لازالت بعض المؤسسات المحسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية ، وبعض المؤسسات المحسوبة على حركة فتح تعطينا نموذج مهم في الفشل والترهل وسوء الإدارة ، ناهيك عن الصراعات الدائمة بين كبار المتنفذين في هذه المؤسسات ، مما ينعكس سلباً على الخدمات التي تقدمها لمنتسبيها ( هذا لو كان هناك خدمات ) إضافة لفقدانها الهدف من وجودها ، والأهم من ذلك أنها تُعطي مبرر لكُل من أراد وُيريد أن يستبدل هذه المؤسسات بكيانات ومؤسسات بديلة ، وقد نجحوا في ذلك في العديد من القطاعات .
المتقاعدين العسكريين ، جزء مهم منهم من مقاتلي الثورة الفلسطينية ، وجزء آخر من الأسرى القدامى ، وآخرين ممن التحقوا بالصدفة بهذه الثورة ومن بعدها السلطة الوطنية ، وقد تم استحداث هذا المسمى بعد أن قررت السلطة الوطنية ممثلة بحكومة الرئيس أبو مازن في حينها ، إحالة أول دفعة من العسكريين للتقاعد ، فجاءت فكرة إنشاء تجمع للمتقاعدين العسكريين ، برغم قناعتي أن جزء من أهداف إنشاء التجمع ، هو البقاء ضمن دائرة الاستفادة من خيرات السلطة مالياً وإدارياً .
عندما تم إنشاء التجمع ، كانت هناك مجموعة من القيادات الأمنية والعسكرية ، هذه القيادات التي نعرفها منذ تأسيس السلطة الوطنية ، فمنهم من كان في موقع العطاء وله بصمات في بناء مؤسسات وأجهزة السلطة ، ومنهم من كان عبارة عن اسم ورتبة ، وكان يبحث عن الموازنة والنثرية الشهرية فقط ، وأعتقد أن بعضهم كان يعتبر السلطة الوطنية عبارة عن مكتب خدمات له ولعائلته ولأقاربه ، فكانت الوظائف والرتب والمسميات وغيرها من الاستثمارات الشخصية والعائلية ، وهذا بالتأكيد لا ينطبق على الجميع .
اليوم نرى الصراع على هذا التجمع أو على ما يُسمى هيئة المتقاعدين العسكريين ، فنرى بيانات وبيانات مضادة ، وحالة من الصراع الإعلامي بين جسمين يحملان نفس الأهداف ، وأكاد أن أجزم أن الجسمين غير قادرين على تمثيل الجزء الأكبر من المتقاعدين ، لأن المتقاعدين العسكريين المحترمين يُبحثون عمن يقف إلى جانب قضاياهم ، ويحقق لهم مصالحهم ، وفي الحالتين البحث عن الموقع والمنصب وليس عن مصلحة أحد .
لو كانت هناك مؤسسة تنظيمية حقيقية ، ولو كانت منظمة التحرير ومؤسساتها قادرة على بناء مؤسسات وطنية قوية ، لكان الأمر مختلف ، لكن للأسف الشديد ، الكُل يصارع من أجل مصلحته الخاصة ، ومن ثم مصلحة عائلة وأصدقاءه وشلته ، وفي نهاية المطاف لا شيئ يصل للمحتاجين وأصحاب الحق ومن تم إيقاع الظُلم عليه من قرارات هيئة التنظيم والإدارة بقيادة محمد يوسف .
من المعيب أن نرى في الإعلام هذه الدرجة من الصراع ، خاصة من قبل أشخاص يدعون القيادة والتاريخ ، ومنهم من يعتبر نفسه أبو الثورة والثوار ولازال يتغنى بالثورة ويعيش على أطلالها ، وبالنهاية تراه يقاتل من أجل مسمى هنا أو هناك ، أو من أجل أن يبقى في دائرة الاستفادة من قرارات السلطة الوطنية لأنه يعتبرها ورثاً له ، ولم يكتفي البعض بما حصله من خيرات طيلة سنوات السلطة الوطنية ، بل يريد المزيد والمزيد .
&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي – غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت