الوحدة العربية الحلم مفقود

بقلم: محمد ناصر نصار


يا خير أمة اخرجت للناس ، فما بك لم تتوحدى ، فالعرق واحد والدم واحد والتاريخ والجد واحد ، واللغة والدين واحد ، كل الأمم تتوحد إلا نحن نتجزأ ونختزل ، فإلى متى ؟
ان الاسلام العظيم حدد العروبة بمفهوم شامل وواسع وربطه بتكلم العربية فهو اوسع مفهوم للمواطنة عرفها التاريخ البشري من تكلم العربي فهو عربي لذا هناك تقاطع بين الداعين للوحدة العربية و داعين للوحدة الاسلامية رغم عدائهم الواضح والغير مبرر فالمنطق يفترض ان تذهب للجزء قبل أن تذهب للكل ، وتصعد الربوة قبل أن تصعد القمة ، والغريب اليوم من يعتقد أن اخطر على الإسلاميين هم دعاة القومية او الوحدة العربية وهذا الأمر يساهم بشكل كبير في التفريق لا التوحيد ، بل كان من الأجدر ليس فقط للأحزاب الإسلامية بل أيضاً القومية البحث عن التقاطعات والنقاط المشتركة بين الأحزاب والجماعات في الوطن العربي للخروج من تبعات الربيع العربي وإستغلاله للدعوة نحو الوحدة العربية وتوحيد أقطار الوطن العربي ، فإن نجحت الوحدة العربية هذا بالطبع سيدعو للدعوة والعمل على الوحدة الإسلامية ، بالإضافة إلا أنه كان يجب أن تعزز برامج الجامعة العربية بعد الربيع العربي فالجامعة العربية بميثاقها الواهن ووضعها الراهن أصبحت شكلاً ومظهراً إحتفالاياً غير قادر على حل أبسط المشاكل والخلافات العربية واكبر دليل أن مشروع السوق العربية المشتركة منذ اكثر من 40 سنة لم يطبق منها أي شيء مع ان السوق الاوربية ظهرت وفعلت بعد ذلك بكثير ، وإذا علمت أن 22 دولة عربية يقطنها اكثر من 370 مليون عربي يضاهي عدد سكان الولايات المتحدة ، ويعيشون على مساحة تقارب حوالي 14.3 مليون كم2 بينما يمتد الاتحاد الأوروبي على مساحة 3.9 كم² فقط ، ويبلغ الناتج المحلي للدول العربية حوالي 2952 مليار دولار بينما الصين اكثر 8000 مليار دولار ، وتذكر آخر إحصائية قبل الربيع العربي أن العالم العربي ينفق نحو 52 مليار دولار سنويا على السلاح ، وان تعداد الجيوش العربية مجتمعة تقترب من 3 ملايين نسمة بينما أكبر جيشين في العالم الجيش الصيني يصل تعداده 3.4 مليون جندي والأمريكي و1.4 مليون جندي ، وعلى الرغم ما أصاب البلاد العربية من دمار ناتجة عن تسلط الانظمة على شعوبها وعدم قبلوها بتسلم السلطة للشعب الا انه هناك الدول العربية اخرى لم تتاثر وحتى الذي تاثرت ما زالت تنعم بموارد اقتصادية كفيلة بتغطية أي عملية تنموية وسياسية كما وأن هذه الإحصائيات وغيرها تثبت أن موارد الوطن العربي بشريا وماديا قادرة على فرض معادلة جديدة في المنطقة طالما وجدت الطريق الحقيقية نحو الوصول الى الوحدة وهذا الامر مرهون بالقيادات السياسية والانظمة الموجودة حاليا والمتفردة في الحكم والتي هي اقرب للدكتاتورية ، فكان أولى له أن تتعظ من درس ما حصل في بعض الانظمة التي سقطت وجعلت بلادها تغرق في مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة جدا ، فلوا اتاخذت قرارا حقيقيا بالتكتل العربي والتوحد قد تنجو من كوارث محققة الوقوع في المستقبل حتى لو كان اتحادها شكليا يقتصر على فتح الحدود وتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية والتعاون فيما بينها سيحصن بلادهم من أتون فتن قادمة على المنطقة فتقاسم الخيرات وتبادل الخبرات سيصنع المعجزات .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت