ليس من قبيل الترف أو الإطراء أن نكتب عن الوضع التنظيمي في المحافظات الجنوبية، ولكنه من الراسخ في الوعي التنظيمي والفعل الحالي أن هذا الوضع أصبح اليوم متقدماً عما كان ، ولكي لا نظلم أحد نقول أن النجاحات التي سجلت للتنظيم لم تكن صناعة فردية أو وفق حسابات خاصة .. بل أن الكل الفتحاوي قد شارك في دعم هذا النجاح، لأن الكل أيقن أن هذا النجاح هو نجاح الجماهير التي تنتمي الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " حركة التحرر الوطني المؤمنة بأن الوطن لا يقبل القسمة على الانقسام وأن حركة فتح العملاقة لا تقبل القسمة على أكثر من واحد .. فكما الوطن واحد فإن الحركة واحدة .. هكذا نفهم وهكذا يجب أن تترسخ هذه المفاهيم .
لقد قرأت التعميم الأخير الذي صدر عن الأخ د. نبيل شعت المفوض العام للتعبئة والتنظيم بالمحافظات الجنوبية، ولفت انتباهي هذا الحرص الكبير من المفوض العام نحو " تواصل الجهود والعمل الجاد لترتيب الأوضاع التنظيمية في المحافظات الجنوبية بما يحقق لجماهير الحركة آمالها ويستجيب لتطلعاتها ويجعل الحركة على مستوى الرهان والتعويل عليها".
نعم أحسن الدكتور نبيل وهو يربط الترتيب التنظيمي بتطلعات الجماهير، هذه الجماهير التي اثبت أنها مع القيادة ومع توجيهاتها، وأنها جزء لا يتجزأ من المشروع الذي قاده الرئيس محمود عباس وهو ينتزع شهادة ميلاد دولتنا الفلسطينية ويؤسس لحضور فلسطيني باسم " الدولة " بالرغم من كل المعيقات وكل المحاولات لكي لا تستخرج هذه الشهادة الدولية لفلسطين ... وانتصرت فلسطين وانتصرت الدبلوماسية الفلسطينية ..
وحين خرجت غزة لتحتفل بدحر المحتل كانت فتح بقيادتها ومفوضها العام تعلن أنها جزء لا يتجزأ من هذا الانتصار وهذا الاحتفال وأنها صدقت في ما أقرته في مؤتمرها السادس حول حق المقاومة وحق الدفاع عن الأرض والإنسان ..
ولأن فتح حركة جماهيرية عملاقة وبعد ما حققته في المهرجان المليوني في غزة وكان يوم 4/1/2013 مفتاح لأبواب كانت مغلقة وتفسير لكثير من الأقاويل التي قيلت وشمس ذهبية سطعت بكل قوة ، بدأت تتفتح أزهار الوعي التنظيمي من جديد ، وهذا ما نسميه جميعا " بالاستنهاض الحركي " .. نعم فالأجيال تتعاقب وللشباب حقوقهم ومكانتهم وللأطر التنظيمية حضورها وللهيكل التنظيمي مهام ومبادئ يحتكم إليها .. لقد كان فجر 5/1/2013 مختلف عما سبقه ، كانت فتح رافعة رأسها شامخة ، وكانت قيادات فتح وكوادرها وشبابها يتحدثون بكثير من البهجة عن أنفسهم وعن مشاركتهم وعن ما قدموه وبعضهم يتحدث عما تطوع فيه او تبرع به .. إنها حالة فتحاوية فريدة أعادت اللحمة المطلوبة للأم الكبيرة التي انتظرت بدموع الفرح عناق أبناءها ..
خلال سنة واحدة استطاع د.نبيل شعت المفوض العام للتعبئة والتنظيم المحافظات الجنوبية أن يلفت نظر الجميع ان فتح بتنظيمها قوية وباقية وقادرة أن تحقق الانجازات ، فكانت عملية الاستنهاض الأولى ودمج الخبرات والكفاءات والتخصصات في عملية قيل عنها أنها لن تصبر إلا أيام وتنهار ، ولكنها صمدت برغم أقل الإمكانيات المتاحة على مدار 17 سنة ماضية ، وصنعت مع الجماهير الانجازات الحقيقة ، فأعادت للتنظيم حضوره القوي ولم يعد التنظيم جسم ورقي أو أجزاء غير متصلة أو أسماء كبيرة وأخرى غارقة في النسيان ، بل أظهرت مقومات نجاح الانطلاقة أن الشعبة التنظيمية كانت القيادة التي نقلت الفكرة للجميع ، وحافظت على الوحدة الوطنية ورسمت السياسة الوطنية في أيام العدوان على غزة وبنهاية العدوان التحمت مع الكل الفلسطيني في سابقة لم تكن موجودة ، وبعدها ظهر الحضور الفتحاوي والتنظيمي وبقوة .. لم يكن د. نبيل غائبا عن المشهد بل كان واحدا بين الجماهير يعتلي عربة الإذاعة والآلاف تهتف خلفه لفلسطين وللقيادة ولسيادة الرئيس ابومازن ولصمود غزة وانتصارها ولحركة فتح الأبية ولكل الشهداء والجرحى .. فتقدمت فتح وأعلنت أنها مع المصالحة تطبيقا وبرنامجا حقيقيا .. وكان لها أن تحتفل بالانطلاقة المليونية التي أيضا كان المفوض العام بين أبنائه وإخوانه والكوادر والهيكل التنظيمي ، ورسمت اللوحة الفتحاوية التي اتسعت للجميع وشكلت منعطفا جديدا بل خريطة جديدة، وفهم العالم الرسالة وتغيرت النظرة الى فتح .. فكان الانجاز .. وتواصل العمل وبدأ الهيكل التنظيمي يتحول من الأسماء الى المهام الفعلية ، فعرف كل عضو مهامه والمطلوب منه أن يحققه ، فكان اختبار التسجيل وتحديث السجل الانتخابي ، فظهرت فتح مرة أخرى جميلة وقادرة أن تصنع المستحيل وتظهر النتائج أن عملية التحديث قد نجحت، وأثنى الجميع على الهيكل التنظيمي الذي عمل ليل نهار تحضيرا ومتابعة حتى اللحظة الأخيرة.
هذه هي فتح باختصار شديد في سنة من عمرها بقيادة الأخ د. نبيل شعت المفوض العام للتعبئة والتنظيم بالمحافظات الجنوبية ، إنجازات لا ينكرها أحد ولا يمكن لأي إنسان أن ينكر فيها حضور ودور د. نبيل، وللتاريخ نقول أنه عمل في ظل أصعب الظروف التي مرت على الحركة منذ قدوم السلطة الفلسطينية، وبل عمل في ظل مطالب جماهيرية كبيرة جدا بعد سنوات عجاف من الانقسام .. نجح التنظيم في ان يرتب أوراقه وان يستنهض برغم المعيقات الكبيرة .. نجحت قيادة فتح في غزة في تعزيز مفهوم العمل التنظيمي .. وحين نقول نجح التنظيم ونجحت قيادة غزة فسوف نقول نجح د. نبيل شعت المفوض العام للتنظيم وللقيادة في غزة .. قلنا في بداية حديثنا أننا لا نتحدث ترفا أو مبالغة ، بل نقول أننا كتبنا عن جزئيات صغيرة في مسيرة عام كامل .. ونحن على ثقة تامة ان من يبني الجسر يعلم تماما أن عشرات الآلاف سوف يعبرون فوقه .. لهذا يسعده دوما استمرار العبور ومواصلة البناء .. وفتح مستمرة في العبور إلى الانجازات وستواصل البناء والاستنهاض التنظيمي .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت