امتعضت من مقال رئيس تحرير صحيفة الفجر الجديد، ولاسيما حين لم يكتف السيد حافظ البرغوثي بمهاجمة من يدعو للمقاومة المسلحة، بل هاجم بعنف كل من ينادي بالانتفاضة ضد المحتلين الغاصبين، حتى صار تحريك الحجر من موضعه جريمة يعاقب عليها قانون محمود عباس الرافض رجم الغاصبين ولو بكلام جارح.
تحت عنوان "انتفاضة بمقاس حدود مؤقتة" يقول السيد حافظ: المنادون بالانتفاضة الثالثة هم أنفسهم الذين التزموا أكثر من السلطة بتنسيق أمني لا سابق لها في قطاع غزة.
هذا اعتراف فصيح من السيد برغوثي بوجود تنسيق أمني بين رجال السلطة والإسرائيليين، وإقرار بأن التنسيق الأمني عار ومهانة مذلة، وهنا نستغرب مساعي البرغوثي لتلويث وجه المقاومة في قطاع غزة، والإدعاء أنها تنسق أمنياً مع إسرائيل، نستغرب ونحن واثقون أن البرغوثي لن يجد عاقلاً فلسطينياً أو عربياً يصدق كلامه، لأن الذي حمل الرشاش، وأطلق الصواريخ على تل أبيب ما زال عدواً لليهود، ولن يكون منسقاً أمنياً.
يضيف السيد برغوثي قائلاً: الأصل عن حركة حماس الوصول إلى السيطرة حتى لو على خازوق أميركي إسرائيلي. فمن يريد انتفاضة يبدأ بنفسه وبالمصالحة أولاً.
استنتج من كلام برغوثي أن الوصول إلى السلطة مقترن بموافقة إسرائيل وأمريكا، وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فمعنى ذلك أن الخازوق الإسرائيلي الأمريكي الذي يتسلل من بين فخذي السلطة الفلسطينية قد جاء مدهوناً بسمن الدولارات الأمريكية التي تصب في خزينة السلطة، فهل تنكر شهوة المال المتدفق؟
يقول برغوثي: إن الحاكم المصري الإخواني هو الذي يقرر نيابة عن حماس وهو الذي يتوسط بينها وبين إسرائيل ويجمع الرؤوس مع بعضها، وهنا أفسح المجال للشعب المصري كي يرد على الاتهام، وانتظر رد حركة حماس، وهل سيغفو خالد مشعل مع نتاياهو على وسادة محبة واحدة كما يدعي البرغوثي، أم ستترك حركة حماس البوس والقبل الحارة لشفتي محمود عباس وهي تدغدغ خد أهود أولمرت وتسفي لفني؟
المهم في الأمر أن حافظ برغوثي قد نسي حين قال: حصيلة سنوات الاحتلال من عام 1967 حتى عام 2005 كانت مقتل 160 إسرائيلياً في قطاع غزة بين عسكري ومستوطن وهذه الحصيلة على مدى 38 سنة لا تجبر أحداً على الانسحاب.
لقد نسي حافظ أن فصائل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية هي التي كانت تسيطر على قطاع غزة كل تلك السنوات الثقيلة بعدم الجدوى كما وصف.
ومع ذلك يضيف حافظ: لو أحصينا نتاج مغامرات حماس في غزة منذ انقلابها ثم المعارك التي خاضتها لوجدنا أنه مقابل كل إسرائيلي سقط مئات من الأبرياء ناهيك عن الحصار الذي عاد على أمراء الحرب والأنفاق بالملايين.
وهنا أترك السيد حافظ مع تقديرات المخابرات الإسرائيلية، ومع تحليلات الإسرائيليين أنفسهم، ومع حالة الوهن التي يعيشها اليهودي في فلسطين جراء صواريخ المقاومة، التي ما زال حافظ وعباس يصفانها بالعبثية، رغم أنها وصلت القدس، وندعو الله أن لا تخطئ هذه الصواريخ طريقها لتقع فوق المقاطعة في رام الله، كما يتمنى سكان الضفة الغربية، أو تقع في محيط صحيفة الفجر الجديد التي لا ترى فجر الحرية الفلسطيني المقاوم.
أما أولئك الذين يتهمهم برغوثي بالاستعداد للتوقيع على حلول مؤقتة من الصهاينة، وجاهزون لحفظ أمن إسرائيل، فإنني أقرر جازماً بأن معتقدهم الديني يحذر عليهم الاعتراف بدولة الصهاينة، وهؤلاء القوم لا يحفظون من الشعر إلا ما قاله أبو فراس الحمداني:
ونحن أناس لا توسط عندنا لنا صدر دون العالمين أو القبر
لذا أنصحك يا سيد برغوثي أن تبصق في وجه كل من يعترف بإسرائيل، ابصق في وجوههم، وأنت تقرأ ما قالته الشاعرة العراقية سمراء العبيدي، لكل من يرفض المقاومة، قالت:
أرموها العقل وخلوها للنسوان
لأنك ماعرفت تشيل سكينه
وأياك تيجي وتقعد قعدة الرجال
هاك سوارنا وألبس تراكين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت