ما يجري هذه الأيام في تنظيم حركة فتح في المحافظات الجنوبية يدعو الى القلق والخوف على مستقبل الحركة، فهناك خطى تتسارع نحو ظلام التصنيفات التنظيمية، والأخطر تحويلها الى أمر واقع لا يجوز التغاضي عنه، وكأن تنظيم فتح أصبح ملكا لشخص معينا بذاته دون غيره، حيث يتم حشر القاعدة الفتحاوية المتمثلة في قيادات وكوادر وأطر الحركة بلا وجه عدل أو إنصاف، فالتصنيفات ستحرق الفتحاويين، فيما يريد أصحابها من اشتعالها لخدمة مصالحهم، وإلا كيف يقول بعضهم، ان التوجه نحو التصنيفات سيدفع ثمنها قيادات مرموقة ومميزة لدي القاعدة الفتحاوية بما لها من تاريخ نضالي مشرف يفتخر بها كل فلسطيني على هذه الأرض.
لا ندري من هم الشرعية "المكلف حديثا" في أقاليم فتح في المحافظات الجنوبية ومن هم غير الشرعيين "الإقليم المنتخب المعفي من مهامه"، وكيف احتسبت ارقام وتفاصيل الشرعية بأنهم الأكثرية في التنظيم بلا حصر للقاعدة الفتحاوية على أساس التصنيفات!! ومن يعطي لنفسه حق تمثيل القاعدة الفتحاوية دون رضائها، ففي الجانبين هناك أصوات تعارض تلك التوجهات، لذلك من يتوهم تمثيل القاعدة الفتحاوية فهو مخطأ، ومن يدعي أنه الأكثر قربا الى أبناء فتح، فهو من المعجبين بذكاء الحرباء، ثم ألم نسمع من القاعدة الفتحاوية وهي تردد القول "فتح أكبر من الجميع".
ما يحدث في حركة فتح يشيب له العقلاء، مشروع مصلحي بامتياز غائب عن عقول قيادات التنظيم المركزية والثورى، ونحت مدروس في جدار التصنيفات، وتغييب مزمن لوحدة الحال الفتحاوي، لذلك تتفرج القيادات على مفارقات زمن القائد الواحد للشخص الواحد للقرار الواحد، قيادات بالصدفة في الهيئة القيادية وفي كل إقليم من أقاليم فتح في المحافظات الجنوبية، واستمرار سياسة تعيين القيادات بالصدفة، أو على خلفية الولاء الشخصى لمن يملك قرار التعيين بعيدا عن الكفاءة التنظيمية، وضعف القدرات التنظيمية والالتزامات الأخلاقية لدى بعض قيادات الصدفة، نتج عنه الوقوع فى أخطاء عدم الالتزام بالمعايير التنظيمية والأخلاقية، وفي ظل غياب الوثائق الأساسية المنظمة للعلاقات بين القاعدة الفتحاوية والقيادة والمتمثلة فى غياب النظام الأساسي وجمود قوانين المحبة والأخوة، أدى إلى تخبط واضح فى أولويات الأجندات، مما انعكس بالسلب على مصداقية الحركة وقدرتها المفترضة للتأثير على الجمهور، وكأن تنظيم فتح أصبح ميدانا لتصدير أزمات الأخرين والكشف عن عاهات بعض القيادات، ودعاة سياسة عاجزين عن فهم الحقيقة والقبول بنتائجها!!
لن تستقيم الأوضاع في تنظيم فتح بالمجاملات أو توزيع الابتسامات، ولن تتحقق قوة فتح بمعناها الصحيح بتأجيل حسم ملف التنظيم في غزة أو انتظار التوقيتات، تنظيم فتح في غزة ليس بحاجة الى قيادات الصدفة، طالما أنهم لم ينجزوا ولم يجتهدوا بالمكان الصحيح لبناء التنظيم، وإلا كيف يسمح قائد لنفسه تصنيف القاعدة الفتحاوية بين شرعي وغير شرعي دون أن يحاسب على سلبيته من الأخوة الفتحاوية!! الى أين نحن ذاهبون وهل سوف ننتظر حتي نكتوي بنيران التصنيفات!! ومتى تستقيم إرادة القادة جميعا أمام القدرة على السير بطريق وحدوي من أجل المصلحة العامة للتنظيم!!
بقلم: رمزي النجار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت