نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
يطول الحديث عن هذه المرأة وهذا الاسم، وهذه العائلة التي ذاقت من الاحتلال الكثير، لكنها صبرت واحتسبت وقدمته ذلك في سبيل الله، فهانت عليها مصائبها رغم كل ما يحدث لها.
هذه المرة لن نتحدث مجدداً عن عائلة سعيد بلال من مدينة نابلس، والتضحيات التي قدمتها، من ملاحقة الاحتلال لهم، واعتقال الأبناء وحتى الأم والزوجة، ومحاولة الاغتيال لأحد الأبناء.
يدور الحديث في هذه المرة، عن لقاء لم يتم منذ أربعة أعوام، بسبب الحرمان من الزيارة، وحجة الرفض الأمني من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلية.
إنه لقاء أم بكر بلال (62عاماً)، بولدها الأسير عثمان بلال (38 عاماً)، والمعتقل منذ عام 1996 ومحكوم بالسجن مدى الحياة.
فبعد أن َمن الله على عثمان بالبقاء على قيد الحياة، بعد محاولة اغتياله على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإصابته إصابة خطيرة، الآن تراه أمه وهو في تمام الصحة والعافية يتسلح بالإيمان والعزيمة والإرادة.
أم بكر بلال، والتي جسدت رحلة زيارتها لابنها الأسير بكل ملامحها، وحفظت كل ما كان في تلك الرحلة، قالت لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، إنها فرحت كثيراً لما علمت بصدور تصريح يسمح لها بزيارة عثمان، وجهزت نفسها للقاء الابن الذي لم تلتقي به سوى مرتين خلال 18 عاماً.
وفي حديثها، تكلمت أم بكر عن رحلة الزيارة الأليمة، والتي يشعر الإنسان فيها بالإهانة والذل، عندما يتحكم به يهودي لا أصل له، ويتسلط عليه، لكن رؤية الأحباب تذهب كل تلك المكدرات، وبهم ترتاح النفس التي اتعبها الشوق والانتظار.
وتتابع أم بكر حديثها:" بعد إجراءات الاحتلال المعتادة من الوقوف في الطابور، ومعايشة الأزمة الخانقة التي يلتقي فيها العمال مع أهالي الأسرى المتوجهين للزيارة، والانتظار لوقت طويل، ثم التفتيش أكثر من مرة قبل الدخول لرؤية الأسير".
وحين اقترب موعد اللقاء، وحانت اللحظة الحاسمة لرؤية من غاب عن النظر أربع سنوات، شعرت أم بكر بأن شيئاً ما دخل لقلبها وأشعرها بفرحة غير مسبوقة، عندما شاهدت ابنها عثمان، وهو يبدأ اللقاء بابتسامة تشع صبراً وإرادة قوية.
في تلك اللحظة، وبينما أم بكر تسأل عثمان عن صحته وعن حاله، لتطمئن أنه بخير، كان عثمان يمازح والدته قائلاً:" كبرانة يا أمي وصايرة ختيارة" مما أضحك الحاجة أم بكر، التي لم تشعر بمرور الوقت أثناء الزيارة، وكأنه كان ثانية من الزمن انتهت بسرعة، وليتها تعود.
وفي ذلك اللقاء، تمكنت أم بكر من التقاط صورة مع عثمان، وتمنت أم بكر أن يمن الله عليها بزيارة ابنها الأسير معاذ بلال (42 عاماً)، والمحكوم بالسجن 26 مؤبداً و27 عاماً، وأن تطمئن عليه كما عثمان.
والاحتلال الاسرائيلي لم يكتفي باعتقال ابني الحاجة أم بكر معاذ وعثمان منذ عام 1995، فاعتقل ابنها الأكبر بكر منذ أسبوعين وهو أسير محرر أفرج عنه قبل عام، وتم وضعه رهن الاعتقال الإداري .
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن عائلة الشيخ سعيد بلال من العائلات المجاهدة التي إستهدفها الإحتلال طوال العقدين الماضيين من خلال إعتقال جميع أفراد العائلة بما فيها الحاجة أم بكر التي أستخدمت كوسيلة ضغط على أولادها أثناء خضوعهم للتحقيق .
وذكر الخفش أن هناك مئات العائلات الفلسطينية محرومة من رؤية وزيارة أولادها الأمر الذي يعتبر مخالفا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية .