هو شيوعي يساري اشتراكي، انسان يحمل في ثنايا قلبه حب الوطن وعشق الفقراء، أممي حقيقي مناصر للشعوب المضطهدة، ومدافع أمينا عن قضاياها العادلة، والاهم انه المتمرد المتحدي للولايات المتحدة الامريكية ولسياستها المتغطرسة تجاه بلاده وشعوب العالم المسلوبة الحقوق، والثائر ضد كل قوى رأس المال التي تتاجر بدماء الشعوب ومقدراتها، لتستبيح استقلالها، ولتلجم تطورها الوطني بما يحقق مصالحها الاستغلالية القذرة .
هو "هوغو تشافيز" المناضل الاحمر بقلبه ودمه وفكره وإرادته، المنتصر لشعوب الارض ولكل المستضعفين في العالم في قلب القارة الأمريكية، الزعيم الذي استطاع ان يعيد الامل لكادحي العالم بعد أن خفتَ أملهم بسبب انهيار المعسكر الاشتراكي الذي كان قبلة الثوريين والتقدميين والباحتين عن العادلة في العالم ، انهيار خلق ارباكا لدى كل الاحزاب والحركات الثورية العالمية وفي مقدمتها الاحزاب الشيوعية، ما بين خطأ الممارسة وقصور النظرية، انهيار قصم ظهر معسكر الثوار الاشتراكي، لينكشف الجميع امام حراب قوى الهيمنة الامبريالية، ولتجد اسرائيل مناخا مواتيا لها للانقضاض على الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة . وسط هذا الواقع الاليم صرخوا شيوعيي فنزويلا " بلا " كبيرة .. لا للظلم والهيمنة .. لا لاستعباد الشعوب .. لا لأمريكا وكل حلفائها .
هو زعيم بالمعني الكامل للكلمة، ليس لأنه نجح نجاحا ساحقا في انتخابات بلادة فحسب، وإنما لأنه فاز بقلوب كل فقراء عالمنا، وبوجدان كل الطامحين للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم، والحالمين بوطن الاشتراكية الحقة المنسجمة مع خصائص كل شعب وثقافته ومقدراته الوطنية، أصبح رمز لكل الأحرار الذين ادركوا بفكرهم وتجربتهم ان وراء مصائب العالم جشع راس المال، وان من يقود هذه الطغمة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
هو قال "لا" وتحدى بكل ارادة مواقف الطاغوت الأكبر، بينما ركع زعماء قومنا وامتنا لأمريكا وسياساتها، حتى ان بعضهم اصبح لا يستطيع مضاجعة زوجته إلا بإذن منها، كما سمح باستباحة أراضيه وإنشاء قواعد للتجسس والعدوان الأطلسي على دول وشعوب المنطقة .
شتان بين من يحترم ذاته وشعبة ووطنيته، وبين من يلعق الحذاء الأمريكي، مؤكدا صباح مساء ولاءه المطلق لمحور الشر، وليس من مقارنة بين من يربي شعبه على الاعتزاز بكرامته ليكون حرا ومنتجا، وبين من يحاول تكريس ثقافة الذل والإذعان والخنوع للقوى الخارجية الظالمة، ويسمح لها صاغرا بالدوس على كرامته واستغلال مقدراته .
صحيح ان وراء كل نموذج مصالح وإرادة، لكن الاساس هو فيما وراء كل ذلك، أي طبيعة الفكر الذي يحرك الأفراد والجماعات، فإما فكر خانع ذليل يستعطف المستكبر ويبحث عن طاعته، ويذل شعبه بالولاء المطلق للفرد او للجماعة، ويكرس واقع الإقصاء والتمييز والانقسام، وإما فكر متمرد يرفض كل أشكال الذل والإذعان، ويأخذ بالشعب الى مساحات رحبة من الحرية والاعتزاز بالوطن ومصالحه العليا، وتقديس انسانية الانسان ووحدة الشعب ... هذا فكر وذاك فكر، واعتقد ان شعوب العالم وبخاصة في عالمنا العربي باتت قادرة على التمييز بين الاثنين بعدما عانت على جلودها من بطش وفساد الانظمة البائدة، وبين ما تصطلي بناره الان من انظمة الاسلام السياسي التي اعتلت سدة الحكم في بعض بلداننا رغم حداثة تجربتها .
هي التجربة "الفنزويلية" بكل مضامينها وخصوصيتها، التي اعادت القطار إلى سكته الصحيحة، هي تجربة الشيوعيين الاحرار التي يقدرها كل الشرفاء بعيدا عن حساسيات القناعات الأيدلوجية، فهي تجربة بزغت في خضم المعترك العالمي إشراقة أمل، و نموذج يمكننا وكل شعوب العالم استلهام قيمه المجيدة والاحتذاء به، لنبني وطن حر يحترم ويحرص على سيادته، وأوطان تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة لشعوبها .
سلام عليك ايها الرفيق الثأر .. وسلام للسائرين على دربك الى ان تنتصر قيم الحرية والعادلة الاجتماعية والمساواة في كافة ارجاء العالم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت