الصراع الاممي على سوريا .... ضمن المعادلة المستجدة لنهاية التحكم القطبي الأحادي

بقلم: علي ابوحبله


بعد ان فشل الحل العسكري للتغيير في المعادلة السورية وذلك بفشل المجموعات المسلحة تسجيل أية انتصارات أو انجازات على الأرض ، وفشل إسقاط دمشق وحلب حيث تمكن الجيش العربي السوري من إحباط محاولات إسقاط العاصمة السورية دمشق بيد المجموعات المسلحة ومن مواجهة وصد معظم الهجمات للمجموعات المسلحة على المدن الكبرى السورية ، يقوم الجيش العربي السوري بملاحقة المسلحين بريف دمشق وادلب وحماه ودرعا بعد ان قارب على الانتهاء من معركة داريا التي تشكل أهم معقل للمسلحين ، نجاح الجيش العربي السوري من فرض سيطرته على أهم أحياء حلب ، انقلبت معادلة الصراع على سوريا ، بالتغير الأمريكي لجهة الجنوح للحل السياسي ، خطاب الرئيس الأمريكي اوباما حول أوضاع الاتحاد تجاهل موضوع تنحي الرئيس السوري بشار الأسد واستعمل لغة تختلف عن سابقاتها بشان التوافق على حل دبلوماسي من خلال الحوار بين الأطراف السورية ، جاءت تصريحات الناطقة باسم الخارجية الامريكيه نورلاند حول دعوة مجلس الأمن لبحث ألازمه السورية بالقول من المبكر دعوة مجلس الأمن لعدم وجود توافق بين الأطراف الدولية تجاه حل ألازمه السورية وجاءت تصريحات وزير الخارجية جون كيري في نفس الاتجاه ، صدرت تصريحات امريكيه بشان زيارة الخطيب للعاصمة الروسية وإجراء محادثات مع المسئولين الروس بشان التوافق على إجراء حوار بين كافة الأطراف السورية دون التحدث المسبق عن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ، حيث تترافق زيارة احمد الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى روسيا وسبق للخطيب عن اجتمع مع وزير خارجية إيران على اكبر ولايتي في جنيف ، ان الصراع الاممي على سوريا بدأت تتضح ملامح التغيير في موازين القوى الدولية من خلال الحرب والديبلوماسيه الامريكيه الروسية بشان نقاط التوافق ومحاولة إنهاء نقاط الخلاف ضمن المحاولة الامريكيه لتغيير في الموقف الروسي من تفسير اتفاق جنيف حول استمرارية الرئيس السوري للفترة المقبلة ومحاولة أمريكا بقاءه دون صلاحيات إنها سياسة شد الحبال في محاوله لتكريس الوجود الأمريكي في المعادلة السورية ضمن محاولة الضغط باتجاه روسيا لتغيير مواقفها المتسمة بالتمسك بثوابتها ومواقفها تجاه ألازمه السورية ، تصريحات الرئيس الروسي بوتين حيث أوضح من خلالها موقف روسيا ونظرتها للسياسة الخارجية التي تتسم برسم معالم جديدة لحكم العالم وإنهاء التحكم القطبي الواحد وإنهاء التفرد الأمريكي لرسم معالم سياسة هذا العالم حيث ان مؤشرات الصراع على سوريا بدأت تتضح معالمها ومعالم الصمود السوري بدأت تؤتي ثمارها نحول التغير في موازين القوى الدولية والاقليميه ، ان التغير الملموس الذي أخذت تشهد معالمه الساحة الاقليميه هو بدعوة مهندس السياسة التركية داوود اوغلو الذي يحمل لواء العدوان على سوريا ويشكل حربة الموقف التركي الداعم للمجموعات المسلحة والدفع بالمسلحين للداخل السوري ودعمهم بالسلام مع حليفته قطر حيث يدعو الأطراف السورية للحوار بعكس ما صرح به رئيس الوزراء التركي اردغان الذي سبق وان أعلن عن رفضه للحوار مع وجود النظام السوري ، تأتي تصريحات وزير الخارجية البريطاني هيج في نفس النهج والسياق حيث أعلن عن تخوفه من ان تصبح سوريا قاعدة للتطرف بعد ان كانت تصريحاته تتسم بالحدية والدعوة لتسليح المعارضة السورية ، هيج يتخوف من انتقال الصراع والعنف إلى بريطانيا لتشمل المنطقة الاقليميه برمتها وهو الموقف الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولا ند ووزير الخارجية الفرنسي فابيوس ، الذي دعا للتغيير في الموقف من سوريا والدعوة للحوار لحل ألازمه السورية بالطرق الديبلوماسيه ، ، المتابع لتطورات الأحداث يلمح تغير ملموس للتعاطي من ألازمه السورية وتحولات في مواقف العديد من المشاركين في ألازمه السورية وأولى تلك التغيرات البيان الختامي لقمة منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة ، و تجديد اللجنة الرباعية لنشاطها والتي انبثقت من اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي في مؤتمر جده لمنظمة التعاوني الإسلامي الطارئ من اجل متابعة حل ألازمه السورية بالطرق الديبلوماسيه ، البيان الختامي لمنظمة التعاون الإسلامي مغاير لمؤتمر جده وتبنى نهجا جديد وموقفا مستجدا من ألازمه السورية داعيا إلى رفض التدخلات الخارجية بالشأن السوري ضمن الدعوة للحفاظ على وحدة الشعب السوري والأرض السورية ، ان اللجنة الرباعية التي تضم إيران ومصر وتركيا والسعودية وهي أطراف له وجودها الحاضر والفاعل بشان ألازمه السورية حيث تعتبر إيران ألدوله الحاضنة للحوار وهي صاحبة مبادرة إقليميه للحل قد تتوافق عليها جهات معارضه سوريه وإقليميه ودوليه وهي تدفع بمسار ألازمه السورية للحل ضمن التوافق الملحوظ بتغير في الموقف السعودي والتركي وحتى المصري لجهة الحوار والتوافق السياسي بين أطراف ألازمه السورية ، ان أمريكا تحرص على عدم فقدان وجودها وثقلها بالمنطقة بفعل نتائج ألازمه السورية ونجاح النظام في سوريا في التصدي للمشروع الأمريكي الصهيوني ، حيث الموقف والتماسك للجيش العربي السوري حال دون نجاح أمريكا وحلفائها بتنفيذ مخططهم للشرق الأوسط الجديد بإسقاط سوريا ، ان المجموعات المسلحة التي تعمل داخل سوريا تضعهم أمريكا على مذبح سياستها وتدفع بهم لأجل التضحية بهم بعد ان عجزت بتحقيق أهدافها وسياستها في المنطقة وهذا دليل على ان أمريكا بعد ان خسرت صراعها على سوريا لا تفكر سوى بمصالحها الدولية والاقليميه دون الأخذ بعين الاعتبار لمصالح حلفائها وعملائها ما يتطلب من الجميع اليقظة والحذر والنظر بمنظار المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي والوضع بحسبان هذه الدول لاعتبار القضية الفلسطينية الاولويه في السياسة العربية لمواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني الهادف لتصفية القضية الفلسطينية ، ان زيارة الرئيس الأمريكي اوباما لإسرائيل ومناطق السلطة الوطنية قد تدخل ضمن المتغيرات المقبلة للمنطقة ، وان نتائج تلك التغيرات ما ستسفر عنه قمة الرئيس الأمريكي اوباما مع الرئيس الروسي بوتين هذه القمة ستحدد ملامح التغيير الاستراتيجي الذي سيشهده العالم ضمن المعادلة المستجدة لنهاية التحكم القطبي الأحادي ، ضمن التغيرات الدولية والاقليميه تشعر إسرائيل بخسرانها لموقعها كما تشعر العديد من دول المنطقة التي رهنت نفسها ووجودها بالسياسة الامريكيه بأنها الخاسرة ، الأمر الذي يهدد الوضع الإقليمي في المنطقة ضمن محاولات التغيير المرتقبة والتي بموجبها ان تغامر إسرائيل بالتحالف مع بعض دول الإقليم لشن حرب جديدة في المنطقة تستهدف لبنان وسوريا وإيران وقطاع غزه ضمن المحاولات المستميتة للمحافظة على التفوق الإسرائيلي وترسيخ الوجود الأمريكي في المنطقة الأمر الذي يجعل المنطقة برمتها على بارود ساخن قابل للانفجار إذا لم يتم التوافق الأمريكي الروسي لإنهاء ما تعاني منه المنطقة ضمن سياسة الأخذ بالتغييرات الاقليميه والدولية بإنهاء التحكم القطبي الأمريكي الواحد بحكم العالم

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت