نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
"ما أصعب فراق الأحبة... وما أقسى قلب ذلك العدو الذي تسبب بالفراق... نعم ذلك العدو هو المحتل الإسرائيلي الذي يفرق شمل العائلات، ويحرمها من العيش بسلام في ظل من تحب"، هذا هو حال عائلات الاسرى الفلسطينيين.
حملات الاحتلال الإسرائيلي الاعتقالية مستمرة لا تتوقف، فمنذ عقود من الزمن، والاحتلال الإسرائيلي يزج الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في سجونه، يمتهنهم ويعذبهم.. يعزلهم ويحرمهم من الزيارات ومن التواصل... وكثير من العقوبات والتشديدات يلقونها من السجان الإسرائيلي.
هنا عائلة من بلدة بيتا، جنوب مدينة نابلس، تفتقد اثنين من أبنائها اللذين يقبعان داخل سجنين متفرقين والمحتل واحد بالطبع.
الأسيران هما: نصر وناصر محمد يوسف برهم، وهما الابنان الأكبران في العائلة واللذان كانا يعيلان أسرتهما، بعد أن خرجا من المدرسة وتركا التعليم.
عائلة الأسيرين نصر وناصر برهم، تتحدث لمركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، عن ابنيها الأسيرين، واللذين تفتقدهما بشكل كبير، وتشتاق لرؤيتهم ولعودتهم للبيت.
بدأ الحديث، الوالد الحاج أبو ناصر، الذي قال:" لا تكفي زيارتي لهم في الشهر مرة واحدة، ولا رؤيتي لهم من خلف القضبان والزجاج، أنا أشتاق لضمهم وعناقهم وتقبيل جباههم الطاهرة، والآن، لا أحمل في حياتي هماً إلا همهما، وأتمنى من الله أن يطيل بعمري وأراهما أحراراً".
وتحدث أبو ناصر لأحرار، وروى قصة الابنين، فابنه نصر مواليد عام 1981، اعتقل بتاريخ 25/4/2004 من المنزل بعد مداهمته وتفتيشه، ومكث نصر في التحقيق أشهراً طويلة، إلى أن صدر الحكم ضده بالسجن مؤبدين و 20 عاماً، والتهمة التخطيط لعملية فدائية، وإرسال منفذ لعملية فدائية أخرى، ويقبع نصر حالياً في سجن إيشل.
ويضيف أبو ناصر لمركز "أحرار": استطاع نصر أن يقدم لامتحان الثانوية العامة والنجاح فيه داخل السجن، وهو الآن يدرس التاريخ الإسلامي.
أما الابن الأكبر ناصر وهو مواليد 1980، فاعتقله الاحتلال بعد شهرين من اعتقال شقيقه نصر، وبالتحديد بتاريخ 21/6/2004، من منزله أيضاً، وحكم ناصر بالسجن مدة عشرين عاماً بتهمة السلاح وإطلاق النار.
ويكمل والد الأسيرين:" لم أشعر في يوم من الأيام، أو أشك أنهم يقومون بتلك الأعمال، فكانوا متكتمين ولا يعطون أسرارهم لأحد من شدة حرصهم، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي والذي يلاحق كل شيء، اعتقلهم وها هو يحكم عليهم بالسجن سنوات طويلة.
أما أنور 22 عاماً، وهو شقيق الأسيرين، وهو من أم ثانية إلا أنه كان على الدوام برفقة شقيقيه ، وكان يترك بيتهم ويذهب للنوم ببيت نصر وناصر، يتسامر معهم، ويحدثهم.
يقول أنور:" كان نصر وناصر حريصين على الدوام على نصحي وإخوتي، ومساعدتنا في كل ما نريد.
وبلهجة حزينة، تصف الاحتلال وساديته، ذكر أنور "لأحرار" أن شقيقيه كانا في سجن وغرفة واحدة، إلا أن الانقسام المقيت بين فتح وحماس، دفع الاحتلال لتفرقة الأشقاء حتى، فوضعهم كل في سجن منفرد.
عائلة أبو ناصر برهم، الصغير والكبير فيها، يفتقد نصر وناصر في كل لحظة ومناسبة، متمنين لهما التحرر وفك القيد.
وقال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لحقوق الإنسان إن هناك قوانين في السجون الإسرائيلية تمنع اجتماع الأشقاء مع بعضهم البعض تحت ذرائع وحجج واهية وهي بذلك تحاول الضغط على الأسير وتعذيب العائلة أثناء الزيارة التي قد يكون ولدها في سجن بالشمال والآخر بالجنوب .