من خلال المعايشة اللحظية لواقع حركة فتح في غزة لم يعد هناك من يهتم بأمور التنظيم رغم تباكي عقلاء التنظيم على مصلحة ووحدة وتماسك الحركة، وما آلت إليه أوضاعنا التنظيمية في غزة من مناكفات وصراعات داخلية وإصابة جسد التنظيم بالوهن والاستكانة والخنوع والتراجع، ولا نبالغ حينما نقول بأن الحركة في حالة انهيار في أطر الحركة نتيجة لاستمرار مسلسل التهميش وعن سبق إصرار من أجل إشباع رغبات وأهواء قيادات اليوم، ونحن هنا لا نضع الجميع في قارب واحد، رغم أنهم تجاوزوا في حرمة الفتح وأبنائها كل حدود، من خلال تسويقهم لتوجهات شخصية بوهم التصنيفات، فيما الصحيح أن الفتحاويون يحبون بعضهم البعض، فقد جربوا مزاجهم الشخصي المعكر بالولادة، وقرئوا أكثر من مرة عشقهم للموقع، الذي جاء إليهم بالصدفة ولم يضحوا في سبيله، قيادات تظهر للواجهة بالصدفة وتختفي بأسرع من ذلك، هذا الواقع الذي قد يعصف بمستقبل وحاضر وماضي الحركة، وقد تصل أمور التنظيم إلى حالة يستحيل معها إصلاح وتصويب مسار الحركة، ولا نعلم أين تسير الأمور في كواليس قيادة التنظيم، ولا نسمع لهم قولاً أو رأياً وأن لا حياة لمن تنادي، وكل ما نسمعه أخبار بتداولها وسائل الإعلام، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
ومن منطلق الحرص على حركة فتح في غزة لقد آن الأوان لوضع الأمور التنظيمية في سياقها الحقيقي نحو تلبية الرغبات القوية لقواعد حركة فتح في غزة نحو إحداث التغيير المطلوب في تركيبة الهرم القيادي بما يلبي طموحات كافة كوادر وعناصر الحركة الذين يتطلعون دوما إلى لملمة صفوف الحركة في غزة بعيدا عن التصنيفات والإقصاء والتهميش، فالفرصة قائمة نحو المكاشفة والصراحة والوضوح في طرح البرامج التنظيمية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفقا لتكليفات مدروسة وغير متسرعة لتأتي في سياقها الصحيح وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وإتاحة الفرصة الكاملة لترميم البيت الداخلي وفق رؤية متفق عليها على قاعدة توحيد الجهد الفتحاوي على قاعدة فتح أخوة محبة عطاء، وإقرار التوجه العام نحو عقد مؤتمرات الإقليم والمناطق بمشاركة كافة أطر التنظيم في العملية الديمقراطية وصولاً إلى قيادات منتخبة من القواعد التنظيمية.
أريحونا أيها القادة من غروركم، واستريحوا أنتم أيضا من وهم القيادة والتفرد بالقرار، أو قيادة مشروع مزاجي عابر، وأنتم في أنفسكم لا تعرفون عن القاعدة الفتحاوية إلا ما يزيدكم ظهورا في المناسبات، فهل هكذا تقاد حركة فتح في غزة؟ سؤال ننتظر إجابة عليه من عناوين العقلانية، وحبذا لو اجتهدت أكثر كل مرجعيات التنظيم نحو لملمة اطر الحركة في سياقها الطبيعي الذي تعودنا عليه على مر تاريخ التنظيم العريق وإعادة الاعتبار للقاعدة الفتحاوية التي تنتظر المزيد من القيادة على أمل !!
بقلم: رمزي النجار
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت