غزة- وكالة قدس نت للأنباء
تشهد المدن الفلسطينية بشكلٍ شبه يومي فعاليةٍ تضامنية مع الأسرى خاصة المضربين عن الطعام، وتشمل وقفات احتجاجية ومسيرات وخيام اعتصام، أمام المؤسسات الحقوقية والدولية المعنية بشئون الأسرى، كمبنى المفوض السامي، ومنظمة الصليب الأحمر، ومقرات الأمم المتحدة وغيرها..
وتكثفت تلك الفعاليات بالأسابيع الأخيرة بالضفة الغربية وقطاع غزة، أمام مباني المؤسسات المذكورة والميادين العامة، تضامنًا مع الأسرى المضربين عن الطعام، وهم "سامر العيساوي، أيمن الشراونة، طارق قعدان، جعفر عز الدين، .."، يتخللها كالعادة كلمات ودعوات للجهات المسئولية، ورفع لصور الأسرى وأعلام الفصائل..
لكن تلك الفعاليات بحسب مختصين بشئون الأسرى، تعتبر تقليدية تخلو من أي إبداع جديد، يمكن أن يحرك ساكن في قضية الأسرى خاصة المضربين عن الطعام أو إحداث أي تأثير يحرك العالم والمسئولين نحو القضية، فكالعادة يشارك بها عدد قليل من فئة معينة تنتمي لتنظيم معين، تبدأ وتنتهي بنفس الطريقة والمكان.
لم ترتقي للمستوى المطلوب ..
وقال رئيس مؤسسة مهجة القدس ياسر صالح لـ "وكالة قدس نت للأنباء" : "إنّ معظم الفعاليات التي تنظمها المؤسسات تضامنًا مع الأسرى، من الواضح بأنها لم ترتقي لمستوى تضحيات أسرانا خاصة المضربين عن الطعام، والذي فاق بعضهم الـ 87 يوم، وأخرين الـ 200 يوم".
وأضاف صالح "وبما أن الفعاليات والتحركات الرسمية والشعبية لم ترتقي لتطلعات وتضحيات وألام الأسرى، فإننا نتطلع لتطوير تلك الفعاليات بما يتناسب لو بجزء بسيط تضحياتهم وألامهم، في ظل تواصل إضرابهم عن الطعام، لا سيما وأنهم دخلوا مرحلة الخطر الشديد".
وتابع "لم نرى أحد من المسئولين خرج وحمل ملف الأسرى معه، كذلك لدينا حوالي 150 سفارة وممثلية بالعالم، من المفترض أنها تحرك قضية الأسرى لكنها لم تفعل شيئًا، وبالتالي لا بد أن تكون هناك فعاليات يومية أمام تلك السفارات والممثليات، تشير لأيام إضراب الأسرى ووضعهم الصحي والتهم الملفقة لهم ..".
وأستطرد صالح "وعليه نرى في ظل هذا الواقع بأن معظم الفعاليات تخلو من الابداع والتأثير على مجريات قضية الأسرى خاصة المضربين عن الطعام"، مطالبًا بأفعال حقيقية من قبل الجميع توصل رسالة قوية للمجتمع الدولي بأننا لن ننسى الأسرى ويجب التحرك بمستوى يليق بمقامهم وتضحياتهم.
وأشاد بالتحركات الشعبية بالضفة الغربية، خاصة أمام السجون الإسرائيلية كـ سجن عوفر وغيره، التي قد تنفرز انتفاضة ثالثة تدفع العالم العربي والإسلامي والغربي للتحرك لمعرفة ما يحدث بالساحة الفلسطينية، من شأنها تغير معادلة الكيل بمكيالين وتنهي معاناة الأسرى، مستدركًا بمطالبة تكثيف تلك الجهود الشعبية كمًا ونوعًا.
ويخوض عدد من الأسرى الفلسطينيين إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، مستمر مُنذ عدة أشهر كـ سامر العيساوي الذي دخل مرحلة الخطر بعد مرور حوالي 210 أيام على إضرابه، وأيمن الشراونة، وطارق قعدان، وجعفر عز الدين وغيرهم".
تضحيات الأسرى تستحق أكثر..
بدوره، شدد مدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الأعرج، على أن تضحيات الأسرى خاصة المضربين عن الطعام، تستحق من شعبنا على المستوى الشعبي والرسمي أكثر من الفعاليات والتحركات الحالية، بما يرتقي لمستوى تضحياتهم وعذابتهم داخل السجون الإسرائيلية.
وقال الأعرج لـ "قدس نت" : "مع بديات إضراب الأسرى كانت التحركات محدودة ولم ترتقي للمستوى المطلوب، ومع مرور الوقت أصبحت قضتهم عنوانًا على المستوى الشعبي والرسمي، والدليل بأنها تولت قضيتهم عنوان الهبة الجماهيرية على الأرض الفلسطينية بكل المحافظات، أمام أبواب السجون كـ عوفر، المسكوبية، الرملة..".
وأضاف "هذه الهبات هي استشعار بالخطر الحقيقي على حياة الأسرى وتعكس مدى التلاحم معهم، خصوصًا أمام اللحظات المصيرية لحياتهم وصمودهم الاسطوري"، مشيرًا إلى أنها لا يمكن الحديث بشكلٍ جازم بأن الفعاليات تخلو من الابداع، لا سيما وأنها تطورت لـ باب الشمس والكرامة وكسر القيد..
وواصل الأعرج "فجميعها حملت وتجاوزت النمط التقليدي، وخرجت لنقاط التماس أمام بوابات السجون المذكورة وغيرها، وأقامت الصلوات أمامها، وهذا بحد ذاته يعد تغير وابداع بالفعاليات، رغم الحدود والحواجز التي تعيق تحرك الجماهير، فمئات الاصابات وقعت جراء المواجهات مع جنود الاحتلال".
وأمضى " فماذا يمكن فعل أكثر من ذلك؟، سوى حجم المشاركة لتصل لألاف المشاركين"، متوجهًا بالدعوة لشعبنا بكل مكوناته قائلاً "المهمة العاجلة على المستوى الرسمي والشعبي هو الانتصار لقضية الأسرى وتحقيق حريتهم، وايصال القضية للمستوى الدولي لأنهم يستحقون ذلك وأكثر".
وطالب الأعرج المجتمع الدولي بالاهتمام بقضية الأسرى وحياتهم، وبتحمل مسئوليتهم أكثر، تجاه حكومة ترمي بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الدولية والقوانين، داعيًا الأمم المتحدة والراعي المصري لصفقات الأسرى بالتدخل لإنقاذ حياة الاسرى، والضغط على اسرائيل للإفراج عنهم، خاصة المضربين عن الطعام، قبل فوات الأوان.