عرفات جرادات .. الرقم الصعب لدى الإحتلال ..!!

بقلم: نصر فؤاد أبو فول

صدقا أخي الشهيد البطل عرفات جرادات لا أعلم ماذا أكتب وماذا أقول , صدقا فكل الكلام يقف عاجزاً تقديراً لتضحياتك الشجاعة وحريتك المهدورة , وانتصارك على السجان ..
لا أريد أن اكتب كلمات الزخرفة ولا غير ذلك , لاننى لا احتمل الغضب الذي أصابني عند سماع نبأ استشهاد البطل المقدام الأسير عرفات جرادات ابن الخليل , وكم كانت الصدمة حين استمعت لزوجته وهى تبكى وتتحدث بمرارة " ودع أبنائه وضابط الاحتلال قال ودعهم فلن تراهم بعد اليوم " .
نعم فالذي أصابني أصاب كل فلسطين وأصاب الأرض الحنونة التي احتضنته بدمائه الزكية المدافعة عن ثرى فلسطين وأرض غزة العزة , فلك جنات الخلد يا عرفات فوا لله فزت ورب الكعبة , وعند أمل يروق في بالى أن استشهادك سينير الطريق أكثر في تحرير فلسطين من دنس الصهاينة وتحرير أسرانا .
يا لهذا الخبر ويا لهذه الصور عندما تودع الأم الحنونة والأب الحنون والزوجة والأولاد ابنهم البار الشهيد عرفات فى هذا اليوم العصيب الأليم , يا فرحة عرفات بالشهادة فكأن وجهه الذي يشع نور يتكلم , رحم الله الشهيد وأدخله جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار .
فزت يا عرفات وفازت فلسطين باستشهادك مدافعا عنها, مدافعا عن الأرض وضد الظلم والقمع والاستمرار فى قتل الحرية , فجرأتك أرعبت المحتل الغاصب وأصابه الخوف فقام بقتلك, فلم يعلم أن عرفات سيخلفه ألاف العرفات , ربما ترحل عنا اليوم إلى جنات الخلد .. يامن رسمت لنا بدمائكم الزكية الطاهرة طريق النصر .. طريق الأيمان .. طريق القوة والثبات .. لن نقول لك وداعا .. بل إلى اللقاء .. لأن الفلسطيني سيبقى مشرع شهادة.
فعلا يا عرفات لم تنل منك قوات الإرهاب الصهيونية الحقيرة إلا بعد أن أذقتهم مرارة الألم التى يعيشها شعبك رافضا الذل والهوان ..فهذه الجريمة التي تؤكد للجميع وتفضح كل من لا يريد رؤية حقيقة هذا العدو الغادر الجبان الذي لا يفهم سوي لغة النار والانفجار.. فعدوكم يتخبط بدمائه الدنسة ويتخبط منهزماً مكسوراً أمام عظمة تضحياتكم وصلابة إرادتكم الفولاذية حتى باتت قيادة عدو الله وعدوكم بأركانها من تل أبيب من اجل القضاء علي الشعب الفلسطيني ورموزه المناضلة وصب الزيت على النار .
إننا يا عرفات إذ نجدد العهد والقسم مع الله ودماء كل الشهداء والشعب الفلسطيني بالاستمرار ضد المحتلين أينما وجدوا لتحرير أسرانا ومسرانا, لان الجرائم لاتتوقف عند حدودها فتجاوزت كل المواثيق والأعراف الدولية ,ولذلك فإن العمل الوطني أيا كان نوعه فإن مصبه في تحرير الأرض والحفاظ عليها.
لقد قضى الأسير الشهيد عرفات واقفاً متمسكاً بالحقوق ثائراً في وجه الاحتلال وغطرسته متحدياً لكل أشكال الظلم والانحياز للعدوان، فانتصر بحريته على الإحتلال الغاصب , فتتقدم قوافل الشهداء ممن اختارهم الله لهذا المقام العظيم..ليسطروا بدمائهم ملحمة الرباط والمقاومة في فلسطين.. ويتسابق عشاق الجنة نحو غايتهم المنشودة .. يختارون بذلك كيف يموتون .. وكيف تكون التضحية من أجل فلسطين الإسراء والمعراج.. هذه آثارهم : من هنا مروا .. ومن هنا خرج العدو هاربا من تصميمهم وعزمهم وحرصهم على الاستشهاد .. فاحضنيهم يا قدس مشاعلا من ضياء تنير عتمة طريق الحرية الطويل ..
فمهما تكن التضحيات عظيمة فإن المقاومة سوف تستمر و سوف تنتصر بإذن الله.. فبالرغم من القتل والتدمير والمجازر سيظل شعبنا الفلسطيني صامداً مرابطاً فهو لم يعرف بأن شباباً طلبوا الموت فكانوا من أجله محررين لفلسطين وسقط منهم الشهداء والجرحى والأسرى ولكن لم يضعف من عزيمة الأبطال.
فلك الله أخي عرفات وأنت في ذمته, لك أن تفخر بأنك وإن ترجلت عن صهوة خيل الجهاد، فقد تركت خلفك أبطالا للمجد ترنوا بفلسطين وكل الشرفاء والأحرار، وعلى درب ذات الشوكة نصر أو استشهاد.
وأقولها وصية شهيدنا الذى كان مأسورا للاحتلال " الوحدة الوطنية " سبيل طريقنا لتحرير الأسرى الأبطال الذين يقفون بكل بسالة وشجاعة ضد الإحتلال .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت