحفيدته البالغة من العمر 14 عاماً في حقل زيتون خاص بالأسرة في عبسان، بالإضافة إلى مزارع وابن أخيه عندما كانا يسيران على طريق قرب أشجار الزيتون التي يملكانها في منطقة خان يونس، وسيدة تبلغ من العمر 28 عاماً كانت تحمل في يدها بطانية، في فناء بيتها ببلدة خزاعة.
وأسفرت قنبلة ملقاة جواً عن تدمير منزلاً من طابقين مُشيد بالطوب الإسمنتي، يخص عائلة حجازي في جباليا، يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني، مما أودى بحياة الأب واثنين من أطفاله (أربعة أعوام وعامين) وإصابة زوجته وأربعة أطفال آخرين.
كما أصاب صاروخ إسرائيلي طراز "هيلفاير" مستشفى بمدينة غزة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، فأحدث ثقوباً في السقف وأدى إلى قطع الكهرباء والمياه. لم تقع خسائر بشرية في هذا الحادث. تعتبر المستشفيات أعياناً تحميها قوانين الحرب ما لم تكن مستخدمة لأغراض عسكرية ولا تُستهدف إلا بعد تلقيها لإنذار.
ولم تتوصل بحوث هيومن رايتس ووتش الميدانية في هذه الهجمات إلى أدلة على وجود مقاتلين فلسطينيين أو أسلحة أو غيرها من الأهداف العسكرية الظاهرة في تلك المواقع وقت الهجوم. يُعد من يأمرون عمداً بهجمات تستهدف مدنيين أو أعياناً مدنية – أو يشاركون في هذه الهجمات – مسؤولين عن جرائم حرب.