غزة – وكالة قدس نت للأنباء
من حياة الأسرى داخل السجون، من بين اقبية التحقيق وذكريات الرفاق، جاء معرض "أرواح لا صور" ليكون محطة يعرض فيها اسرى فلسطينيين رحلة صعبة أبعدهم فيها الاحتلال الاسرائيلي عن عيون ذويهم وأحبائهم لسنوات طويلة، من خلال صور وفيديوهات تم التقاطها لهم وتهريبها خارج السجن .
افتتح معرض"أرواح لا صور" الذي أقامته رابطة الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة، بحضور رئيس وزراء حكومة غزة اسماهيل هنية والعشرات من الأسرى المحررين وعائلات أسرى مازالوا في السجون ينتظرون لحظة الحرية لفذات أكبادهن .
ويضم المعرض الذي سيستمر ثمانية أيام (200) صورة لأسرى فلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية، بينت علاقاتهم الاجتماعية التي يعيشونها يومياً ، وكيف يقضوا أوقاتهم في غياب الأحبة عنهم ، في حين برزت صور أخرى لأسرى وهم في غرف التحقيق ومحطات هامة عاشوها في هذه السجون ، وقد احتوى المعرض على مجموعة لفيديوهات توضح حجم المعاناة الصعبة التي يعانويها الاسرى في السجون لدحض ما يروجه الاحتلال بأن واقع الأسرى ليس صعباً .
الأسير المحرر أحمد الفليت ، الذي أمضي داخل الأسر 20 عاماً، هو صاحب فكرة المعرض وقد اعتقلته قوات الاحتلال الاسرائيلي بتاريخ 27/5/1992م ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة حتى أفرج عنه ،في صفقة "وفاء الأحرار" التي ابرمت بين حركة حماس واسرائيل برعاية مصرية بتاريخ 18/10/2011م .
ويقول الفليت لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء " طارق الزعنون ، " أنا كأسير محرر أحمل أمانة ورسالة الأسرى وكان لابد من عمل يظهر المعاناة التي يعانيها الأخوة داخل السجون ، حيث بدأت الفكرة منذ خمسة شهور، بأن أقيم معرض تعرض فيه صور وفيديوهات للأسرى داخل السجن ، تم جمعها أثناء وجودي في السجن وجزء منها كانت ترسل لأخي خارج السجن الذي كان يقوم بإيصالها لأهالي الأسرى الممنوعين من زيارة أبنائهم ".
ويوضح الفليت أنه جمع (10) ألاف صورة وما يقرب (200) مقطع فيديو ، والتي تم التقاطها من خلال الأجهزة الخلوية "الجوالات " التي كانت تهرب للأسرى داخل السجون الإسرائيلية ، حيث بدأت "معركة الجوالات" كما يصفها ، في مطلع عام 2000م .
ويضيف " في ذالك الوقت بدأت محاولات تهريب " الجوالات " حتى مطلع 2008م وهو العام الذي تمكن فيه الأسرى من الحصول على أول " جوال " وقد بلغ سعره في ذلك الوقت داخل السجن حوالي "60" ألف شيكل !! كما يقول الأسير المحرر الفليت .
وحو اسم المعرض " أرواح لا صور " يقول الفليت "تم اقتباسهُ من حياة الأسرى داخل السجن ، لان المعرض لا يركز على وجوه الأسرى بل على حياتهم التي يعيشونها وواقعهم وكيف تتم العلاقات الاجتماعية بينهم ، والمحطات التي يمرون فيها داخل الأسر" .
وبين أنه عرض الفكرة على رابطة الأسرى والمحررين والتي تعبر عن كل الأسرى الفلسطينيين في السجون، وأقيم المعرض حتى لا يأخذ اى طابع حزبي ويكون قد مثل كل الأسرى بغض النظر عن انتماءاتهم الفصائلية .
وشهد المعرض حضور متضامنين تونسيين من قافلة "الربيع العربي" التي تزور القطاع هذه الأيام ، وزوجات وأمهات وابناء اسرى كانوا من بين الزائرين حيث تهافتوا إلى رؤية صور أسراهم ، فلم يتمالك بعضهم نفسه عندما عادت الذكريات بهم لأحبتهم الذين ابعدوا عنهم قسرا .
ففي إحدى جنبات المعرض وضعت صورة للأسير صلاح أسعد أبو صلاح , المحكوم 22 عاماً , وهو يقف داخل سجن نفحة الصحراوي وكتب عليها " يكفي التحديق في عالمك الهزيل وجسدك المنهك , وارتعاش المكان من حولك ما يخفي تلك البوابات الحديدة سجن لا يشبه المقابر وموت بطيء أصم يأتي أو لا يأتي "، حيث لم تتمالك أمه نفسها عندما رأت صورة فلذت كبدها صلاح ، وقد أمسكت الأم بصورة ابنها الأسير الأخر فهمي أسعيد أبو صلاح المحكوم 17 عاماً وبجانبها وقفت زوجته التي أجهشت في البكاء لتختلط الدموع بالصور وبريق أعينهم يقول لقد طال الانتظار .
ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم اسرائيل في سجونها ومعتقلاتها إلى ( 4750 ) أسير من كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، الغالبية العظمى منهم ويشكلون ما نسبته ( 82.5 % ) هم من سكان الضفة الغربية ، و( 9.6 % ) من سكان قطاع غزة ، والباقي من القدس والـ 48 ، وهؤلاء موزعين على قرابة 17 سجنا ومعتقلا ومركز توقيف أبرزها النقب ، عوفر ، نفحة ، جلبوع ، شطة ، ريمون ، عسقلان ، هداريم وايشل وأهلي كيدار ، هشارون ، الرملة ومجدو .
عدسة " وكالة قدس نت للأنباء" زارت المعرض وأعدت التقرير التالي بعدسة: محمود عيسى