إشاعات .. فتاوى .. تكهنات .. حالة من الضياع يعيشها موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية ، ست سنوات ونيف مرت دون وضوح للرؤية ، وما يتم هو عبارة عن مجموعة من القرارات تم اتخاذها نتيجة ما حصل في غزة عام 2007م أدى لانقسام الوطن إلى شطرين ، تبعها أزمة مالية مرت بها السلطة الوطنية ولا زالت ، وكان لها الكثير من التأثير على كافة مناحي حياة الموظفين .
عاش موظفي السلطة الوطنية حالة من التشتت لعدة أسباب أولها كيفية الاتصال مع المؤسسة أو الوزارة التي يتبع لها في ظل قيود مورست ضده ومنعته من الاتصال حتى لا يقع تحت طائلة المسؤولية ، كما حصل مع البعض بتهمة التخابر مع رام الله ، وثانياً عدم وجود قنوات اتصال رسمية ومرجعيات تعطيه ما يريده من استفسار ، لدرجة أن الموظف أصبح على قناعة بأن أصحاب القرار في رام الله لا يريدون إعطاء غزة أي شيئ ، وما يتردد من شعارات ما هي إلا للاستهلاك الإعلامي ، كيف لا وعدد كبير من الموظفين كانت الهواتف تقفل في وجهة ، وآخرين كانوا يتصلون على أرقام غير موجودة بالخدمة ، وكأن الرسالة تقول أننا ارتحنا من غزة وهمومها وموظفيها ، وما يربطنا بها هو الراتب ، والي قد يُقطع لمجرد وصول تقرير كيدي من أحد المخبرين .
موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية التزموا بقرار السلطة بعدم الالتحاق بعملهم ، برغم وجود بعض الأخطاء في هذه القرارات بما يتعلق بقطاعي الصحة والتعليم ، لأن هذان القطاعان هما من أكثر ما يحتاج لهما المواطن ، في ظل تردي الأوضاع الصحية ووجود الحصار ، ناهيك عن العدوان الإسرائيلي لمكثف الذي لم يتوقف على غزة منذ العام 2008م وحتى الآن ، ولقرار السلطة الوطنية تبعات كان يجب أن يتم تداركها ، وهو إيجاد نقاط اتصال رسمية ومُعلنة وتوفير عدد من الموظفين المختصين لقطاع غزة ، يكونوا مرجعية لكافة طلبات الموظفين المدنيين والعسكريين ، حتى لا يتعرض الموظف للابتزاز والمتاجرة بأدنى حقوقه وهو الحصول على فيشه الراتب ، حيث وصل الأمر لبعض المكاتب توفيرها مقابل مبلغ خمسون شيكل
يومياً يسمع الموظفين أخبار يتم تناقلها ، هذه الأخبار جزء كبير منها تخرج عبارة عن إشاعة ويتم تناقلها بشكل سريع جداً ، وللأسف لا تجد أي مسئول رسمي يقوم بتصحيح أي معلومة أو نفيها أو تأكيدها ، وتنشط معظم هذه الأخبار مع الحديث عم المصالحة الفلسطينية ، حيث تبدأ التكهنات ... منهم يتحدث عن تقاعد مُبكر ، وآخر يؤكد أن الكشوفات جاهزة ، وللأسف فالكُل يتحدث ويجعلك تشعر وكأن الحكومة في رام الله استشارته شخصياً في الموضوع من شدة تأكيده عليه .
ليس من الصواب أن تستمر هذه الحالة ، وأن يستمر التلاعب بمصير وحقوق الموظفين ، فهناك استحقاقات للموظفين مر عليها سنوات ، وهناك رتب مستحقة منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وهناك الضباط الجامعيين ، وقضية تفريغات 2005م ، والعديد من المشكلات التي تحتاج لحلوا جذرية وليس لتسويف وتلاعب بالكلمات وتضييع للوقت ، وآن الأوان أن تُدرك كُل الأطراف السياسية أننا أمام مأساة اجتماعية ووطنية ، فهناك أجيال لديها من الخبرة والقدرة على العطاء ما يؤهلها لأن تقود دول متحضرة ، ومن المؤسف أن يتم تضييع أعمارهم نتيجة الخلاف السياسي وحالة الانقسام الداخلي الفلسطيني .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت