الإضراب يشل المسيرة التعليمية في الضفة الغربية

رام الله- وكالة قدس نت للأنباء
حالة من اللا استقرار واللا انتظام تمر بها الحالة الفلسطينية في الضفة الغربية ، ففي الوقت الذي يمر به الاسرى في اصعب اوقاتهم ويخوض بعضهم اضرابا اكثر من 208 ايام مثل سامر العيساوي، تتواصل الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها الحكومة الفلسطينية لتزيد الطين بلة اضرابات لموظفين العموميين والمعلمين والنقابات الصحية.

وتتصاعد حدة التوتر بين النقابات والحكومة في كل مره تستقر فيها الاوضاع لايام قليلة لتعاود الشحن بالطاقة السلبية مجددا.

فقبل اقل من اسبوع صرح الامين العام لاتحاد المعلمين احمد سحويل بالغاء كافة مظاهر الاضراب وانتظام الدوام حتى نهاية العام الدراسي بعد التوصل الى اتفاق مع اللجنة الحكومية على معظم مطالب المعلمين، مالم يحدث ما يعكر صفو هذا الحوار.

كما ان نقابة الموظفين العموميين اقامت الدنيا ولم تقعدها بعد تسرب انباء عن احتمال الغاء علاوة غلاء المعيشة والمواصلات واحالة بعض الموظفين على التقاعد الاجباري، قبل ان تتصل بهم لجنة حكومية للقاء وزير المالية للاطلاع منه على الوضع المالي واستيضاح ما سرب حول تقليص الميزانية ، فكانت النتائج ايجابية باستثناء موعد صرف الراتب.

على اثر الاجتماع خرج وفد النقابة بروح جديدة وهدأت قليلا رياح الاضرابات، قبل ان يشعل تصريح وزير المالية نبيل قسيس حول موعد صرف الرواتب وعدم تحديد موعد محدد لصرفها فتيل الازمة من جديد، فعاد اتحاد المعلمين لاعلان الاصراب اليوم الاحد والخميس المقبل، وبحسب احمد سحويل امين عام الاتحاد فان وزير المالية لم يكن موفقا في تصريحه غير المدروس ، كما انه ارباك للعملية التعليمية.

مباشرة رئيس الوزراء سلام فياض استهجن الاضراب وطالب الاتحاد بالعدول عنه والعودة الى مقاعد الدراسة معتبرا ان الاضراب غير قانوني وامتناعا عن العمل ، خصوصا في ظل الحوار بين الاتحاد والحكومة.

تصريحات رئيس الوزراء لم ترق لنقابة الموظفين العموميين التي اشتمت فيها رائحة تضييق على العمل النقابي ومحاصرته، ما قد يؤدي لجولة اضرابات جديدة على غرار المعلمين واتحاد نقابات المهن الصحية المصممة على خوض الاضراب في المرافق الصحية باستثناء الحالات الطارئة والتي لا تحتمل التاخير.

وقال امين سر نقابة الموظفين معين عنساوي على حسابه الشخصي بموقع الفيس بووك:" في تفكير جدي بإعلان إضراب ردا على تصريحات رئيس الوزراء حول إضراب المعلمين. يبدو هناك نية للمس بالعمل النقابي. في رأيي ما في حاجة دولة رئيس الوزراء لمثل هذه التصريحات".

اليوم لم يذهب الطلبة الى مدارس والتي اغلقت ابواباها كذلك الخميس المقبل حسب ما هو معلن.

ومع استمرار هذه الاضرابات تستمر اضرابات الاسرى في سجون الاحتلال بينما تنظم الهيئة العليا لمتابعة شؤون الاسرى عن مسيرة تضامنية مع الاسرى المضربين عن الطعام ضمن برنامج وطني يشمل اعتصاما اخر يوم الثلاثاء امام مقر الصليب الاحمر بالبيرة، والخميس اعتصام اخر امام سجن عوفر الاحتلالي غرب رام الله.

حالة من الاختلاط وحالة من اللااستقرار يعيشها الفلسطينيون تدلل على ازمة حقيقية بحاجة الى حل وطني شامل يقف بصلابة امام ممارسات الاحتلال السب الرئيس لكل هذه الازمات.