القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
يُحدث إضراب بعض الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية صدى قويا في الشارع الفلسطيني، جارا معه الفلسطينيين إلى احتجاجات واعتصامات في مناطق الضفة الغربية، تتفاوت بين سلميّة وأخرى عنيفة. وفي ذلك، سلّط الإعلام الإسرائيلي اليوم الأضواء على المظاهرة التي جرت بالقرب من معتقل "عوفر".
وأفادت وسائل الإعلام بأن نحو 200 فلسطيني شاركوا في المظاهرة في محيط المعتقل، تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين، وبأن صحفييْن إسرائيليين، حضرا في موقع المظاهرة، أُصيبا جرّاء حجارة استخدموها المتظاهرين في رشق قوات الأمن الموجودة في محيط المعتقل.
ويخشى المستوى الأمني في إسرائيل من توسّع رقعة الاحتجاج في الضفة الغربية ليس فقط من التضامن مع الأسرى، إنما من عوامل أخرى تسود في الضفة العربية منها الوضع الاقتصادي الضعيف وانسداد الأفق السياسي مع الجانب الإسرائيلي، وأنها مجتمعة قد تؤدي إلى اشتعال المنطقة. واستنفر جيش الاحتلال الإسرائيلي قواته خشية تصعيد المواجهات خلال نهاية الأسبوع.
وتتهم مصادر إسرائيلية السلطة الفلسطينية بأنها تُأجج الشارع الفلسطيني بدل تهدئة الوضع والتصدي لأعمال العنف، مفضلة بذلك التركيز على قضية الأسرى وصرف الأنظار عن الوضع الاقتصادي المتردي في الضفة الغربية، والعجز في استئناف المفاوضات.
وتطرق رئيس الحكومة الفلسطيني سلام فياض إلى قضية الأسرى، خلال زيارة لخيمة تضامن أقيمت في رام لله، قائلا: "لا يمكن الحديث عن تحرير الوطن وإقامة دولة فلسطينية، دون إطلاق سراح الأسرى، كل الأسرى، لأن حريتهم هي حريتنا". ونادى فياض إلى تدخل المجتمع الدولي في هذه القضية. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن أجنحة عسكرية تابعة لحركة فتح تهدد في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل في حال تأزمت قضية الأسرى المضربين عن الطعام.
وأثار إضراب الأسرى الفلسطينيين جدلا في بعض الصحف الإسرائيلية، لا سيما حول قانونية اعتقال الأسرى المحررين في صفقة "شاليط" مجددا، وعلى جه الخصوص قضية الأسير سامر الذي تحاكمه اسرائيل وتحاكم على مخالفته لبنود صفة تبادل الأسرى التي ابرمت بين حماس واسرائيل برعاية مصرية في تشرين الاول/أكتوبر من العام 2011 بدخوله مناطق الضفة الغربية، والاسير أيمن شراونة. وتزعم النيابة العسكرية، حسب مواقع إخبارية في إسرائيل، أن شراونة مدان لـ38 سنة جراء ضلوعه في عملية فدائية في بئر السبع، وأنه بعد إطلاق سراحه عاد ليمارس نشاطات تتصل بالمقاومة، لم تكشف عنها النيابة وتعدها سرية للغاية.
ولم يتوقف التضامن مع قضية الأسرى الفلسطينيين عند مناطق الضفة الغربية، إنما علت أصوات من داخل إسرائيل قررت التضامن مع القضية، ومنهم الشيخ رائد صلاح من الحركة الإسلامية، والذي أعلن، أمس، الإضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام. ونُصبت كذلك أول أمس في ساحة العين في مدينة الناصرة خيمة تضامن مع الأسرى، ويقوم النشطاء في الخيمة بنشر معلومات عن الأسرى، تضمن لقاءات مع أسرى محررين. ومن المتوقع أن تنطلق يوم السبت مسيرة تضامن في الشارع الرئيسي في الناصرة.
وحسب المواقع الاسرائيلية، لا ينحصر تصعيد أعمال العنف في الضفة الغربية على الاحتجاجات الشعبية من جانب الفلسطينيين، فهنالك عمليات إرهابية يقوم بها المستوطنون ضد السكان الفلسطينيين وقراهم، يطلقون عليها باسم "دفع الثمن"، على مثيل العملية التي قام بها عشرات المستوطنين أمس، حين تسللوا إلى قرية قصره قرب مدينة نابلس، وأضرموا النار في سيارات تابعة لسكان القرية. وشهدت القرية مواجهات عنيفة بين السكان والمستوطنين مما استدعى تدخل الجيش لفض الاشتباك، وطرد المستوطنين من القرية.