الخليل - وكالة قدس نت للأنباء
أكد المحامي الفلسطيني كميل صباغ أن الشهيد الاسير عرفات جردات اشتكى من أوجاع في الظهر وأماكن أخرى في جسمه نتيجة التحقيق المتواصل معه من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
وقال صباغ خلال تصريحات صحفية مساء السبت:"لقد كنت محامي الشهيد جردات في جلسة تمديد اعتقال هي الأولى منذ اعتقاله في 18/2، جرت الخميس الماضي، في معتقل الجلمة وأن الأسير الشهيد اشتكى من أوجاع في الظهر وأماكن أخرى في جسمه نتيجة التحقيق المتواصل معه، الذي كان يستمر لساعات طويلة، وعلى ما يبدو لم يحصل على التشخيص اللازم لاكتشاف مسببات هذه الأوجاع وبالتالي الحصول على العلاج".
وأضاف المحامي صباغ:"وخلال جلسة المحكمة لفت نظر القاضي إلى معاناة الأسير وأن الأخير كتب في بروتوكول المحكمة إلى ضرورة حصول الأسير على العلاج اللازم، وهو ما لم تقم به مصلحة السجون".
وأشار صباغ إلى أن المحكمة المذكورة مددت الاعتقال مدة 12 يوما.
وزعم بيان صادر عن جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) حول الملابسات التي أدت الى استشهاد الاسير الفلسطيني جرادات في سجن "مجدو" اليوم السبت بان (جردات) بعد أن تناول وجبة الغداء وارتاح،" بات بانه لا يشعر بخير. وتم استدعاء قوات الطوارئ والأطباء الى المكان ليقدموا له العلاج الفوري ولكنهم لم ينجحوا بانقاذ حياته."
وذكر البيان بانه :"فور وفاته باشرت الشرطة الاسرائيلية بالتحقيق في ملابسات وفاته وتم ابلاغ عائلته بذلك"، مؤكدا بأن جرادات لم يضرب عن الطعام خلال فترة اعتقاله.
وحسب بيان الشاباك: "اعتقل جرادات من قبل جهاز الأمن العام في يوم 18.2.2013 وذلك في أعقاب شهادات أدلى بها سكان قريته اتضح منها أنه كان متورطًا بعمليات رشق سيارات اسرائيلية بالحجارة في يوم 18.11.2012 بالقرب من بلدة كريات أربع حيث أصيب مواطن اسرائيلي بجراح".
وقد اعترف جرادات - وفقا للبيان- خلال التحقيق الذي أجري معه بالوقوف وراء عمليات رشق الحجارة وقال في التحقيق الذي أجرته معه الشرطة انه :"خلال عملية (عمود السحاب) شارك بعمليات رشق سيارات اسرائيلية بالحجارة على طريق 60 بالقرب من قريته. وقد كان معروفًا، قبل اعتقاله وخلال التحقيق الذي أجري معه، بأن جرادات يعاني من آلام في ظهره وأنه قد أصيب سابقًا بعيار مطاطي في قدمه اليسرى وبقنبلة غاز مسيل للدموع في بطنه."
وخلال التحقيق الذي أجري معه، وخاصةً في يوم الخميس الماضي الموافق 21.2.2013، خضع جرادات لعدة فحوصات أجراها طبيب ولكن لم يتم العثور في اطارها عن أية مشاكل طبية تذكر ولذا تمت مواصلة التحقيق معه. كما زعم بيان الشاباك.
من جانبه طالب مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بعدم إستلام جثمان الشهيد جرادات من باب الضغط على مصلحة السجون الإسرائيلية وتعريتها والكشف عن وجهها القبيح وفضح ممارسات الاحتلال .
وقال فؤاد الخفش مدير مركز "أحرار" يجب أن لا يتحول الشهيد جردات الى رقم ويجب أن لا يتحول إستشهاده الى مطالبة بالتحقيق في إستشهاده وحان الوقت لإستغلال صفة فلسطين دولة "مراقب" في الأمم المتحدة لتقديم الاحتلال وقادته كمجرمين حرب .
وذكر الخفش أن جردات وطريقة إستشهاده يجب أن تفتح ملفات جميع الأسرى المرضى ويجب أن يقف الشعب على طريقة إستشهاد جردات من خلال الإستعانة بخبراء دوليين لتشريح الجثمان وعدم الوقوف عند المطالبة بتشكيل لجان والشجب والإستنكار .
وقال الخفش إن اللغط القائم حول مكان سكن الشهيد وبلدته وطريقة إعتقاله يوضح الخلل القائم في طرق توثيق طرق إعتقال الأسرى الفلسطينيين وعدم وجود قاعدة بيانات دقيقة وحقيقية لدى الجهات الفلسطينية.
وافاد مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، بأن قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ارتفعت اليوم إلى 203 شهيدا بعد انضمام الأسير الموقوف عرفات جرادات، والذي استشهد،اليوم السبت، في سجن "مجدو" الإسرائيلي.
وأعرب فروانة، عن اعتقاده بأن يكون التعذيب هو السبب الرئيسي لوفاة الأسير لا سيما وأنه موقوف منذ اعتقاله قبل بضعة أيام بتهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال، حيث أخضع خلال تلك الفترة لصنوف مختلفة من التعذيب المميت والمشرَّع قانونا في سجون الاحتلال بالإضافة للإهمال الطبي.
واستشهد الأسير عرفات جرادات من بلدة سعير في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، في سجن "مجدو" الاسرائيلي، بعد أيام على اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
والشهيد جردات متزوج وأب لثلاثة أبناء أكبرهم طفلته يارا وتبلغ من العمر 3 سنوات، وطفله محمد يبلغ من العمر عامين، وزوجته حامل في الشهر الرابع.