علامات تدل على رغبة نتنياهو في استئناف المفاوضات؟

القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
أصبحت تسيبي ليفني، زعيمة حزب "هتنوعا" (الحركة)، ووزيرة الخارجية في السابق، أول المنضمين لحكومة نتنياهو المرتقبة، وقد اتفق الطرفان أن تتولى ليفني منصب وزيرة العدل، وأن تتسلم ملف المفاوضات مع الفلسطينيين. وورد في الاتفاق التحالفي أن ليفني ستتمتع بصلاحيات واسعة لإدارة ملف المفاوضات، وأن رئيس الحكومة سيوعز إلى المكاتب الوزارية المرتبطة بالعملية السياسية بأن تتعاون مع ليفني لإنجاح مهمتها المستقبلية وهي التوصل إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني.

وقال نتنياهو أمس في مؤتمر صحفي جمع بينه وبين ليفني: "سأخوّل إلى ليفني التفاوض مع الفلسطينيين على أساس المبادئ التي وضعتها في خطاب بار- إيلان، والكنيست والكونغرس الأمريكي". وأبرز ما جاء في هذه الخطابات هو أن نتنياهو يقبل التسوية مع الفلسطينيين بموجب فكرة "الدولتين لشعبين". وينص الاتفاق التحالفي على أن رئيس الحكومة نتنياهو في صدد تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، وأنه لن يقيم مسارا موازيا للمفاوضات غير المسار الذي ستقوده ليفني.


وصرّحت ليفني عقب المؤتمر الصحفي الذي حفل بابتسامات الزعيمين، اللذين عاشا مرحلة عداء قاسية حين ترأست ليفني المعارضة الإسرائيلية، قائلة : "نتنياهو يعلم أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، ولديه أفكار لتغيير وضع إسرائيل الدولي. لقد تداولت معه خلال الأسابيع الماضية وغلب الانطباع أنه يعتقد أنه يجب استئناف المفاوضات".

وعلّق محللون في إسرائيل على الخطوة التي قام بها نتنياهو، ضم ليفني، أنها تدل على أن الزعيم الإسرائيلي يشعر بضغط الإدارة الأمريكية المعنية باستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهو يوكل الآن لينفي، والتي تُعد وسطية التوجه السياسي وذا خبرة كبيرة في العملية السياسية مع الفلسطينيين، إدارة ملف المفاوضات بعد أفيغدور ليبرمان، صاحب المواقف المتصلبة والرافضة لشخص الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

ويستمر نتنياهو العمل على تشكيل حكومة ائتلافية بعد فوزه بالانتخابات الأخيرة، ويبدو أنه يفضل التعامل مع الأحزاب الصغيرة قبل الكبيرة، وبعد ضم ليفني، سيتوجه الآن لضم شاؤول موفاز، زعيم حزب "كاديما"، الذي بات أصغر حزب في الكنيست الإسرائيلي، وله مقعدان. وصرح اليوم موفاز في مؤتمر صحفي، عُقد في القدس، بأنه سيلتقي نتنياهو اليوم أو غدا، لينضم إلى حكومته المقبلة. ومن المتوقع أن يحصل موفاز على حقيبة وزارية تتعلق بالشؤون الأمنية، مثل وزير التهديدات الاستراتيجية، أو وزير شؤون المخابرات.

وقال رئيس هيئة الأركان ووزير الجيش في السابق في المؤتمر الصحفي اليوم: "حان الوقت لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. اعتقد أن الخطوة الأولى لحكومة نتنياهو الثالثة يجب أن تكون اقتراح خطة سياسية. يجب أن نعود إلى المفاوضات من دون شروط مسبقة".

وتحدث موفاز عن خطته السياسية المرحلية لاستئناف المفاوضات قائلا: "الهوة بين الطرفين ( الإسرائيلي والفلسطيني) واسعة، لكن هنالك نقطة انطلاق جيدة، وهي أن رؤيتنا متقاربة بالنسبة لقضية الحدود وقضية الترتيبات الأمنية، وإن نجحنا في الاتفاق عليهما، سنتمكن من التقدم نحو إقامة دولة فلسطينية تضم قطاع غزة".ووصف موفاز زيارة أوباما القريبة بأنها زيارة تاريخية، قائلا: "أتصور أن أوباما يعتقد بأن بدء العملية بالحوار عن الحدود والأمن هي فكرة جيدة".

واقترح موفاز، ضمن التغييرات التي أدخلها على خطته السياسية"عقد مؤتمر إقليمي برعاية دولية، تحضره الولايات المتحدة وتركيا، والسعودية والأردن ومصر، ودول عربية أخرى معنية بالتعاون من أجل السلام في المنطقة".

وأعربت مصادر فلسطينية اليوم عن تفاؤلها من تعيين تسيبي ليفني رئيسة طاقم المفاوضات، وقالت المصادر لوسائل إعلام إسرائيلية: "إنها ( ليفني) قوة إيجابية فيما يتعلق بالمحادثات الفلسطينية- إسرائيلية، وهي خطوة جيدة بإمكانها دفع المفاوضات قدما". ولكن المصادر عينها أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تكتمل بعد، وأنه يجدر الانتظار لمعرفة شركاء نتنياهو المستقبليين، وهل ستكون ليفني مجرد "ورقة التوت" في الحكومة الآتية.