مؤسسات الجالية وغياب البديل الديمقراطي بالبرازيل

بقلم: جادالله صفا

ان الخروج من الحالة التي تمر بها المؤسسات الفلسطينية هي بحاجة الى مجهود جماعي خالي من الانانية والمحسوبيات، يعتمد بالاساس على حجم الوعي الذي يجب ان يتمتع به النشطاء بكيفية التعاطي مع الوضع الحالي المأزوم لمعالجته، فالمؤسسات الفلسطينية بالبرازيل يجب ان تكون بعيدة عن الحسابات الفردية والشخصية التي يتعامل بها العديد من الافراد بالجالية الفلسطينية.
قد يعتقد البعض ان اي اتفاق يحصل على مستوى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية لمعالجة وضع المنظمة، انه بامكانه اخراج المؤسسات الفلسطينية ايضا من وضعها المأزوم، ولكن متابعة واقع التجمعات الفلسطينية بالشتات قد تكون بعيده عن هذه التكهنات، وان الحديث عن واقع المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل كمثال هو لمعرفة حجم المأزق التي تمر به هذه المؤسسة، وطرحها بطريقة علمية تكون اقرب الى الواقع.
قد يعتقد البعض ان الاتفاقيات قد تصل بهذا الفرد او ذاك الى موقعه الطامح لتمثيل الجالية الفلسطينية، فهذا الاسلوب المشروط لتفعيل اي مؤسسة مرهون بمنصب تمثيلي للجالية او التجمع الفلسطيني لم ياتي للجالية الا بمزيد من التدهور والانهيار والتفكك.
خلال العام الماضي واثناء التحضيرات للمنتدى الاجتماعي العالمي فلسطين حرة، طرح تيار بالجالية الفلسطينية نفسه كبديل لاتحاد المؤسسات، على اساس انه يأتي بافرادا وافكارا جديدة ورؤية بديلة تقدمية وديمقراطية سمى نفسه الاتحاد الديمقراطي، ولكن ما انتهى المنتدى حتى تلاشى الاتحاد ولم يعد له ذكرا اطلاقا. ولكن ما السبب؟
ان ايجاد البديل للنهج السياسي المهيمن والمسيطر على المؤسسات الفلسطينية هي مهمة من المهمات التي تكتمل بها عملية التحرير الوطني الفلسطيني، فالجالية الفلسطينية ومؤسساتها بالبرازيل هي بالواقع بحاجة الى كوادر ثورية ديمقراطية واعية لفهم واقع الجالية، قيادات تكون كفؤة وقادرة على الاجابة على اسئلة الجالية واحتياجاتها، كوادر قادرة على الاندماج باوساط الجالية والتعلم منها وتعليمها وتنظيمها وتثويرها، بحاجة الى الى كوادر متواضعة ووفية لاسر الشهداء والجرحى والاسرى، فالجالية الفلسطينية والمؤسسات الفلسطينية بحاجة الى كوادر مبدئية ونشطاء صادقين لا يعرفون النفاق والانتهازية والفساد والشللية، جاليتنا الفلسطينية ومؤسساتها ليست بحاجة الى قيادات تاتي اليها ليرتفعوا على اكتافها ويتنكروا لمبادئها وجوهرها الاخلاقي.
ان الكادر الواعي والمؤمن بعدالة قضيته، هو ذلك الكادر القادر على بناء المؤسسات والانتماء اليها، وحث الجالية على الانتماء والانتساب لهذه المؤسسات، والحفاظ على الوحدة والتكاتف والترابط بين ابناء الجالية، والعمل على تذليل كافة العقبات التي تقف عائقا امام تحقيق ما تطمح له الجالية.
لا يكفي ان نرفض الواقع وان نلعنه، ولا يكفي ان نحمل الاخرين مسؤولية ما آلت اليه السياسة العفنه التي مارسها الاخرون، وانما طرح البديل من خلال البرنامج الواقعي والمنطقي والقائم على فهم الامور فهما علميا، ويضمن اوسع انخراط من ابناء الجالية الفلسطينية بكل ما يهمها ويهم القضية الفلسطينية بشكل عام، فجاليتنا الفلسطينية لا تغض النظر اطلاقا عن ما يدور بداخلها، وعندما تشير باصابعها محملة المسؤولية او اتهام بالعجز فهي صادقة بمواقفها رغم عفويتها، فاين البديل؟ وهل هو موجود؟ فرغم كل خلافات الفصائل الا ان شعبنا وجاليتنا رفضوا الانجرار الى مواقع المواجهة.
لذا فان البديل الديمقراطي لن يأتي عبر تجميع الاطر الجاليوية الكمية والشكلية، او عبر الجمود والتخلف او الجثث القديمة، وانما ستاتي عبر خلق جديدة، وان الولادة الجديدة التي تحتاج الى مخاض طويل وعسير، ستخلق قيادات جاليوية واعية وثورية تلتحم بالجالية وتسير بمقدمتها في المسيرة الطويلة حتى تحقيق الانتصار.

جادالله صفا – البرازيل
02/03/2013

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت